شعوب شمال وشرق سوريا: “المناضلات الثلاث تحولنّ إلى رمز للمرأة المقاومة”

تقرير/ ليكرين خاني

---

مركز الأخبار ـ استنكرت شعوب شمال وشرق سوريا مجزرة باريس التي ارتكبتها الاستخبارات التركية في العاصمة الفرنسية باريس بحق المناضلات الثلاث ساكينة جانسيز، فيدان دوغان، وليلى شايلمز خلال تظاهرات عامة عمت مدن مختلفة من شمال وشرق سوريا، وأشاروا إلى أنّ الشهيدات الثلاث تحولن إلى رمز للمقاومة والحرية ولا سيما لجميع النساء..

تحت شعار “بروح مقاومة ساكينة وهفرين سنحطم الفاشية والاحتلال”؛ شهدت العديد من المدن في شمال وشرق سوريا مسيرات لاستذكار الذكرى السنوية السابعة لاغتيال المناضلات “ساكينة جانسيز، فيدان دوغان، وليلى شايلمز”.

يصادف التاسع من كانون الثاني الذكرى السابعة لاستشهاد المناضلة ساكينة جانسيز ورفيقاتها اللواتي تعرضن للاغتيال من جهة الاستخبارات التركية في العاصمة الفرنسية باريس، حيث شهدت مدن شمال وشرق سوريا مسيرات حاشدة.

ففي قامشلو؛ خرج المئات من أهالي مدينة قامشلو في مسيرة انطلقت من دوار الصوامع صوب مركز المدينة  رافعين صور المناضلات الثلاث ساكينة جانسيز، وليلى شايلمز وفيدان دوغان، ولافتات كُتب عليها “بروح مقاومة ساكينة وهفرين سنحطم الفاشية والاحتلال”.

وردد المشاركون خلال المسيرة شعارات “المقاومة حياة”، و “الموت للفاشية التركية”، و “لا حياة بدون القائد”. وتوقف الحشود في مزار الشهيد دليل ساروخان، وبعد الوقوف دقيقة صمت، استنكرت عضوة مؤتمر ستار بمدينة قامشلو أمل شمدين استهداف المناضلات الثلاث ساكينة وليلى وفيدان، وبيّنت: “نستذكر هذا اليوم برفع صوت الحرية، والتأكيد على مواصلة نضال المناضلات الثلاث”.

وأشارت أمل شمدين إلى أن الدولة الفرنسية تدعي أنها دولة ديمقراطية وتحمي حقوق الإنسان، إلا أنها لم تخطو خطوات جادة لمحاسبة قاتلي المناضلات الثلاث. ونوّهت إلى أن المناضلة ساكينة بنضالها أصبحت رمزاً لكافة نساء العالم ورمزاً للمقاومة والحرية.

واستنكرت أمل شمدين باسم مؤتمر ستار هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا، ودعت المنظمات الحقوقية والإنسانية والدول العالمية لمحاسبة الدولة التركية التي ارتكبت مجزرة بحق المناضلات الثلاث في باريس.

كما خرج أهالي مدينة الحسكة في مسيرة شارك فيها المئات من أهالي المدينة، وأعضاء المؤسسات؛ بدأت من أمام مستوصف ناحية تل حجر إلى ساحة الشهيد آكري في الحي نفسه, وحمل المشاركون أعلام مؤتمر ستار،  ووحدات حماية الشعب، والمرأة، وقوات سوريا الديمقراطية، وصور المناضلات الثلاث, ورددوا الشعارات التي تُحيّ مقاومة المرأة الحرة.

وعند وصول المشاركين إلى ساحة الشهيد آكري وقفوا دقيقة صمت, تلتها إلقاء كلمة باسم مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة، ألقتها ريجين صالح، أدانت واستنكرت المجزرة التي حصلت في العاصمة الفرنسية باريس بحق المناضلات الثلاث وسط صمت تام للسلطات الفرنسية.

وأكدت ريجين صالح: “إنّ هذه المجزرة تعتبر استمراراً لمؤامرة 15 شباط التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان, والعزلة والإبادة السياسية التي تفرضها الحكومة التركية”.

