صالح كدو: “الوحدة الكردية ضرورة وحاجة ماسّة ومطلب جماهيري”

حوار/ إيفا ابراهيم –

أجرت صحيفتنا حواراً مع سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا صالح كدو؛ حول مبادرات وحدة الصف الكردي، وإلى أين وصلت النقاشات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي، وسبل تحقيق وحدة الصف بأقصى سرعة ممكنة في ظل الظروف الآنية التي تمر بها المنطقة، حيث حدثنا؛ قائلاً: لقد كان من الضرورة بمكان إقامة جبهة من الأحزاب لما فيها ضرورة مرحلية هامة”، وأضاف: “تم التوافق على الوثيقة السياسية، وهذه لها أهمية بالغة”.

وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ هناك مساعي حثيثة حول وحدة الصف الكردي؛ كيف تنظرون إلى الوضع الكردي الآن، بعد كل هذه النقاشات واللقاءات التي جرت بين الأطراف الكردية؟

في الحقيقة وحدة الصف الكردي أصبح مطلباً قومياً وشعبياً، وهذا المطلب تجاوز الأحزاب والقوى السياسية الكردية، خاصةً بعد ثورة روج آفا التي وضعت النقاط على الحروف، وامتدت في مناطق شمال وشرق سوريا، مع أنه كانت هناك تحديات واجهتها المنطقة، وأولها العدوان التركي الذي احتل عفرين ومن ثم سري كانيه “رأس العين”، وكري سبي “تل أبيض”.

ومحاولات تحقيق وحدة الصف الكردي كانت مستمرة. ولكن؛ للأسف هذه المحاولات لم ترَ النور سابقاً، وفي الآونة الأخيرة جاءت مبادرة قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي؛ بهدف توحيد الخطاب الكردي أي الموقف السياسي الكردي، وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية تجاوبت مع هذه المبادرة القومية، وقد جرت لقاءات عديدة مع الجانبين الأمريكي والفرنسي من أجل تحقيق هذه المبادرة ودعمها، والآن تم تشكيل وفود من الطرفين، ستتفاوض في الأيام القادمة من أجل تحقيق هذا الهدف، حيث أن كل وفد يتألف من سبعة أعضاء يمثلون أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي، وننتظر المجلس الوطني الكردي الذين طلبوا التريث قبل أيام، وحتى الآن لم نتلقَ أي رد منهم حول توقيت اللقاءات التي يجب أن تجري. ونحنُ في أحزاب الوحدة الوطنية الكردية مستعدون لخوض هذه المفاوضات لما فيها خدمة الشعب الكردي وشعوب المنطقة كافة.

ـ تحاول الدولة التركية المحتلة دائماً الوقوف في وجه أيّ مساعي لتوحيد الصف الكردي، وخير دليل التصريح الأخير لوزير خارجيته؛ ما المطلوب من الساسة والقوى السياسية الكردية للوقوف في وجه المخططات التركية؟

الموقف التركي ليس بجديد خاصةً بعد أن استلم حزب العدالة والتنمية والفاشي أردوغان؛ الذي يقود حكم البلاد في الدولة التركية المحتلة، حيث أن معاداة الشعب الكردي أينما كان، أصبح منهجاً لهذا النظام الفاشي الشوفيني، وهم لا يقبلون كما يصرحون دائماً ويؤكدون بعدم قبولهم لأي مشروع كردي حتى لو كان في جنوب إفريقيا، وأعتقد بأن الجانب الكردي يجب أن يكون يقظاً؛ حينما أقول الجانب الكردي أقصد القوى الكردية كافة التي تخوض في هذه الفترة المفاوضات من أجل تحقيق الوحدة، وأيضاً التي هي خارج إطار المفاوضات، حيث أن كافة القوى الكردية مدعوة الآن من أجل مجابهة العدوان التركي وتحقيق وحدة الصف.

