صيام شهر رمضان يقلل من نسبة الدهون السلبية

إعداد/ مثنى المحمود-

يعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية، ويقدّر عدد المسلمين بحوالي ربع سكان العالم، وفي شهر رمضان شهر المبارك يتمسك المسلمون في هذا الشهر بشكل أعمق بدينهم، ويتفكرون في أنفسهم، وقد تختلف عادات رمضان من بلد لآخر، ولكن يتشارك جميعهم في صوم هذا الشهر. هناك أدلة تشير إلى أن الصيام يمكن أن يكون له آثار إيجابية على صحة الصائم، فما هي فوائد صيام شهر رمضان؟

أظهرت الدراسات التي أُجريت على الإنسان أن الأنظمة الغذائية، وخاصة تلك التي تحاكي الصيام تُحسن العديد من المؤشرات الصحية، سواء لدى الأشخاص الأصحاء أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.

حماية الجسم من الأمراض

على الرغم من أن النتائج يمكن أن تختلف اختلافًا طفيفًا اعتمادًا على أنماط الصيام والأنواع التي تمت دراستها، إلا أنّ جميع الأنظمة الغذائية الشبيهة بالصيام يمكن أن تؤدي إلى تغيير أيضي أساسي، وقد ترتبط ببعض النتائج الإيجابية الصحية، من المثير للاهتمام أن نُلاحظ أنه على مدار السنوات القليلة الماضية كان لبعض أنواع الصيام (مثل تقليل تكرار الوجبات، وتقييد السعرات الحرارية، وصيام يوم بديل) آثار مفيدة، منها التحسين من حساسية الأنسولين، والتقليل من الالتهابات، وكذلك التقليل من الوفيات الناجمة عن السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، أما بالنسبة لصيام رمضان فهناك العديد من الدراسات التي تشير إلى فوائده، والتي تشمل: فقدان الوزن والحفاظ عليه بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، تحسين معدل البقاء على قيد الحياة، واستعادة وظائف القلب، وتعديل مخاطر القلب والأوعية الدموية.

 قد يحمي صيام رمضان الخلايا العصبية من اضطرابات الشيخوخة (مثل مرض الزهايمر والسكتة الدماغية). التقليل من كتلة الدهون، والكوليسترول الضار، ويمكن أن يرفع الصيام من الكوليسترول النافع، ففي دراسة نشرت عام 2014 وجدت أنه يمكن للصيام أن يرفع من الدهون الجيدة بنسبة 33% ويخفض الدهون الضارة بنسبة 17%. يمكن أن يخفض الصيام من ضغط الدم، ففي الدراسة السالف ذكرها وجد أن الصيام يقلل ضغط الدم بنسبة 17% عند من يعانون من الضغط المرتفع، بشكل عام قدمت التجارب الصغيرة حول صيام رمضان في العديد من المرات نتائج واعدة تعد السبب الرئيسي للمضي قدمًا لإجراء تجارب سريرية أكبر على المرضى الذين يعانون من مجموعة واسعة من الاضطرابات، ومع ذلك لا يزال هذا المجال من البحث في مهده ويتطلب تعاون العديد من الباحثين وإجراء مزيد من البحث قبل الوصول إلى نتيجة نهائية.

بعض النصائح لصيام صحي في رمضان

غالبًا ما يبدأ الأشخاص شهر رمضان بطاقة متفائلة، وقد يضع الممارسون العديد من الأهداف الروحية، ومع ذلك قد يكون من السهل التعثر أثناء محاولتك الحفاظ على صحتك أثناء الصيام وتحقيق التوازن بين مسؤولياتك اليومية المعتادة، وفيما يلي بعض النصائح لصيام آمن وصحي خلال شهر رمضان.