ونوّهت ريجين صالح أن مقاومة المرأة مستمرة على مدى العصور, ولا يمكن كسر إرادتها القوية, ونعاهد أنفسنا بالسير على خطاهن”. وفي ختام المسيرة رددوا شعارات تُحيّ مقاومة الكرامة والمرأة الحرة.

وفي كركي لكي؛ استذكر المئات من أهالي كركي لكي وريفها الشهيدة ساكينة جانسز ورفيقتيها فيدان دوغان وليلى شايلمز وسط الظروف الجوية السيئة، حيث تجمع الأهالي في ساحة الشهيد خبات وانطلقوا في تظاهرة جابت شارع السوق العام في البلدة، رافعين شعارات منددة بالعمل القذر الذي قامت به سلطات الميت التركي في التاسع من كانون الثاني 2013 في العاصمة الفرنسية باريس، وصور الشهيدات الثلاث، كما وألقت عضوة المنسقية العامة لمؤتمر ستار رمزية محمد كلمة استنكرت فيها ممارسات الدولة التركية العنيفة ضد الشعب الكردي بشكل عام والشعوب المطالبة بحريتها، ونوهت رمزية إلى أنّ الشهيدة ساكينة استطاعت أن تثبت للعالم أجمع بأن المرأة تستطيع أن تتجاوز الذهنية الذكورية وتنخرط في مجالات الحياة كافة، ومنها الحياة السياسية والعسكرية، وأكدت: “باستشهاد الرفيقات الثلاث تكسرت قيود الذل والاستعباد الذي مارسته وتمارسه القوى الظلامية. مهما حاول العدوان التركي أن يسكت من صوت المرأة ويضع العقبات أمامها، فطريق الشهادة الذي اختارته المرأة الحرة يزيل كل العقبات”.

الشهيدة ساكينة رمز منير لساحات النضال الثوري

ومن جانبها؛ أكدت عضوة مؤتمر ستار سهام إبراهيم إن ما قامت به الدولة التركية بحق شهيداتنا الثلاث ما

هو إلا عمل إجرامي لا يمت للإنسانية بصلة وأضافت: “نحن هنا اليوم كي نستنكر العملية الوحشية التي استهدفت الشهيدة ساكينة جانسز ورفيقاتها ليلى شايلمز وفيدان دوغان، فالمؤامرة التي حيكت للشهيدات الثلاث اليوم تستهدف شعوب شمال وشرق سوريا كافة وبخاصة المرأة، فباغتيالهم لأبرز الشخصيات في ميدان السياسة والناشطات من أجل حقوق المرأة ما هو إلا محاولة لاغتيال صوت المرأة الحرة، ونحن نساء وعضوات مؤتمر ستار نزداد قوة وإرادة بروح مقاومة شهيداتنا”.

بمقاومة الشهيدة ساكينة سنفشل مؤامرات الدولة التركية

وفي السياق ذاته؛ حدثتنا عضوة مؤتمر ستار حكيمة عبدي مبينة مدى الصمود في وجه المؤامرات المتتالية على شمال وشرق سوريا والمستهدفة على وجه الخصوص المرأة الناشطة في المجال السياسي والعسكري وأشارت: “بمقاومتنا والسير على درب شهيداتنا؛ سنفشل المؤامرات التي تحاك من قبل دولة الاحتلال التركي للشعب الكردي وجميع الشعوب المطالبة بالحرية. فبإرادتنا ونشاطنا المستمر في مؤتمر ستار ومساندتنا لقديسات وحدات حماية المرأة وجميع النسوة الناشطات في المجال السياسي وحقوق المرأة سوف تنتصر ثورتنا الفكرية التي تسعى لتحرير المرأة من كافة القيود”، وأكدت حكيمة عبدي: “في ذكرى تأسيس مؤتمر ستار؛ أعتقد بأننا أصبحنا أكثر قوة وصموداً وإرادة في وجه كل من يسكت صوتنا ومن يحاول اغتيال حريتنا”.