سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صناعة الأزياء أكبر ملوّث للمياه!

خلال السنوات العشرين الماضية، تحوّلت دور صناعة الألبسة، والأحذية العالمية إلى ما هو أبعد من تلبية احتياجات الإنسان الأساسية، ففي هذه الفترة، تضاعفت كمية الملابس المنتجة سنوياً، كما أصبحت العلامات التجارية الكبرى تقدم باستمرار مجموعات تصاميم جديدة خارج المواسم التقليدية الأربعة.

وفي غضون عشر سنوات، من المتوقع أن يرتفع الاستهلاك العالمي للمنسوجات بأكثر من 60 في المائة، ليصل إلى أكثر من 100 مليون طن بحلول 2030، ويترافق هذا مع نمو قيمة سوق الملابس العالمية من 1.5 تريليون دولار في 2020 إلى نحو2.25 تريليون دولار في 2025.

وتترك هذه التغيُّرات المتسارعة في عالم الموضة، أثرها الهام على موارد كوكبنا، الذي يواجه تحديات بيئية، واجتماعية ملحّة ناجمة عن تغيُّر المناخ، ونضوب الموارد، وفيما تتأثر اتجاهات الموضة بالحركات الاجتماعية، والدين، والسياسة، والحرب، يحكم اللحاق بصرعات الأزياء الجديدة قرارات شراء الملابس والتخلص منها في المجتمعات الاستهلاكية، حيث تصبح الألبسة والأحذية منتجاً فائضاً في أقل من عام، بدل أن يكون هدفها سد حاجة أساسية للبشر.

 هذا الاتجاه الجامح المتمثل في التخلص السريع من الألبسة، والأحذية قبل أن تبلى، والتصنيع الكيميائي المكثّف، واستخدام البلاستيك في الأقمشة والإكسسوارات، يتسبب في أضرار بيئية متعددة، وخطيرة طويلة المدى.

صناعة الأزياء العالمية مسؤولة عن عشرة في المائة من انبعاثات الكربون العالمية، أي أكثر مما تفعله جميع الرحلات الجوية الدولية والشحن البحري، وتنتج هذه الانبعاثات عن الطاقة المستخدمة خلال مراحل الإنتاج والتصنيع والنقل، فالألياف الاصطناعية (البوليستر والأكريليك والنايلون، وغيرها) يستهلك إنتاجها كمية من الطاقة تفوق بكثير تلك التي يتطلبها التصنيع من الألياف الطبيعية.

وتُنتَج معظم الملابس التي تستهلك عالمياً في الصين وبنغلادش والهند، وهي دول تعتمد على الفحم كمصدر أساسي للطاقة، كما تنبعث عن عمليات تصنيع الألياف الاصطناعية الرخيصة غازات مثل أوكسيد النيتروز، الذي يكافئ كل طن من انبعاثاته 300 طن من ثاني أوكسيد الكربون.

وتلعب صناعة الأزياء دوراً رئيسياً في تدهور التربة بطرق مختلفة، مثل الرعي الجائر من قبل الماعز الكشميري، والأغنام التي تربَّى من أجل صوفها، والاستخدام المكثّف للمواد الكيميائية لزراعة القطن، وإزالة الغابات للحصول على الألياف الخشبية مثل الرايون (الحرير الصناعي).

وفي كل عام، تُدمَّر آلاف الهكتارات من الغابات القديمة، والمهددة بالانقراض، وتُستبدَل بمزارع من الأشجار المستخدمة في صناعة الأقمشة ذات الألياف الخشبية كالرايون والفيسكوز. ويهدد فقدان الغابات النظام البيئي، ومجتمعات السكان الأصليين، كما هو الحال في إندونيسيا، حيث شهدت الغابات المطيرة انحساراً على نطاق واسع خلال العقد الماضي.

ويشير تقرير صادر عن البنك الدولي في 2019 إلى أن صناعة النسيج مسؤولة عن نحو خُمس تلوّث المياه العالمي؛ ما يضع صناعة الأزياء في أعلى مراتب تلويث المياه، ومن دون معالجة المياه الملوّثة الناتجة عن عمليات تنظيف الأقمشة، وتبييضها وصباغتها، تقلّ تراكيز الأوكسيجين في الأوساط المائية، التي تطرح إليها، وتشكّل بالتالي تهديداً للنظم المائية والأنواع الحية التي تستوطنها.

