شخصيات التقت القائد أوجلان: علينا أن نكون أوفياء لمسيرته النضالية وأفكاره التحررية

كركي لكي/ غاندي إسكندر –

عبّر أهالي كركي لكي ممن كان لهم شرف اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان “أن الأفكار والرؤى، التي كان القائد يريد أن يزرعها في أذهان الشعوب مع بداية مسيرته النضالية، قد وجدت طريقها للتحقيق مع انتصار أنموذج الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”. 

كثيرون تمنوا، ومازالوا يتمنون أن يلتقوا ولو للحظة بالرمز الثوري، وأيقونة الحرية، وراعي فلسفة أخوة الشعوب، القائد الأممي عبد الله أوجلان، القائد الذي وضع يده على جراح الشعوب، ورسم دروب الحرية والديمقراطية، ووجه بوصلة المستبدين نحو طريق الظفر والحياة الحرة، وكم هو محظوظ من تسنى له لقاء القائد وجهاً لوجه والنهل من أفكاره ورؤاه، وحول ذكرى المؤامرة الدولية التي استهدفت شخص القائد عبد الله أوجلان، قبل أكثر من عقدين من الزمن؛ سرد لصحيفتنا “روناهي” عدد من الشخصيات الوطنية في كركي لكي، التي تمكنت من لقاء القائد في مناسبات مختلفة، تعود إلى تسعينيات القرن المنصرم بعضاً من ذكرياتهم معه.

ليس سهلاً أن تلتقي شخصية تحمل هموم الإنسانية جمعاء

وبهذا الصدد تحدثت لنا والدة الشهيد (شفيق) جليلة الشيخ قائلة: “عندما أتحدث عن القائد عبد الله أوجلان أشعر بالفخر والاعتزاز، فليس سهلاً أن تلتقي بشخصية تحمل صفات الكبرياء الكردي، وعنفوان جبال كردستان، وملهم الشيب والشباب وحامل هموم الإنسانية جمعاء”.

وتابعت جليلة حديثها: “التقيت بالقائد عبد الله أوجلان لأول مرة في أكاديمية الشهيد معصوم قورقماز في لبنان في عام 1991، ضمن لقاء جماهيري، وكنت من المتلهفات لرؤية الشخصية، التي دفعت بشباب وشابات كردستان في أجزائه الأربعة إلى تقديم دمائهم في ساحات القتال مع العدو، ومنهم أخي الوحيد، الذي استشهد في ملحمة (آفا مزن) عام 1989الشهيد (محي الدين ديرك)، ورفاقه (زنار وأحمد وزوزان)”.

 وذكرت جليلة: “عندما سمعت كلمات القائد، التي بين فيها حقيقة مغتصبي كردستان، وكيف أن كردستان مستعمرة، ومقسمة إلى أربعة أجزاء، ودور الامبريالية العالمية في التقسيم، وكيف سنصبح لائقين بالعيش بحرية والخروج من جلباب التبعية والاستعباد، وعن حرية المرأة، ومقاومتها للذهنية الذكورية، أدركت أن القائد ليس رجلاً عادياً، فخطابه مختلف وفلسفته مختلفة وتحليله لواقعنا تحليل يعالج صلب المشكلة الكردية، إضافة إلى الروح الثورية، والصفات القيادية التي كان يتحلى بها، تيقنت حينذاك لماذا ارتبط أخي الشهيد، ورفاقه به وبدربه”.

 أما عن المرة الثانية التي التقت فيها جليلة بالقائد فقد كان عام 1995، ضمن وفد أمهات الشهداء في دمشق وقالت: “بالرغم من أني التقيت بالقائد سابقاً إلا أن شغف اللقاء به كان عالياً”.

وتنقل لنا جليلة عن القائد أوجلان قوله لهنّ (من الضروري ألا يسلم المقاتل نفسه للعدو مهما كلفه الأمر، ولو اضطر إلى أكل أوراق الشجر لشهور، وعليه أن يستذكر دوماً مقاومة مظلوم دوغان في سجن آمد، والتكتيك العسكري للشهيد عكيد) واختتمت جليلة قولها: “القائد عبد الله أوجلان يعد سبارتاكوس العصر، وعلينا أن نكون أوفياء لمسيرته النضالية، ونصون بكل أمانة فلسفته وأفكاره التي زرعها فينا”.

منهل فكري لا ينضب

وفي السياق ذاته تحدث عضو اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة “لالش عبد المجيد” عن لقائه مع القائد عبد الله أوجلان قائلاً: “كان لي شرف اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان، مع حشد جماهيري كبير في احتفالات شعبنا بالذكرى السابعة لانطلاقة قفزة الخامس عشر من آب عام 1991، وأتذكر أننا انتظرنا ظهور القائد لساعات طوال، وأخيراً ظهر بيننا في وقت متأخر من الليل، وفي خطابه التاريخي، الذي استمر ما يقارب الساعة والنصف تحدث القائد عن نقطة هامة، وهي تآمر المحتل التركي على شخصه، ومحاولة أجهزته الأمنية عزله عن الشعب”.

 كما بيَّن عبد المجيد: “أن القائد أوضح في حديثه على ضرورة انخراط الشعب الكردي في حرب الشعوب الثورية، كما ذكر القائد مواضيع عدة مثل كيفية مقاومة الشعب للحرب الخاصة، التي يقودها المحتل التركي”.

 وبدورها تحدثت لنا عضوة مؤتمر ستار أسماء مراد عن لقائها بالقائد في المناسبة نفسها في لبنان، حيث أشارت أسماء: “لقد حاولت أن أجلس في الصف الأمامي قبالة القائد حتى أتمكن من رؤيته عن قرب”، حيث أكدت أسماء: “إن ما كان يقوله القائد قبل واحد وثلاثين عاماً مضى، عندما التقيت به يتحقق الآن في ظل الإدارة الذاتية، حيث ركز القائد في وقته على أن مشاكل الشعوب ستجد طريقها إلى الحل عندما تتحد الشعوب مع بعضها وتنتشر فكرة التآخي وقبول الاختلاف”.

 موضحة: “إن حالة التعايش المشترك ومقارعة الإرهاب، وإفشال مشاريع المحتل التركي، هي نتيجة تطبيق الشعوب في شمال وشرق سوريا في كل لحظة، لأفكار القائد عبد الله أوجلان، فهو منهل فكري لا ينضب”، وفي نهاية حديثها طالبت أسماء المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية بضرورة العمل على إلزام تركيا بالإفراج الفوري عن المفكر والقائد الأممي عبد الله أوجلان، صاحب أعظم قضية في التاريخ المعاصر”.