وأوكد بأننا كشعب وقوى سياسية كردية؛ لا نريد ولا نسعى لمعاداة الشعب والدولة التركية الفاشية، وكنا نتطلع دائماً بأن تكون هناك علاقات حسن جوار بيننا وبين الدولة التركية. لكن؛ النظام الديكتاتوري في تركيا بقيادة أردوغان يسعى بكل إمكاناته من أجل ضرب المكتسبات التي تحققت في روج آفا بفضل دماء الألاف الشهداء، الذين حرروا هذه المنطقة من رجس الإرهاب والمرتزقة الأردوغانية، واستطاعوا أن يدحروا مرتزقة داعش في هذه المناطق. علينا كقوى سياسية كردية بغض النظر عن انتماءاتنا الحزبية، أن نمضي قُدماً من أجل تحقيق طموحات شعبنا المتمثلة في وحدة الصف الكردي، وأن نسعى جميعاً إلى مجابهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضدنا من قبل الدولة التركية المحتلة وبعض الدول الأخرى.

– في الآونة الأخيرة تم تشكيل أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، وعددها 25 حزباً، ما الهدف من تشكيل مثل هذا الإطار؟

بتاريخ الثامن عشر من الشهر الجاري؛ أعلن 25 حزباً وحركة سياسية من داخل وخارج الإدارة الذاتية، تشكيل مظلة سياسية باسم “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية”؛ استعداداً لخوض المفاوضات وتحقيق وحدة الصف الكردي، وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية لديها الإرادة الجادة من أجل تحقيق وحدة الصف الكردي، حيث انتخب عدداً من الأعضاء كممثلين عن الأحزاب في هذا الإطار لكي يمثلهم في العملية التفاوضية بيننا وبين المجلس الوطني الكردي.

– إلى أين وصلت المحادثات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي، وما هي نقاط الخلاف بين الجانبين ونقاط التوافق، وهل من نتائج ملموسة؟

أعتقد أن الوضع الآن أفضل بكثير من السابق، كون الآن تجري اللقاءات والنقاشات وعملية التفاوض مستمرة، وهذا يؤكد بأنه تم إزالة الكثير من العوائق التي كانت عالقة، والأهم من ذلك هو أنه تم التوافق على الوثيقة السياسية؛ أي الخلافات السياسية التي كانت قائمة تم التوافق عليها، ولم يعد هناك مجال لأي طرف أن يهاجم الطرف الآخر لأسباب سياسية، طالما أن الوثيقة السياسية تم الإجماع عليها، وأن لم يتم التوقيع عليها تم الإجماع عليها وتم الاتفاق بين الطرفين، وفي المرحلة القادمة سنناقش القضايا الأخرى.

وهناك نقاط أخرى سوف يتم مناقشتها في الاجتماع الأول الذي سوف يجري وبحضور الراعي الأمريكي، وصاحب المبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وسيتم مناقشة نقاط الخلاف إن تواجدت. وبحسب المعلومات الأخيرة؛ توجه وفد من المجلس الوطني الكردي إلى باشور كردستان، ونأمل أن يعودوا بردٍ إيجابي لكي نستطيع أن نحقق تطلعات شعبنا في وحدة الخطاب السياسي والحركة الوطنية السياسية الكردية في سوريا.

– برأيكم؛ هل ستنجح المساعي والمبادرات حول وحدة الصف الكردي، وما الآثار السلبية إن لم يتم التوافق بين الأطراف الكردية؟

هذه المساعي تتعلق بإرادة الحركة الوطنية الكردية واستقلاليتها ومدى جديتها، ونتمنى أن ينطلق الجميع من المصلحة العليا للشعب الكردي، وأن ينسى المصالح الحزبية والشخصية الضيقة كي تتكلل المبادرة بالنجاح، وأن يدرك الجميع بأن هناك قوى وأنظمة تسعى إلى نسف هذه المبادرة. لذا؛ على الجميع أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يواجهوا هذه المؤامرات بعزيمة قوية، وألا يفسحوا المجال للدسائس التي تحاك من أجل إجهاض هذه المبادرة التي جاءت في الوقت المناسب، ولا بد من العمل على تحقيق النجاح لأننا بحاجة ماسة لتوافق ووحدة كردية