سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

طرد الاحتلال التركي… الأمنية الوحيدة لشعوب الشمال السوري

تقرير/ سلافا أحمد

روناهي/ كوباني- يستعد العالم مع مطلع الشهر الجاري للاحتفال برأس السنة الميلادية، حيث تبدأ الاستعدادات بتزيين الشوارع بالورود والأنوار المختلفة التي تغطي كل الجوانب للتعبير عن الفرحة بقدوم العام الجديد مع الآمال والأماني بأن يكون العام المقبل مفعماً بالسعادة والنجاح في حياتهم، لكن أمال وأمنيات الشعب السوري ليست كأمنيات الشعوب الأخرى.
 الشعب الذي ذاق الويلات على مدى الثمانية السنوات المنصرمة من الصراع السوري والاحتلال التركي، فضمن العوائل السورية من الصعب أن ترى عائلة لا يوجد فيها فقيد أو شهيد ضمن الصراع السوري، البعض فقد حياته أثر القصف الجوي والمدفعي أو قتل برصاصة طائشة مجهول مصدرها، والبعض فقد حياته إثر الاشتباكات التي كانت تدور بين الأطراف المتصارعة، والبعض الآخر قتلوا بحجة أنهم كانوا يعملون مع الطرف الآخر، والبعض استشهد في سبيل تحرير مناطقه من الاحتلال والمرتزقة” داعش”، والبعض استشهد أثناء نضاله ومقاومته أمام الاحتلال التركي الذي كان يسعى لاحتلال أراضيهم وضمها إلى بلاده، والبعض الآخر لا يعلم أحداً مصيرهم في هذا النزاع، وهناك من اعتقلوا وذويهم لا يعلمون أنهم أحياء أو أموات؟ فهذا السؤال مازال حسرةً في قلوبهم.
أمنيات مختلفة للشعب السوري..
وفي هذا الصراع شهدت معظم العوائل معاناة النزوح واللجوء والنهب والسلب والتشريد، لقد اكتفوا من تذوق المعاناة والإهانات، لذا من المستحيل أن ترى أمنياتهم كأمنيات أي شعب آخر فمطالبهم الوحيدة هو أن يحل السلام على موطنهم وأن تنتهي هذه الأزمة وأن يطرد المحتل التركي ومرتزقته من الجيش الوطني السوري وداعش من أرضهم، وأن يعم الاستقرار على وطنهم، ولا شيء آخر.
وكان لصحيفتنا روناهي جولة ميدانية في شوارع مدينة كوباني بقرب حلول العام الجديد 2020، ورصد أمنيات المواطنين للعام المقبل.
وفي البداية هنئ المواطن دوغان بصراوي قدوم عام 2020  على كافة شعوب العالم، متمنياً بأن يكون العام الجديد عاماً للسلام والأماني والاستقرار على الشعب السوري، ونهاية لكل الصراعات في سوريا.
وقال بصراوي: “في كل عام مع دخولنا لشهر كانون الأول تشهد أسواق المدينة ازدحاماً شديداً من قبل الأهالي لشراء الزينة والحلوى وشجرة الميلاد والعديد من التحضيرات الأخرى لاستقبال عامهم الجديد، ولكن في هذا العام الحركة قليلة جداً في الأسواق لإقبالهم على مستلزمات لتحضيرات احتفال رأس السنة الميلادية”.
ويضيف المواطن دوغان بصراوي قائلاً: “مع بدء عدوان الاحتلال التركي ومرتزقته واحتلال مدينتي تل أبيض/ كري سبي، ورأس العين/ سري كانيه، الأهالي يعيشون حالة قلق واستنفار لعدم السماح لدولة الاحتلال التركي بإعادة سيناريو احتلال مدينتي سري كانيه وكري سبي في مناطقهم”.
لن نحتفل بالعام الجديد وأهالينا نازحين
ومن جهتها قالت المواطنة أمينة لالو إنهم أقروا في هذا العام بأنهم لن يحتفلوا بقدوم العام الجديد تضامناً مع المهجرين قسراً الذين نزحوا من ديارهم بسري كانيه وكري سبي، نتيجة الغزو التركي ولم يحتفلوا باستقبال عامهم الجديد في منازلهم، متأملةً أن يكون عام 2020 عاماً لنهاية الصراعات والاحتلال في سوريا، وأن يعم السلام والحرية والديمقراطية على كافة الشعوب السورية.
أمنيتي كنازحة أن أعود إلى دياري
وبدورها حدثتنا النازحة قسراً من مدينة تل أبيض/ كري سبي وضحة عثمان قائلةً: “منذ بداية الصراع السوري ودولة الاحتلال التركي تسعى لتأزيم وتعقيد الأزمة السورية من خلال محاولتها بالتدخل المباشر والغير مباشر في الشأن السوري، ولا تسمح للشعوب السورية بأن تعيش بأمان واستقرار وسلام”.
واختتمت النازحة قسراً من مدينة تل أبيض/ كري سبي وضحة عثمان قائلةً: “آمالنا وأمنياتنا الوحيدة في هذا العام بأن نطرد الاحتلال التركي من مناطقنا والعودة إلى منازلنا والعيش بحرية وكرامة”.
عامٌ جديد على الأبواب وسط آمال بأن يعود النازحون إلى ديارهم بعد تهجيرهم قسراً من مناطقهم بفعل الغزو التركي على الشمال السوري.