لا تفوت وجبة السحور

من السهل تخطي وجبة السحور، لأنه من الصعب أن يكون لديك شهية في الصباح الباكر، ومع ذلك من المهم للغاية عدم تخطي هذه الوجبة، وكذلك يجب اختيار ما تأكله في السحور بعناية لأن اختياراتك الغذائية ستؤثر على طاقتك طوال اليوم، كثيرًا ما يلجأ الناس إلى الكربوهيدرات البسيطة في وجبة السحور، ولكن الكربوهيدرات البسيطة لن توفر طاقة طويلة الأمد، بدلاً من ذلك يُنصح بأن تشمل هذه الوجبة الخضروات والفواكه، وبعض من الكربوهيدرات مثل الخبز المصنوع من القمح، والأطعمة الغنية بالبروتين مثل منتجات الألبان (الجبن غير المملح والحليب) أو البيض.

احصل على قدر كافٍ من الماء

شرب الماء مهم للغاية وله العديد من الفوائد الصحية، يمكن أن يؤدي عدم شرب كمية كافية من الماء إلى سوء الحالة المزاجية وزيادة التعب، وقد يؤثر ذلك أيضًا على مستويات الطاقة والذاكرة، ويمكن أن يساعد الحفاظ على شرب الماء في إدارة الحالات الصحية المزمنة، وله دور في منع وعلاج الصداع والصداع النصفي وحصوات الكلى والإمساك فضلاً عن الحفاظ على ضغط الدم، هناك أيضًا بعض الأدلة على أن بقاء الجسم رطبًا يقلل الشهية، عندما لا يمكنك تناول الطعام طوال اليوم احرص على شرب قدر كاف من الماء (10 أكواب على الأقل خلال اليوم حسب توصيات منظمة الصحة العالمية)، يمكنك استخدام الوقت الذي يسبق شروق الشمس وبعد غروب الشمس كفرصة لإعادة الترطيب وتلبية كمية الماء الموصى بها، تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا، لأن الكافيين يمكن أن يجعل بعض الناس يتبولون أكثر مما قد يؤدي إلى الجفاف.

تناول وجبة إفطار صحية

الأطعمة التقليدية مهمة جدًا، خاصة خلال شهر رمضان، وعلى الرغم من مذاقها اللذيذ إلا أنها يمكن أن تكون دهنية وثقيلة للغاية، وبالتالي فإن تناول الأطعمة التقليدية كل مساء لمدة شهر قد لا يكون أفضل فكرة، بعد يوم كامل من عدم تناول الطعام والشعور بالجوع من الشائع أيضًا الإفراط في تناول الطعام، وقد يؤدي ذلك إلى إرهاق الصباح وزيادة الوزن على مدار الشهر، ولذلك ينصح بأن يكون الإفطار بتناول التمر وبعض الفاكهة وشرب بعض الماء، ومن ثم التوقف وإتمام صلاة المغرب قبل الغوص في أي طعام. السكريات الطبيعية من الفاكهة لن تجعلك تشعر وكأنك تتضور جوعاً، وستكون أيضًا أقل عرضة للإفراط في تناول الطعام، بالنسبة لوجبة المساء حاول أن يحتوي طبقك على الكثير من الخضار والسلطة، والقليل من الكربوهيدرات، واحرص على تناول البروتينات عن طريق تناول اللحوم والأسماك، بشكل عام تجنب الأطعمة المقلية والمعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر.

افهم حالة جسدك جيداً

لا تعني الإصابة بحالة طبية مزمنة أنك غير قادر على الصيام، ومع ذلك فهذا يعني أنه من الضروري التخطيط مسبقًا وإجراء التعديلات اللازمة. يمكن أن تستمر بمعظم الأدوية أثناء الصيام، ولكن يجب تعديل وقت تناولها لتتناسب مع جدول الصيام لوجبة المساء ووجبة السحور. أمّا إذا أدّى الصيام إلى تفاقم الحالة الطبية حتى بعد تعديل جدول الأدوية فلا ينبغي للمرضى أن يصوموا، يُنصح الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول بعدم الصيام، وقد يتمكن الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني ومرضى ارتفاع ضغط الدم من الصيام، ومع ذلك يُنصح بالتوجه إلى الطبيب أو اختصاصي التغذية للحصول على النصيحة الصحيحة بناءً على حالتهم، كذلك يجب على النساء الحوامل والمرضعات مراجعة الطبيب للحصول على المشورة.