سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شجاعة ليفربول تنهارُ بخطأ ماتيب القاتل

انتزع توتنهام فوزاً صعباً على ليفربول (2-1)، في قمة الجولة السابعة من الدوري الإنكليزي الممتاز. وخسر ليفربول موقعه مع مضيفه توتنهام، لكنه فاز بفخر مشجعيه، نظراً للأداء الذي قدّمه بعد نقص صفوفه.
تعرّض ليفربول لما اعتقده البعض “معاملة غير عادلة”، حيث تلقى بطاقة حمراء مبكرة كانت من نصيب لاعبه كورتيس جونز. كما ألغت تقنية الفيديو هدفاً لليفربول بداعي التسلل يمكن النقاش حوله طويلاً، قبل أن يحصل البديل ديوغو غوتا على بطاقة حمراء.
ورغم أن الأمور سارت عكس التيار تماماً بالنسبة إلى الفريق الزائر، فإن أصحاب الأرض احتاجوا لهدف عكسي من إمضاء جويل ماتيب مدافع ليفربول في الوقت بدل الضائع.
حماس ليفربولي
لعب ليفربول بقلبه، بعدما ضاع تكتيك مدربه يورغن كلوب نتيجة نقص الصفوف، وبدا عازماً في بعض الأوقات على الهجوم رغم أنه يلعب بـتسعة لاعبين، إلا أن الزيادة العددية للفريق المنافس جعلت مهمته في غاية الصعوبة.
من ناحيته، تعذّب توتنهام قبل تحقيق الفوز، وكان محظوظاً للغاية في نهاية الأمر، لكنه في الوقت ذاته، قدّم دلائل على قدرته هذا الموسم على منافسة الكبار.
اعتمد كلوب على طريقة اللعب المعتادة 4-3-3، حيث وقف ماتيب إلى جانب العائد من الإيقاف فيرجيل فان دايك في عمق الخط الخلفي، بإسناد من الظهيرين جو غوميز وأندي روبرتسون.
وأدى أليكسيس ماك أليستر دور لاعب الارتكاز، ليتحرك أمامه جونز ودومينيك سوبوسلاي، خلف ثلاثي الهجوم المكون من محمد صلاح ولويس دياز وكودي جاكبو.
تهوّر ثنائي.. وهفوة قاتلة
وتسبب الطرد المبكر لجونز نتيجة تدخّل قاسٍ، في خلل واضح بخط الوسط، وهو ما استغله توتنهام ليفتتح التسجيل، نتيجة المساحات الشاسعة التي تركها الريدز إلى جانب سوء التغطية من قبل روبرتسون.
لكن ليفربول لم يبدُ مستسلماً بعد الهدف، وهو المعروف عنه بالوصول إلى منطقة جزاء الفريق المنافس بأسرع الطرق، وأدى تبادل المراكز بين جاكبو ودياز تحديداً، إلى تشتيت دفاع توتنهام، ليحرز الهولندي هدف التعادل.
ومع بداية الشوط الثاني، تجرأ ليفربول أكثر، ونسي أنه ناقص الصفوف من الأساس، لا سيما وأنها المباراة الثالثة له هذا الموسم التي يتعرض فيها أحد لاعبيه للطرد، ما يعني أنه معتاد على التعامل مع مثل هذه الصعوبات.
بيد أن طرد غوتا أزّم الموقف، وكان لزاماً على كلوب إخراج جميع مهاجميه، لتحصين خط الدفاع، ونجحت الطريقة إلى حدٍ كبير، خصوصاً في ظل تركيز ماتيب وفان دايك والبديل كوناتي في قطع جميع الكرات العرضية. ثم جاء هدف ماتيب القاتل، ليهدر من خلاله مجهود فريق بأكمله، دون وجود أي أمل في معادلة النتيجة.
تماسك توتنهام
من جانبه، كانت طريقة لعب توتنهام بقيادة المدرب أنجي بوستيكوجلو، شديدة الوضوح، من خلال محاولة الضغط على حامل الكرة في ملعب المنافس، منتهجاً طريقة اللعب 4-2-3-1.
وعانى الدفاع بقيادة كريستيان روميرو وفان دي فين، من تحركات هجوم ليفربول غير المتوقّعة، وعدم قدرة الظهيرين بيدرو بورو وديستيني أودجي على التعامل مع سرعة جناحي ليفربول.
وقدّم لاعب الوسط المحوري بيسوما أداء لافتاً، وبدا البرازيلي ريتشارليسون أكثر حركة في الهجوم إلى جانب سون هيونغ مين وجيمس ماديسون وديان كولوسيفسكي.
لكن ما عاب توتنهام، عدم قدرته على إيجاد الثغرات في دفاع ليفربول، واعتماده بشكلٍ مبالغ فيه على العرضيات، دون اللجوء إلى التسديدات البعيدة التي ربما كانت ستمنح الفريق زخماً أكبر هجومياً.