سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صالح مسلم: سيادة الكونفدرالية في تركيا تجعلها أمة عدل ومساواة

روناهي/ الدرباسية –

أشار الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم إلى، أن المئوية الأولى للجهورية التركية تحتاج إلى مراجعة عميقة، لتصحيح الأخطاء، التي ارتكبتها الحكومات التركية المتعاقبة خلال المائة عام الماضية، وأن المراجعة يجب أن تكون على أساس الأخوة بين الشعبين الكردي والتركي.
دعت منظومة المجتمع الكردستاني، إلى إعادة مناقشة العلاقات الكردية – التركية، وأكدت المنظومة، أن العلاقات بين الشعبين الكردي والتركي تضررت مع تأسيس الجمهورية، الأمر الذي كلف الكرد والأتراك الكثير من الخسائر، وسبب لهم الآلام والخسائر، والدمار الكبير.
وقد جاء ذلك في بيان أصدرته المنظومة بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس ما تُسمى بالجمهورية التركية.
وأضاف بيان منظومة المجتمع الكردستاني، أن القضية يجب أن تتم مناقشتها مناقشة صحيحة وتصحيحية مناسبة: “عندما يتم إعطاء إجابة صحيحة عن تدهور العلاقات الكردية، والتركية التاريخية، ويتم تصحيح هذا الخطأ، فعندها يمكن تصحيح المسار الخاطئ للتاريخ، وتحقيق الديمقراطية في المقام الأول، واستعادة السمات الإيجابية، التي تمارس، أو التي يتوقع أن تُمارس في الجمهورية”.

جهورية قائمة على دماء الشعوب
وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم: “احتفل النظام التركي في التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول المنصرم، بذكرى المئوية الأولى لتأسيس ما تُسمى بالجمهورية التركية، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الاحتفالية لا تمثل الواقع المعاش، فكلنا نعلم أن الجمهورية التركية، أُسِّست على جماجم ودماء الشعوب، وهي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة باتباع السياسات ذاتها”.
وأضاف مسلم: “الكلام الذي ذكرته آنفاً يشهد عليه تاريخ هذه الجمهورية التركية، حيث ارتبكت المجازر بحق غالبية شعوب المنطقة، بدءًا من الأرمن، ومرورا بالكرد، ووصولا إلى السريان، حيث أن الشعوب هذه، لاقت الويلات والمآسي على يد النظام الفاشي التركي، وذلك بغض النظر عن الحكومات، التي تتسلم مقاليد الحكم في تركيا”.
الطورانية التركية ترفض قبول الآخر
وتابع مسلم: “يجب أن نعود بالتاريخ مائة عام إلى الوراء، وذلك لإلقاء نظرة على كيفية تأسيس الجمهورية التركية منذ بدايتها، أسست النواة الأولى لهذه الجمهورية عبر النضال الشعبي، ففي البداية استطاع أتاتورك أن يستقطب الشعوب، التي عاشت على الجغرافية التركية للوقوف بجانبه، وقد كسب ودهم وتأييدهم، وكان الشعب الكردي ضمنهم، وبذلك تحول النضال من أجل تأسيس الجمهورية التركية، إلى ثورة شعبية ضد القوى الامبريالية، التي كانت تحكم المنطقة في تلك الفترة، كفرنسا، وانكلترا، وروسيا، وغيرها من الدول المهيمنة، وقد استمر ذلك النضال حتى تأسيس الجمهورية التركية”.
وأوضح مسلم: “لكن مع بلوغ الهدف المتمثل بتأسيس الجمهورية التركية، بدأت الحركة الطورانية، متمثلة بحركة الاتحاد والترقي، بتسلم مقاليد الحكم في تركيا، وقد بدأت بممارسة طورانيتها، وفاشيتها على تلك الشعوب، التي ساهمت في تأسيس الجمهورية التركية، حيث رفضت وجود أي شعب آخر عدا العرق التركي، ومن ثم بدأت بتصفية حلفائها، الذين شاركوها في تأسيس الجمهورية، وذلك من خلال طبقة الأوليغارشية، التي أُسِّست في حينه، والتي تألفت من بقايا الأقطاع إبان انهيار الإمبراطورية العثمانية، حيث بدأت الأوليغارشية بمحاربة الطبقات الأخرى من المجتمع، ومنذ ذلك الوقت بدأت المجازر بحق الشعوب، من أجل الحفاظ على السلطة، وبذلك استكملت ما بدأته الإمبراطورية العثمانية، ولا تزال مستمرة بارتكاب الجرائم حتى يومنا هذا”.