وتصنّف أجزاء واسعة من وسط وجنوب آسيا، لا سيما في الهند والصين، وإندونيسيا، وباكستان وبنغلادش، ضمن أكثر المناطق تلوثاً بسبب صناعة الألبسة، ويؤدي التخلص من المواد الكيميائية السامة المستخدمة في تصنيع الألبسة إلى جعل أجزاء كبيرة من الأنهار الرئيسية حول العالم، كنهر سيتاروم في إندونيسيا ونهر نويال في الهند، ونهر اللؤلؤ في الصين، غير صالحة لعيش الأسماك والأحياء الأخرى، وفيما لا تزال الصين أكبر منتِج للألبسة في العالم، فإن ثلث أنهار البلد مصنّفة من قبل إدارة حماية البيئة الصينية، على أنها “ملوّثة للغاية لأي اتصال بشري مباشر”.

 ويدخل القطن كمادة خام رئيسية في صناعة النسيج، ويُعدّ إنتاجه مسؤولاً عن 2.8 في المائة من استهلاك المياه السنوي حول العالم، إذ يستلزم إنتاج قميص قطني وبنطال جينز استهلاك نحو 20 ألف لتر من الماء.

 كما ينطوي إنتاج القطن التقليدي على استخدامٍ عالٍ للأسمدة، ومبيدات الآفات، التي قد تلوّث المسطحات المائية المحيطة، وتبلغ حصة زراعة القطن من المبيدات الحشرية 25 في المائة ومن مبيدات الأعشاب الضارة عشرة في المائة من الاستخدام العالمي.

كما يطلق غسل الملابس نصف مليون طن من الألياف الدقيقة إلى المحيطات كل سنة، وتبتلع الكائنات المائية الصغيرة تلك الألياف الدقيقة، ثم تتناولها الأسماك الصغيرة فالكبيرة، وتصل في النهاية إلى جسم الإنسان عبر السلاسل الغذائية.

ويزداد تواتر التخلص من الملابس استجابةً لاتجاهات الموضة، ويترافق ذلك مع زيادة نفايات النسيج، التي تمثل الألياف الاصطناعية الصعبة التحلل نحو 72 في المائة من مكوناتها، وفي الدول الغربية، ترمي الأسرة المتوسطة ما معدله 30 كيلوغراماً من الملابس سنوياً، ويجري تدوير 15 في المائة من هذه الكمية، أو التبرع بها، فيما يذهب الباقي إلى مكبات النفايات أو يُحرَق، وفعلياً، يسجّل العالم دفن أو حرق ما يعادل شاحنة قمامة واحدة من المنسوجات في كل ثانية.

ولا يقتصر التأثير السلبي لصناعة الألبسة، والأحذية على البيئة فحسب، بل يمتد ليطال الحالة الاجتماعية، فمعظم إنتاج العلامات التجارية الكبرى يحصل في الدول الفقيرة، حيث يتقاضى العمال أجوراً زهيدة، ويُجبَرون على العمل لساعات طويلة في ظروف قاسية.

ولكن مع تزايد مطالبة المستهلكين بالتغيير، يبدو أن عالم الموضة آخذ في الاستجابة لكسر نموذج الهدر، وتحسين ظروف الإنتاج، وتوجد الآن مجموعات عديدة تضم علامات تجارية كبرى لتبادل الخبرات حول أفضل السبل لحماية البيئة، وإخضاع المورّدين، ومواقع التصنيع للتدقيق، للتأكد من استيفاء اشتراطات صارمة تخص تصريف النفايات السائلة، وظروف العمل.

ومع ذلك، تبقى المشكلة الأساسية في نموذج أعمال الموضة السريع التغيُّر، وذي النوعية الرديئة، حيث تعتمد الإيرادات على بيع المزيد من المنتجات، ومن غير الواقعي أن نفترض توقف المستهلكين عن التسوق على نطاق واسع، ولذلك فإن صناعة الألبسة والأحذية بحاجة لمزيد من التطوير، والابتكار والجرأة لاعتماد أساليب إنتاج أكثر استدامة، مثل الصباغة الطبيعية من دون ماء، واستخدام المخلّفات كمواد خام، والاعتماد أكثر على منتجات الألياف العضوية الطبيعية مثل الكتّان، وتحسين النوعية لكي تدوم الملابس مدة أطول، وإيجاد حلول لمشكلة النفايات الناجمة عن صناعة الملابس والتخلص منها، بإطالة مدة الاستخدام، والتبادل وإعادة الاستعمال.

وكالات

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle