سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شهيدات مجزرة حلنج قناديل وهاجة في طريق الحرية

جل آغا/ أمل محمد ـ

أربعة أعوام على مجزرة حلنج، التي أثبتت مرة أخرى بشاعة وإرهاب المحتل التركي، وأُضيفت هذه المجزرة لسجل تركيا الدموي وسط مشهد معتاد وهو الصمت الدولي.
في سعي لكسر إرادة المرأة الحرة في إقليم شمال وشرق سوريا، يستهدف المحتل التركي النساء التواقات للحرية في استمرار لسياسته غير الإنسانية. ففي تاريخ 23 حزيران من عام 2020 استهدفت مسيرة تركية منزلاً في قرية حلنج التابعة لمدينة كوباني استشهدت على إثر ذلك عضوتان في مؤتمر ستار “زهرة بركل، وهبون خليل” وصاحبة المنزل “أمينة ويسي”.
شكلت المرأة الحرة صاحبة الإرادة القوية مصدر خوف وقلق للمحتل التركي، والتاريخ يشهد على مجاز عدة للمحتل ضد النساء، علاوة على استهداف شخصيات وطنية وسياسية ودبلوماسية بارزة، بدءاً بمجزرة باريس التي كان المحتل وراءها إلى اغتيال الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف ومروراً بمجزرة حلنج، تبقى المرأة الجانب القوي الذي تهابه تركيا، وتعمل على القضاء عليها بطرق مختلفة، لذلك تستهدف النساء بشكل ممنهج لكسر إرادة الشعب.
وقد حققت المرأة بفكرها الحر، وإرادتها القوية إنجازات ومكتسبات كبيرة في إقليم شمال وشرق سوريا، والمحتل التركي يقف عاجزاً أمام حرية المرأة الفكرية، وبعد الدور الطليعي التي لعبته المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، والمكتسبات التي وصلت إليها عاد المحتل لسياسته الإرهابية المعتادة، وهو القتل بأبشع الطرق، فيعمل على القضاء على المُنجزات، التي حققتها المرأة في المنطقة؛ بهدف كسر شوكة النساء، وإضعاف التنظيمات النسوية والنيل منها.
حارب المحتل التركي المرأة منذ عهود قديمة حتى في بلاده، فهو يعمل وبشتى الطرق لإبقاء النسوة ضمن إطار معين، ومحدد؛ لأنه على يقين تام بأن حرية المرأة ووعيها هما الطريق لانهيار حكومته القائمة على الدموية والسلطوية، وبالرغم من هذه السياسة الممنهجة للقضاء على إرادة المرأة من خلال القتل والاغتيال إلا أن هذه السياسة باءت بالفشل في كل مرة، فالنساء في المنطقة يزددنَّ إصراراً على متابعة درب الشهيدات في نيل الحرية ودحر المحتل.
كان استهداف منزل حلنج رسالة واضحة من تركيا لكل من يناضل ويحارب سياستها الاستعمارية، فيسعى المحتل التركي من خلال استهداف النساء إلى استهداف الشعب؛ لأنه يخشى تكاتف المرأة المتمثل بإرادتها الحرة الديمقراطية بعد تحقيقها العديد من الإنجازات في مختلف الجوانب.
الصمت الدولي تجاه مشاهد الاغتيالات والقتل العلني للنساء في كل مرة، يعدُّ وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، تجاه سياسة تركيا الإرهابية في المنطقة والجرائم والمجازر، التي تمارسها بحق النساء، وعلى الرغم من كل ما يحدث، يبقى عاجزا عن تقديم أي قرار يمنع هذه السياسات الهمجية العدوانية، فالمجتمع الدولي شريك في هدر دماء النساء. لذلك؛ تتمادى تركيا في أفعالها الشنعاء؛ لأنها لا تجد أي عائق، وأي تحذير من أي جهة أو دولة أو حكومة تقف في وجهها لتنهاها عن أفعالها الإرهابية.
جاءت مجزرة حلنج لكسر إرادة كل امرأة حرة سعت نحو حياة حرة كريمة خارج صومعة الذكورية والسلطوية، ثلاث شهيدات ارتقين في هذه المجزرة ومرور أربعة أعوام على وداعهنَّ الأخير، ولكن في كل يوم، وكل لحظة تولد شهيدات أخريات نحو الحرية والنصر، الموت لا يعني النهاية بقدر ما يكون بداية جديدة للنور والحرية، شهيدات حلنج، ومثلهنَّ الكثيرات قناديل في درب النضال والكفاح في وجه عدوٍ حارب المرأة، هؤلاء القديسات يحملنَّ في رسالتهنَّ معنى أن تحيا وتموت حراً في سبيل الوطن والكرامة والحرية.