صفر زكريا: “التَّنمية الاقتصاديّة تَكتمل بتحقيق المسؤوليّة المُجتمعيّة الشّاملة”

تَقرير/ آزاد كردي

روناهي/ منبج ـ أكّد إداري الكوبراتيف بمدينة منبج وريفها صفر زكريا بخصوص افتتاح فرن أخوة الشّعوب؛ جاء تلبيةً لاستيعاب مُتطلبات المواطنين المُتزايدة على مادَّة الخبز؛ لا سيما أنّ مدينة منبج وريفها تُشكِّل العصب التّجاري لمناطق شمال وشرق سوريا؛ واحتضانها أعداد كبيرة من النّازحين من المناطق المجاورة، فضلاً عن تعزيز النّهج التّشاركي القائم على الانتقال بالاقتصاد بشكله التّعاوني الجديد الذي حقق نقلة نوعية لنمو الناتج المحلي لأكبر شرائح المجتمع قاطبة.ً

تعتمد الإدارة الذّاتية لمناطق شمال وشرق سوريا على نموذج الاقتصاد التّعاوني بديلاً عن الاقتصاديات الأخرى التي أثبتت فشلها؛ لما لها من تحقيق الرّبح الأعظمي للفرد بعينه على حساب النّسبة الأكبر من المجتمع. وانطلاقاً من هذا؛ باشرت اللجنة الاقتصادية بتكريس هذا المفهوم على أرض الواقع؛ بتنفيذها عدد من المشاريع الاقتصادية، لا سيما بمدينة منبج وريفها، كالمؤسسة التّعاونية الاستهلاكية والزّراعية والمطاحن وغيرها، وكان آخرها افتتاح فرن “أخوّة الشّعوب”. ولمعرفة المزيد من التّفاصيل عن هذا الفرن، التقت صحيفتنا “رُونَاهي”، بإداري الكوبراتيف بمدينة منبج وريفها صفر زكريا.

إعادة رَسم العلاقة بين المجتمع واقتصاد المجتمع

بدايةً، وحول افتتاح الفرن تحت مسمى “أخوّة الشّعوب”؛ حدثنا إداري الكوبراتيف صفر زكريا قائلاً: “إنّ ذلك جاء لشمولية النّهج الاقتصادي الجديد، وهناك طلب متزايد على مادة الخبز لا سيما من المواطنين على الأفران التي تُحظى بِدعم من الإدارة الذّاتية عبر لجنة الاقتصاد وأقسامها وفروعها؛ نتيجة رخص ثمنها مقارنةً بالأفران التي تنتج مادة الخبز السّياحي من جهة؛ ولما تُحقِّقه من فائدة تخدم مصلحة المجتمع باعتبارها تقوم على مفهوم الاقتصاد المجتمعي”.

وأضاف: “يوجد حالياً بمدينة منبج وريفها فرناً آلياً يخدم نسبة كبيرة من إنتاج الخبز للمواطنين بالريف والمدينة، إلا أنّ ذلك لم يعد يُلبّي حاجة الاستهلاك المحلي؛ بسبب قدوم نسبة كبيرة من النازحين في هذه الآونة من المناطق المجاورة. وافتتح الفرن الآلي الجّديد باسم “أخوّة الشّعوب”؛ إيماناً من لجنة الاقتصاد بمشروع الأمّة الديمقراطية، بيد أن هذه المرة، يختلف مشروع الفرن عن بقية مشاريع الكوبراتيفات الأخرى (الجمعيات التّعاونية)؛ كونه قائم على التّعاون بين مكتب الكوبراتيف وبين اقتصاد المرأة؛ بهدف دخول المرأة ميدان المُنافسة في هذا المجال الاقتصادي الهام”.

تَجربة فرن “أخوّة الشّعوب” مَنظومة لتنمية مُستدامِة

وعن هيكلة الفرن وآلية عمله، تحدَّث إداري الكوبراتيف؛ صفر زكريا قائلاً: “نظراً لتزايد الطّلب على مادة الخُبز، فقد أنشئ فرناً آلياً تابعاً للإدارة الذّاتية في الفترة السّابقة تحت اسم “البراعم” وبخط واحد، ومن ثم تم نقله مؤخراً إلى الفرن الجّديد المُسمَّى “أخوّة الشّعوب”، المسيّر بخطّي إنتاج جديدين، وليكونا كلاهما فرناً واحداً باسم الأخير. وهو يعد الأكبر على مستوى إنتاج مادة الخبز بالمدينة من جهة وعلى مستوى عدد المساهمين أيضاً من جهة أخرى. ويبلغ عدد الأسهم المكتتبة بهذا المشروع الكبير بحسب السّجلات 256 سهماً، حيث توزع الأرباح على المُساهمين خلال مدّة شهر من العمل، كما تبلغ قيمة السّهم الواحد 500 دولار للسهم الواحد. ويبلغ عدد العاملين في هذا الفرن حالياً 14 عاملاً؛ وبنظام الورديتين المتتابعتين وعلى مدار الـ 24 ساعة باليوم الواحد. ولا بد من القول: إن ّآلية توزيع مادة الخبز بفرن أخوّة الشّعوب، هي ذاتها المُتَّبعة بالفرن الآلي، أي من خلال المندوبين التي أثبتت فاعليتها بشكل ملحوظ في تخفيف الازدحام على نوافذ البيع”.

رؤية لجنة اقتصاد منبج.. مشاريع وخطط مستقبلية

واختتم إداري الكوبراتيف صفر زكريا حديثه؛ قائلاً: “في واقع الأمر؛ هناك رغبة وإقبال من المواطنين في دخول ميدان الاستثمار بنظام الكوبراتيف الذي أثبت فاعلية كبيرة في تنمية الاقتصاد المجتمعي لعدِّة أهداف، أهمَّها؛ توفير مادة الخبز بشكل واسع، إذ من شأن ذلك تلبية حاجة الاستهلاك اليومي لمادة الخبز دون نقصان، فضلاَ عن تشغيل أكبر قدر ممكن من العمال؛ مما يعني القضاء على البَطالة. كما إنّ افتتاح “فرن أخوّة الشّعوب”؛ يمثّل انتقالاً نموذجياً على مبدأ التّشاركية وتجنباً للاحتكار التي قد نألفها في الأفران الأخرى، ونطمح خلال الفترة القادمة بزيادة وتيرة إنشاء مشاريع وخطط مستقبلية بنظام الكوبراتيف، الحافلة بكم هائل من المَشاريع التنموية المنتظرة، وسنعلن عنها في الوقت المناسب؛ لأنّ التّنمية الاقتصادية تكتمل بتحقيق المسؤوليّة المجتمعيّة الشّاملة”.