سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شيخ حسن: إشراك الإدارة الذاتية في المحافل الدولية يثبت الحل للأزمة السورية

قال عضو اللجنة المركزية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) مسلم شيخ حسن: إذا كان المجتمع الدولي يريد حلًّاً حقيقيًّا وسريعًا للأزمة في سوريا، يتوجب أن تحضر كافة القوى الموجودة على الأرض الاجتماعات التي تعقد في المحافل الدولية، وإن إبعاد الإدارة الذاتية عن المحافل الدولية تأزيم للأزمة السورية وليس حلًّاً.
تأسست الإدارة الذاتية أوائل عام 2014، على شكل ثلاث مقاطعات رئيسة في شمال سوريا، وهي مقاطعة الجزيرة وكوباني وعفرين، وبعد تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش وتأسيس إدارات مدنية وذاتية في المناطق المحررة من داعش، جرى الإعلان عن إدارة جامعة في أيلول/ عام 2018.
وأبصر مشروع الإدارة الذاتية النور في وقت كانت تعاني فيه الجغرافية السورية الأمرّين، جراء تفاقم الأزمة التي بدأت في آذار عام 2011 وما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وفي خضم الفوضى التي عاشتها وما تزال سوريا تعيشها وتعاقب القوى المحلية والإقليمية والعالمية على السيطرة على المناطق السورية، تمكنت الإدارة من الحفاظ على مناطقها وإدارتها لتبدو اليوم نموذجًا يحتذى به.
الإدارة الذاتية حافظت على وحدة الأراضي السورية
في ذات السياق تحدث العضو في اللجنة المركزية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) مسلم شيخ حسن، لوكالة هاوار للأنباء وقال: تأسيس الإدارة الذاتية كان خطوة مهمة في الحفاظ على وحدة الأراضي وعدم تفكيك مكونات الشعب في شمال وشرق سوريا، والدفاع عن هذه المناطق في وجه الهجمات التي تعرضت لها، وخاصة هجمات المجموعات المرتزقة الإرهابية كداعش والنصرة وغيرها التي ظهرت على الساحة السورية وحاولت اللعب بمصير شعوب المنطقة ومن دون تمييز.
وأضاف شيخ حسن بالقول: خدمت الإدارة الذاتية شعوب المنطقة على الرغم من الإمكانات البسيطة التي كانت تملكها في ظل وجود العوائق الكبيرة التي اعترضت طريقها، بعكس المناطق الأخرى في سوريا التي تحولت أجزاء كبيرة منها إلى خراب وانهارت اقتصاديًّا ودُمرت بناها التحتية.
وأكد شيخ حسن: إذا ما قارنا شمال وشرق سوريا بباقي المناطق في سوريا فإن الوضع في مناطق الإدارة الذاتية أفضل بكثير مما تعيشه المناطق الأخرى من سوريا، وعلى الإدارة أن تسابق الزمن لفرض شروطها على الأرض بشكل أقوى من خلال تقوية أوراقها التفاوضية التي تملكها، وستحقق ذلك لو اتحدت كافة الأحزاب والقوى السياسية، وبالتحديد ما يجري في الفترة الأخيرة من حوارات بين أحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي للوصول إلى وحدة قد يكون الأساس في البناء عليها لحل الأزمة في سوريا.
وأشار شيخ حسن بقوله: إذا كان المجتمع الدولي يريد حلًّاً حقيقيًّا وسريعًا للأزمة في سوريا فيجب أن تحضر كافة القوى الموجودة على الأرض الاجتماعات التي تعقد في المحافل الدولية من أجل إيجاد الحلول، فتهميش جزء كبير من الشعب السوري وغياب الممثل الحقيقي لشعوب شمال وشرق سوريا يؤخر الحلول، لذا يتوجب دعوة الإدارة الذاتية إلى المحافل الدولية كممثل للشعب في شمال وشرق سوريا.
ومنذ بداية الأزمة السورية عمدت دولة الاحتلال التركي إلى احتلال أجزاء كبيرة من الأراضي السورية الواقعة على حدودها بحجة حماية أمنها القومي في خطوة شبيهة باحتلالها للواء إسكندرون عام 1939 بعد تنازل الحكومة السورية عنها، ولم يكن التنازل عن لواء إسكندرون لصالح تركيا كافيًا بل تنازلت سوريا عن أغلب المناطق الحدودية لها بعد عام 2011 وهذا ما تبين بعد احتلال تركيا لمناطق إدلب وجرابلس وتحويلها إلى ولايات تركية، وسط صمت حكومي سوري ثم تبع ذلك احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي.

الأعداء متفقون على إفشال المشروع الديمقراطي
وحول مدى الاستقرار والأمان الذي يعيشه شعوب شمال وشرق سوريا والفرق بين هذه المناطق والمناطق التي تحتلها تركيا قال شيخ حسن: إن الفرق كبير بين مناطق الإدارة والمناطق المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي، فمشروع التغيير الديمغرافي الذي تمرره تركيا في هذه المناطق ليس بعيدًا عن أنظار النظام السوري، ويبدو أن هناك اتفاقاً بين الدولتين حول القضاء على الشعب الكردي المالك الحقيقي لهذه الأرض، وهدفهما تعريب وتتريك هذه المناطق، وما نشاهده في عفرين أبسط مثال، فاتفاقات الخط الساخن ما زالت مستمرة بين الاستخبارات التركية والسورية.
ولفت شيخ حسن فقال: المحتل التركي والحكومة السورية متفقان على إفشال المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية وإلحاق الضرر بشعوبها، واليوم نلاحظ ما يجري من قطع للمياه من قبل تركيا وإغلاق للمعابر من قبل النظام، وهذه ليست مصادفة بل هو اتفاق للقضاء على الإرادة الحرة للشعب في المنطقة.
واختتم مسلم شيخ حسن حديثه قائلاً: سوريا اليوم مقسمة، شئنا أم أبينا، وخاصة بعد قيام دولة الاحتلال التركي باحتلال مساحات كبيرة في الشمال السوري كعفرين وإدلب وجرابلس والباب وكري سبي وسري كانيه، وليس من مصلحة الدول الكبرى أن تنتهي الأزمة السورية لأن مصالحها تتحقق بوجود الأزمة.