حركة التحرر أُسِّست لمحاربة الأوليغارشية
وتطرق مسلم، إلى الهدف الأساسي، الذي قامت عليه حركة التحرر الكردستانية: “مع بلوغ النظام التركي لهذا الحد من الهمجية، أُسِّست حركة التحرر الكردستانية، والتي كان الهدف الأساسي لها هو إعادة الجمهورية التركية إلى الشعوب، التي ثارت من أجل بنائها، ولنشر مبدأ أخوة الشعوب، التي كانت موجودة في حينه، والتي سلبتها الأوليغارشية المسيطرة على الحكم في الجمهورية التركية، وذلك لإعادة حقوق الشعوب إلى الشعوب، من كرد، وعرب، وتركمان، وغيرهم من الشعوب الأخرى، ودليل ذلك، هو مشاركة مختلف شعوب المنطقة في تأسيس حركة التحرر الكردستانية، بدءاً من اللاز، ووصولا إلى التركمان، ومرورا بالكرد وبالعرب”.
وأردف مسلم: “الهدف المشترك لهذه الشعوب المتحدة تحت راية حركة التحرر الكردستانية، هو محاربة الأوليغارشية التي تحكم الجمهورية التركية حتى يومنا هذا، والتي دمجت ما بين الطورانية والجهادية في حربها ضد الشعوب، ويأتي هذا النضال لبناء جمهورية ديمقراطية تركية تحفظ حقوق الشعوب، التي تعيش على أراضيها، وهذا يتطلب نضالاً كبيراً من الشعوب كافة في تركيا”.
إحداث الفتن بين الشعوب
وأضاف مسلم: إن “الدول القومية، التي تحكم المنطقة قائمة على ضرب الشعوب بعضها، وهذا ما أحدثته الطورانية التركية، وهذه العقلية القومية هي التي أدت إلى ما يحدث في فلسطين اليوم، فالفلسطينيون يطالبون بدولة قومية فلسطينية، والصهاينة يطالبون بدولة قومية يهودية، وهذا ما أدى إلى هذا الصراع الدموي، والذي يصعب التكهن بالحدود، التي يُمكن أن يصل إليها هذا الصراع، لذلك، فإن الوقوف في وجه هذه الصراعات، ولتجنيب المنطقة من صراعات دموية لا نهاية لها، لابد من بناء الكونفدرالية الديمقراطية في المنطقة، والتي تسمح للشعوب بإدارة نفسها بنفسها، والتي تقطع الطريق أمام العقل القومي المتطرف، الذي تتبناه أنظمة المنطقة، وعلى رأسهم الطورانية التركية، وهذه الوصفة ناجعة حتى على المستوى الداخلي، فإذا ما تم تبني الكونفدرالية الديمقراطية داخل الجمهورية التركية، فإن ذلك يعني حل أزمات الشعوب، التي تعيش في هذه الجمهورية، ومن ضمنهم الشعب التركي نفسه، والذي عانى ما عاناه من حكم الطورانية والأوليغارشية”.
وتابع: إن “الوصول إلى الكونفدرالية المنشودة، والتي نعتقد أنها ستكون أساس حل أزمات الشعوب كافة، يتطلب مراجعة دقيقة وشاملة للقرن، الذي مضى من عمر الجمهورية التركية، وذلك لجرد مكامن الخطأ والصواب، ولمعالجة المظالم، التي تعرضت لها الشعوب خلال هذا القرن، لأن مثل هذه المراجعة، ستكون كفيلة بعدم تكرار أخطاء الماضي، وهذا ما سيتضمن الوصول إلى أخوة الشعوب”.

أخوة الشعوب ضمانة المصير المشترك
واستطرد مسلم: “يأتي البيان الأخير لمنظومة المجتمع الكردستاني في السياق ذاته، سياق الدعوة إلى أخوة الشعوب والنضال في سبيل جمهورية ديمقراطية تركية، ونعتقد أن هذا الطرح، هو طرح سليم، ويجب تبنيه والبناء عليه، كما نرى أن ما طرحته منظومة المجتمع الكردستاني يصلح لدول المنطقة كافة، ففي شمال وشرق سوريا، نسعى أيضا إلى تعايش مشترك قائم على الأخوة بين شعوب المنطقة، الكرد، والعرب، والسريان وغيرهم، وذلك لنبذ خطاب التعصب القومي الذي تُعاني منه شعوب المنطقة”.
الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، أنهى حديثه: “يجب العودة إلى المراحل الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، والتي كانت تُحكم من برلمان فعلي، حيث كان هنالك ممثلون عن الشعوب كافة، ولقد كانوا ممثلين فعليين عن شعوبهم، وكانوا يطالبون بحقوق هذه الشعوب. والعودة إلى تلك المرحلة يتطلب عملا حثيثا من قبل شعوب المنطقة كافة، التي تضررت من العقلية الطورانية للفاشية التركية، ويجب أن يتركز هذا العمل بتطبيق الكونفدرالية الديمقراطية، القائمة على أساس أخوة الشعوب، التي يُنادي بها القائد عبد الله أوجلان، لتحرير الشعوب من الظلم والإبادة”.