سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شرق أوسط أخضر… أمل قبل “الانصهار” في “الغليان العالمي”

بعد إعلان الأمم المتحدة دخول البشرية في مرحلة “الغليان العالمي”، بالارتفاع القاسي في درجات الحرارة، لم يبقَ وقت يُستهلك في مجرد التحذيرات، والتوقعات بالقادم، ولكن يلزم التحرك لكبح سرعة ودرجة الغليان قبل أن يمحو الحياة على الأرض، وفق خبير بيئي.
ووصف الأمين العام للأمم المتحد، أنطونيو غوتيريش، تغيرات المناخ الجارية بسرعة بـ”المرعبة” معلناً أنه “انتهى عصر الاحتباس الحراري… حل عصر الغليان العالمي”.
ودعا غوتيريش في تصريحات من نيويورك لإجراءات جذرية فورية، وحث “القادة على القيادة”: “لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولاً”.
ويؤشر أيضاً على دخول كوكب الأرض مرحلة حرجة؛ ما كشفته دراسة إسبانية من أن مياه البحر الأبيض المتوسط تزداد حرارة وملوحة بالتزامن مع الحر الشديد وحرائق الغابات، التي تضرب دولاً في ضفافه، منها إيطاليا، واليونان، وسوريا.
ثلاثة عقود حرجة
الخبير البيئي، دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي (جمعية للتوعية بالبيئة مقرها بيروت)، يصف التغيرات الحادة الحالية بـ “الخطيرة وغير المسبوقة”، وعما ستتسبب فيه السنوات القادمة، وفرص كبحها، يقول:
-فيما يتعلق بالارتفاع غير المسبوق لدرجة حرارة مياه البحر المتوسط، وهو يرتبط بالتغيرات المناخية الحادة التي تضرب العالم عامة، ولا ينفصل البحر عن هذه التغيرات.
-حركة المياه في دول عديدة بالعالم تأثرت بشكل غير مسبوق بالاحترار العالمي، وهو؛ أي الاحترار العالمي، مرحلة قد نكون تجاوزناها إلى ما هو أصعب، وفق تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بتأكيده دخولنا مرحلة الغليان العالمي.
-الوصول لهذه المرحلة لم يكن مفاجئاً، بل كان متوقعاً منذ بداية التحذير من ظاهرة الاحتباس الحراري، والخطر سيتزايد في العقود المقبلة 2030 و2040 و2050 مع توقع استمرار ارتفاع الحرارة وانخفاض سقوط الأمطار، وتمدد التصحر؛ وهو ما سينعكس على مياه البحار.
-ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات بمقدار درجتين أو ثلاثة له تداعيات كارثية على الحياة البحرية؛ فهناك أنواع من الأسماك لا تتحمل ارتفاع الحرارة.
-طبيعة المناخ في الفترة من 1950 إلى 2000 تغيرت بشكل جذري بعد عام 2000 وحتى الآن؛ ما يعني أننا وصلنا إلى مرحلة صعبة تدفع للبحث عن حلول ناجزة تصد الخطر القادم.
-التوقعات كانت تشير إلى أنه في عام 2050 لن تزيد درجة الحرارة عن درجة ونصف، ولكن تقارير الأمم المتحدة تتوقع أن نتخطى درجتين؛ ما ستسبب في ظواهر عنيفة.
شرق أوسط أخضر
وعن الحلول الممكنة قبل انصهار الحياة في الغليان العالمي يقول كامل:
-ربما يكون تخصيص الرئيس الأمريكي، جو بايدن، 50 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ، هو أول خطوات التحرك الفعلي لمواجهة التداعيات الكارثية.
-ومن الحلول، أنه لابد من الاهتمام بإعادة كثافة الأشجار داخل المدن، وتوفير غطاء أخضر، وهذه خطوة مهمة جداً لتخفيف حدة الظواهر الحالية، مع ضرورة تخفيف استخدام الوقود الأحفوري.
-نريد أن نصل إلى “شرق أوسط أخضر”، وهذا من أهم المشروعات التي يجب أن تسعى المنطقة إلى تنفيذها؛ لما له من بالغ الأثر في استمرار الحياة على الأرض.
عصر مناخي جديد
الأمين العام للأمم المتحدة، أعلن أن: “تغير المناخ بداية لعصر مناخي جديد”، محذراً من تواصل الارتفاع القياسي في درجة الحرارة بعد تأكيد علماء المناخ أن شهر تموز المنصرم هو أكثر الأشهر تسجيلاً لارتفاع الحرارة في العالم.
ولا يرى المسؤول الأممي مفاجئة في حدوث تغير المناخ، ولكن “المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير”، داعياً لوضع حد لاستخدام الوقود الأحفوري، مضيفاً: “الهواء غير قابل للتنفس والحرارة لا تطاق. ومستوى أرباح الوقود الأحفوري وتدهور المناخ غير مقبول”.
وكالات