قامشلو / جوان محمد ـ
العودة للزمن الجميل، الولاء لقميص الفريق، للحي الذي ولدت فيه، الفرق الشعبية بقامشلو تعود بأول دوري بعد انقطاع طويل.
دوريات الفرق الشعبية التي كانت تشهد حضوراً جماهيرياً يفوق الحضور الجماهيري لبطولات إقليم الجزيرة لكرة القدم الآن، وبعفوية وإخلاص في العمل للرياضة من قبل الكثيرين كانت كرة القدم تنتشي في مدينة قامشلو وأريافها، وكانت الفرق الشعبية منبع النجوم للأندية والتي رفدت العشرات لا وبل المئات للأندية السوريّة ومنها الجهاد.
كانت مدينة قامشلو تنتشر فيها العديد من الملاعب الترابية، وضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار، كان يقام دوري للفرق الشعبية على الملعب الترابي، وحضور جماهير لافت، إثارة وتشويق وندية، كرة القدم الحقيقية كنت تشاهدها وبمباريات مازالت مُخلدة في ذاكرة الكثيرين ويتذكرونها كلما أتت سيرة الفرق الشعبية.
قدوم الأندية وفناء الفرق الشعبية؟
مع الإعلان عن الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة عام 2014، وتشكيل هيئات عديدة وكان من ضمنها هيئة الشباب والرياضة، التي بدأت بمنح التراخيص للفرق الشعبية عام 2015، وبنفس العام تشكل الاتحاد الرياضي، وأقيمت دوريات للفرق الشعبية، ولكن عام 2016 كانت الانتكاسة الكبرى للفرق الشعبية، وذلك بعد ترخيص 16 نادياً من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، وفي العام الذي تلاه بدأت قضية منح الرواتب لللاعبين من قبل هذه الأندية والتي ارتفع عددها عام 2017 إلى حوالي 20 نادياً.
البعض من مدربي الفرق الشعبية والإداريين يذكرون دائماً بأن ظهور الأندية في إقليم الجزيرة ومنح الرواتب والامتيازات قضى على الفرق الشعبية التي كانت مجانية وطوعية والقضية الأهم كانت قضية الانتماء وحب الفريق فوق كل شيء.
ولم يستطع ممثلو الفرق الشعبية مع الاتحاد الرياضي بوضع بنود يحمون فيها الفرق الشعبية من الأندية التي تسببت في فناء العديد من الفرق الشعبية، والتي منها تحولت بنفس اسم الفريق الشعبي إلى نادٍ، ولكن ظنوا بأن القضية سهلة وهي المشاركة في العام لبطولة للرجال والشباب لكرة القدم وتنتهي القصة، رغم معرفتهم بوجوب تنشيط لعبتين فردتين ومثلها جماعية حتى تستمر كنادي وتستوفي شروط الترخيص.
ولكن هذه الأندية أغرت اللاعبين بالرواتب ومنهم بالمكافئات، مما دفع بالكثير من اللاعبين مع ظهور الحالة المادية الصعبة للمواطنين في المنطقة، للانضمام لهذه النوادي، وحتى الكثير من اللاعبين فعلوا ذلك من دون العودة لمدرب فريقه الذي أشرف على تدريبه وهو صغير.
وبنفس الوقت عمد إداريون ومدربون ومسؤولون من الأندية للالتفاف على الفرق الشعبية لضم لاعبيهم مقابل أجر مادي، ولسنا ضد أن يستفيد اللاعب ولكن باحترام إدارة فريقه الشعبية وطلب الإذن منه، ولا بإغرائه بالمال والمستلزمات الرياضية سراً.
ولكن مع معاناة اللاعبين من الظروف المادية الصعبة، وبسبب ما تمر به البلاد من حرب ودمار وحصار اقتصادي واحتكار من قبل التجار وغياب الرقابة الحقيقية من قبل الجهات المعنية، فقد أصبح من حق اللاعبين جعل ممارسة لعبة كرة القدم مصدر رزق لهم، بما لا يتعارض مع لعبهم مع فريقهم الشعبي، ولكن الكثير من الأندية لم ترضَ بذلك؟.
فالعديد من أندية إقليم الجزيرة متعاقدة مع اللاعبين مقابل أجور مادية، والبعض منها تفرض عدم اللعب مع أي نادٍ يشارك في الدوري السوري أو فريق شعبي إلا بموافقة النادي، والفرق الشعبية كانت سابقاً الرافدة لأندية المنطقة التي كانت تشارك في الدوري السوري وعلى رأسهم نادي الجهاد، وتحولت بعض الفرق الشعبية إلى نوادي في إقليم الجزيرة، ولاعبي الكثير من الفرق توزعوا على الأندية الأخرى، مما يدل بأن الفرق الشعبية كانت هي القاعدة التي حافظت على بقاء اللاعبين وممارستهم لكرة القدم.
