شيرين محمد: “الحوار الجاد سبيل الحل في سوريا”

 حاورها / غاندي إسكندر

بيّنت عضوة اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الكردستاني شيرين محمد في حوار لصحيفتنا معها بأن الأزمة السورية ستزداد تعقيداً في ظل تمسك جميع أطرافها بالسلاح، وأن الحل الوحيد الذي يُخرِج سوريا من أزمتها هو الحوار السوريّ ـ السوريّ؛ بعيداً عن التدخلات الإقليمية، والدولية. وكشفت بأن دولة الاحتلال التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية باحتلالها للأراضي السوريّة تسعى إلى إعادة المنطقة تحت العباءة العثمانية السيئة الصيت، كما أوضحت أن على المجتمع الدولي أن يدعم إقامة محكمة دولية خاصة بمحاكمة مرتزقة داعش على الأرض التي تم تحريرها منهم.

وكان الحوار على الشكل التالي:

ـ أُريقت دماء كثيرة ونزح الملايين، وهُدمت عشرات آلاف المنازل على رؤوس ساكنيها في سوريا، وابتليت البلاد بالإرهاب، وفق قراءتك للمشهد السوري المتأزم؛ كيف يجب أن ينتهي الصراع وتُحلُّ الأزمة السورية؟

لقد باتت سوريا ومنذ عام 2011 ساحة صراع كبرى، فالمطالب الجماهيرية بالإصلاح، والتغيير الديمقراطي، والحرية تحوّلت بسبب تدخل جهات إقليمية ودولية إلى كارثة حقيقية أدت إلى جروح نازفة في الجسد السوري، فالحرية تحوّلت إلى قتل ودمار وتشريد وغرق في البحار وهدم للمدن واحتلال للأرض من قبل الآخرين، والرغبة في التحول الديمقراطي أفرز الإرهاب بعباءة إسلامية أعاد بسوريا إلى القرون الحجرية، وفي ظل هذه الأوضاع، وصوت الرصاص الذي لم يتوقف انهارت سوريا، وباتت الآن رهينة بيد الدول الإقليمية والدولية، والصراع كل يوم يزداد تعقيداً مع تمسك معظم أطراف الأزمة بالسلاح. وباعتقادي على الدول ذات النفوذ في سوريا الخروج من سوريا، وتمهد قبل خروجها لأرضية حوار سوري – سوري يفضي إلى الحلول، يجمع بين السوريين كافة بمختلف أطيافهم وقومياتهم وأديانهم وتحت إشراف الأمم المتحدة.

ـ احتلت تركيا عفرين وكري سبي (تل أبيض) وسري كانيه (رأس العين)، ومدن أخرى من الشمال السوري، ووضعت نُصب عينيّها احتلال كامل الشمال السوري، ما الأهداف التي تسعى دولة الاحتلال التركي إلى تحقيقها في سوريا؟

دولة الاحتلال التركي دخلت على خط الأزمة السورية منذ اليوم الأول للحراك الجماهيري، ودعمت التيار الإخواني السوري رغبة منها في أخونة الثورة السورية، ونجحت في ذلك إلى حد بعيد، وفتحت الأبواب لجميع المتطرفين في العالم ليدخلوا سوريا، ويعيثوا فساداً فيها، والآن باتت تتحكم، وتدير آلاف المرتزقة من السوريين المجردين من الإنسانية، تحت اسم الجيش الوطني، واحتلت من خلالهم عفرين، وكري سبي، وسري كانيه، وجرابلس، والباب، وإعزاز، وعينها على كامل الشمال السوري. إن تركيا ومن ورائها أردوغان الفاشي يريد إعادة سوريا والعراق، ومعظم الدول العربية تحت راية السلطنة العثمانية السيئة الصيت، فحلم إعادة السلطنة ما زال يراود أردوغان كما أن الأتراك يريدون ضرب التجربة الديمقراطية التي نشأت في شمال شرق سوريا، خوفاً من أن تتحول إلى نموذج ديمقراطي ينعش آمال الشعوب التركية بالحرية المفقودة في ظل حكم العدالة والتنمية.

ـ التقت الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا مع دمشق لأكثر من مرة دون أن تتحقق أي نتائج وجدّدت الدعوة منذ أيام؛ برأيكم هل الحوار كفيل بوضع حد للمآسي المتراكمة منذ سنوات؟

حافظت شعوب شمال وشرق سوريا على التراب السوري أكثر من جميع الأطراف الإقليمية والدولية، وبنت قوات سوريا الديمقراطية التي تصدت للفصائل الإرهابية كداعش، والنصرة، وهزمتها شر هزيمة، وتحدت كل من يسعى إلى النيل من السوريين، ومنذ سنوات بنت نموذجاً ديمقراطياً يحتذى به في المنطقة، والمناطق المدارة من قبل الإدارة الذاتية تعتبر النموذج الأفضل من حيث الأمن والأمان بالمقارنة مع المناطق الأخرى في سوريا. وهي ملاذ لمئات آلاف النازحين السوريين، ومنذ انطلاقة الثورة السورية رفعت شعوبها شعارات الأخوّة والسلام والتغيير الديمقراطي السلمي، ونُظمت عدة لقاءات سورية – سورية بغية التحاور والنقاش دون قيود، وفرض الأجندات من بعض الدول الإقليمية، ومجلس سوريا الديمقراطية منذ تشكله يدعو للحوار السوري السوريّ، ويتمسك به لأن الحوار وحده الكفيل للحل في سوريا، وهو الذي سيضع حداً لهذه المقتلة، وعلى النظام في دمشق التحاور مع جميع السوريين وبدون استثناء، وأن يسمع لمطالب الجماهير من أجل وضع اللبنات الأولى لسوريا الديمقراطية الحرة، فلغة السلاح لن تجلب سوى القتل، والدمار، ومن وجهة نظري علينا أن نتمسك بالحوار ولا نُحيد عنه، فالحوار الجاد دون شروط هو الذي سيجلب الحل.

ـ سجون قوات سوريا الديمقراطية تعجُّ بالإرهابيين من مختلف الجنسيات، وفي مخيم الهول آلاف مؤلّفة من عوائل الدواعش الأسرى، ألا يشكل هؤلاء قنبلة موقوتة تهدد شعوب المنطقة في حال لم يُحاكموا محاكمة دوليّة سريعة؟

لقد دافعت قوات سوريا الديمقراطية عن العالم أجمع، ومنعت تسرب الإرهابيين إلى أوروبا، وقدمت من أجل ذلك عشرات الآلاف من الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى، والآن تتحمل لوحدها مسؤولية الحفاظ على حياة أخطر إرهابيي العالم. لذلك؛ على جميع دول العالم القيام باستلام من يحملون جنسياتها، وأن تحاكمهم على أراضيها، أو أن يدعموا ويشكلوا محكمة دولية خاصة بهؤلاء في شمال وشرق سوريا، ولا سيما الأرض التي تحررت من رجسهم سواء في كوباني، أو الرقة، أو دير الزور، فإن لم تضع الدول المعنية حلاً لهؤلاء الإرهابيين، فالمنطقة والعالم سيكون في خطر مستمر.