سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شمال وشرق سوريا أساس دمقرطة سوريا

آزاد كردي –

في إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام تحتدم الصراعات، منذ شنّ النظام السوري حملته العسكرية عليها منذ قرابة الأربعة أشهر، وهي تعيش على وقع تفجير القتال والتوتر العسكري والسياسي الساخن، وبين عدد من الهدن الاسمية التي لا تدوم سوى أيام من الجانبين. دولة الاحتلال التركي لا يوجد لديها الضمانة الحقيقية التي تؤمن حماية السوريين بقدر متاجرتها بدماء السوريين، تحت ذريعة حمايتهم، وبدأت تلك المسرحية الهزلية للوهلة الأولى منذ انكسار طوق مرتزقة المعارضة في الغوطة الشرقية، حينها نقل هؤلاء بالباصات الخضراء إلى منطقة عفرين. إذاً كيف يراد لدولة الاحتلال التركي أن تكون ضامنة للسوريين؟ في حين أنها كانت من أولى الدول المحرضة على المظاهرات السلمية، لتحولها من خلال اليافطات التي رفعت صور أردوغان وشعارات رنانة ممجدة لوقوفه مع تجار الحروب، وكانت بلا شك سبباً مؤكداً في عسكرة الثورة، ودفعها لحمل السلاح تحت رايات متعددة؛ هدفها القتل، ونتيجة لتلك المظاهرات أريقت دماء السوريين دون توقف، وبسبب هذا النزيف المتواصل استقبل أردوغان على أرضه ثلاثة مليون لاجئ سوري. لكن؛ لم يكن وجودهم مجرد محطة عبور، بل كان مخططاً له، بعد أن دفع الاتحاد الأوروبي لها ستة مليون يورو لأجل ذلك، تكاليف الإقامة. كيف يراد لدولة الاحتلال التركي أن تكون ضامنة للسوريين؟، ويقتل الشعب مرتين على يد السياف “مسرور التركي” الذي يذبحهم بلا رأفة ولا رادع أخلاقي أو ضمير، المرة الأولى كانت بسرقة ونهب خيرات الشعب السوري طيلة ثماني سنوات من الصراع فضلاً عن سرقة الكنوز الأثرية من المناطق السورية كافة، والمرة الثانية حين يرحل السوريون الباحثين عن لقمتهم على يد الأتراك نتيجة صفقات سياسية. كيف يراد لإيران أن تكون ضامنة للسوريين؟، حيث خدعته لعقود تحت شعارات المقاومة والدفاع عن قضايا الشعوب الوطنية، ومحاربة العدو الصهيوني، وإنهم الخيار الأوحد من دول المنطقة ممن يكفل تحقيق هذا الخط السياسي، إضافة إلى حشد الشعوب تجاه مناصرة حزب الله الذي شكل الذراع الإيرانية الطويلة في تنفيذ المخططات السياسية، وكانت نتيجة لذلك تدخلها في الصراع السوري بشكل مباشر.
وكيف يراد لروسيا أن تكون ضامنة للسوريين؟، وهي منذ أن تدخلت في الحرب السورية بشكل مباشر إلى جانب الحكومة السورية، وهي شريك بقتل السوريين، فتنتهك المعايير والأخلاق الإنسانية، إذ أن طائراتها الحربية تجوب مناطق مرتزقة المعارضة، وتضرب أهدافهم وتسقط فضلاً عن ذلك، الكثير من الأبنية والمنازل والمشافي فوق رؤوس ساكنيها طولاً وعرضاً فلم يسلم لا حجر ولا شجر، وإلى ذلك، فهي كانت من أولى الدول السبّاقة بطرح مبادرات واتفاقيات سياسية، كان الهدف منها إطالة عمر النظام، واستمرت هذه الطروح دون تحقيق أي تقدم حتى على مستوى تشكيل اللجنة الدستورية. إذاً هذه الدول التي تحاول كل واحدة منها؛ إمساك عصا الملف السوري من المنتصف طوال ثماني سنوات من الصراع، لإيجاد صيغة واحدة لتلك التفاهمات؛ لإتاحة المجال لكسب مزيد من الامتيازات لهذه الدول، بيد أن الشعب السوري كان خارجها بتاتاً بدائرة الحل التوافقي. أثبتت الوقائع على الأرض خلال الحرب السورية ما من منتصر بهذه الكيفية، وبهذا النوع من الاتفاقيات التي تمثلت بين طرفي الصراع بين النظام السوري وبين مرتزقة المعارضة، بينما لا يزال الفريق الثالث في مناطق شمال وشرق سوريا  يجد في المشروع السوري ـ السوري الخلاص، ممثلاً بالأمة الديمقراطية عبر تطلعات الشعب السوري قاطبة في إنهاء الاقتتال والالتفات إلى إعمار الوطن من قبل الشعب السوري.