وكان يتطلب الاستمرار ببطولة الفرق الشعبية بالإضافة لدوري الإقليم، ولكن كان دوري الإقليم تطول منافساته وكانت الدوريات العالمية والمحلية كلها تنتهي، أما دوريات إقليم الجزيرة فقد كانت مستمرة؟، ولأسباب عديدة منها بسبب الدوري السوري وسفر اللاعبين مع أندية الجهاد والجزيرة وعامودا، بالإضافة إلى الظروف الأمنية، وفي المحصلة يوماً وراء يوم أصبحت الفرق الشعبية خارج التغطية على صعيد البطولات الرسمية.
عام 2018 تبخرت البطولات للفرق الشعبية وكلامنا عن الدوريات الرسمية التي تقام في مدينة قامشلو، بحيث كان متعارف عليه كل عام أن يكون هناك دوري للدرجتين الأولى والثانية، بالإضافة لمسابقة كأس قامشلو.
عام 2020، كان موعداً لآخر البطولات للفرق الشعبية، عبر بطولة تنشيطية توِّج فريق جوفنتوس بلقبها بعد تغلبه في المباراة النهائية على فريق التصدي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وبحضور جماهيري جيد ومن كلا الجنسين، وكانت مراسيم التتويج على الشكل التالي:
ـ كأس للمركز الأول: جوفنتوس.
ـ كأس المركز الثاني: التصدي.
ـ أفضل لاعب دليل حاجي فريق جوفنتوس.
ـ أفضل حارس محمد عبد الهادي فريق التصدي.
ـ أفضل لاعب أخلاقي محمد بشار من فريق أخوة كورنيش.
ـ هداف الدورة جكر حاجي بـ 10 أهداف.
كما تم تكريم حكام المباراة النهائية واللجنة المنظمة للبطولة.
وبعد الإعلان من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة عن نهاية الموسم الكروي والنشاطات الرياضية الرسمية بتاريخ 10 آب الماضي، بسبب إعلان الإدارة الذاتية عن حالة الطوارئ، باتت دوريات الفرق الشعبية في الملاعب الخاصة “سداسيات” وملاعب القرى والأحياء في المدينة الملاذ للاعبين لكرة القدم.
واستغلالاً لهذا التوقف وغياب البطولات للفرق الشعبية منذ فترة أكثر من عامين، بدأت الفرق الشعبية في قامشلو وبالتنسيق مع الاتحاد الرياضي بتنظيم دوري للفرق الشعبية بمشاركة 20 فريقاً قُسِّموا على أربع مجموعات على الشكل التالي:
ـ المجموعة الأولى: التصدي ـ روج ـ آفدار ـ جزيرة غربي ـ الطريق.
ـ المجموعة الثانية: النضال ـ شباب جرنك ـ هفال قدوربك ـ الهلال ـ أسد هلالية.
ـ المجموعة الثالثة: جوفنتوس ـ جزيرة كورنيش ـ أربيل ـ بارتيزان ـ آمل حلكو.
ـ المجموعة الرابعة: أخوة قدوربك ـ قناة السويس ـ روهلات ـ اتحاد المعلمين ـ ميسلون.
وسوف يتأهل للدور الثاني كلاً من أصحاب المركزين الأول والثاني.
وسجلت حتى ساعة إعداد هذا التقرير النتائج التالية:
ـ فوز روج على التصدي بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.
ـ فوز شباب جرنك على النضال بخمسة أهداف مقابل هدفين.
ـ سيطرة التعادل السلبي دون أهداف على لقاء جوفنتوس وجزيرة كورنيش.
بينما أهم البنود في النظام الداخلي للدوري هو بأن لا يسمح بتواجد أسماء أكثر من خمسة لاعبين من لاعبي دوري إقليم الجزيرة خارج مدينة قامشلو وريفها ضمن اللائحة الاسمية للفريق.
أما التبديلات فهي خمس تبديلات، ويسمح لكل فريق بتقديم لائحة اسمية مبدئياً بعشرين لاعباً وكحد أقصى يصل إلى 25 لاعباً فقط.
الدوري سوف يستمر الدور الأول منه حتى تاريخ 12/10/2022، بمعدل كل يوم مباراة واحدة تقام على أرضية ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو، وحالياً تبدأ المباريات بتمام الساعة الرابعة عصراً.
