شقيقان قهرا القدر بالإرادة

تقرير/ شيار كرزيلي –

ولد الشقيقان خليل وكاولات كفيفين لا يبصران النور بعينيهما، من مواليد قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس بعفرين، وحياتهما خالية من الألوان والأضواء، إلا أنّهما قاما بالتعويض عن حاسة البصر بتقوية حاستي (السمع واللمس)، ويعوّلان على العقل والمنطق في تحليل الأمور، فكلامهما لا يخلوان من الحكمة وينتميان إلى عائلةٍ وطنيّة، فعمُّهما من شهداء حركة التحرر الكردستانيّة.

مراحل الدراسة

درس الأخوان في مدرسة المكفوفين بمساكن السبيل في حلب، خليل الأخ الأكبر درس حتى الصف السادس الابتدائيّ إلا أنّه لم يتابع الدراسة فتعلم القرآن، وهو يقرأ القرآن ويرتله بشكلٍ رائع وصوته عذب. والأخ الأصغر كاولات درس أيضاً في مدرسة المكفوفين لذوي الاحتياجات الخاصة بحلب عام 1998م ووصل إلى المرحلة الثانويّة، إلا أنّ الحرب التي حدثت في سورية كانت سبباً بعدم استمراره في مسيرته الدراسيّة، فدرس حتى الصف الحادي عشر، وكان متفوقاً في دراسته، تعلم القرآن الكريم وحفظ ثلاثة أجزاء منه بالإضافة لبعض السور، وهو يحفظ العديد من القصائد والأناشيد الدينيّة عن الرسول محمد. يقول كاولات: «بعد انضمامي لمدرسة المكفوفين تعلمت القراءة والكتابة في المدرسة، إضافة إلى القدود الحلبيّة والقصائد والأناشيد الدينيّة».

الانضمام إلى مؤسسة الثقافة والفن

تابع كاولات حديثه قائلاً: «بعد أن تعرّف الفنان نيازي على إمكاناتي الفنية وأدائي المتمكن في الغناء، دفعني وشجعني على الغناء ضمن فرق مؤسسة الثقافة والفن، ويعود الفضل بانضمامي لمؤسسة الثقافة والفن إلى الفنان نيازي الذي استشهد ولده في الحرب التركيّة على عفرين». وأضاف: «بعد أن قامت دولة الاحتلال التركيّ باحتلال عفرين أجبرنا على الفرار والخروج من المدينة، وغادرنا إلى مناطق الشهباء، ونقيم الآن بقرية تل قراح، وبعد خروجنا من عفرين انقطع التواصل بيني وبين مؤسسة الثقافة والفن، وأريد أن أعود لأمارس هوايتي مع رفاقي وأصدقائي لأخدم شعبي ووطني».
وأشار كاولات: «أنا الآن إمام مسجد قرية تل قراح، وأؤدي الآذان وأقوم بالصلاة أمام الناس وأُلقي خطبة صلاة الجمعة، وبما أنّنا الآن في شهر رمضان الفضيل فنحن نقيم صلاة التراويح أيضاً. أهنئ كل الأمة الإسلاميّة بهذا الشهر الفضيل، وأقول لهم وللدول الإسلاميّة: نحن الشعب الكرديّ المسلم والمسالم، وقد أجبرنا على الخروج من ديارنا بسبب الحرب التي شنّها جيش الاحتلال التركيّ وأعوانه من العصابات والمرتزقة، وواجبكم شرعاً كمسلمين أن تقولوا كلمة الحق وتدافعوا عنها، فأردوغان طغى وتجبّر باسم الإسلام، ويقوم جيشه وأعوانه بالقتل والسلب ونهب أموال الكرد في عفرين». وفي الختام تمنى كاولات وأخاه خليل الرجوع إلى قريتهم وأرضهم في عفرين المحتلة.