شتائم واشتباكات في دمشق بدوري كرة السلة

روناهي/ قامشلو ـ

---

لم تتوقف المهازل في الرياضة التي تدار تحت رعاية الاتحاد الرياضي العام التابع لحكومة دمشق، وهذا غير فضائح المنتخب السوري للرجال بكرة القدم، وفضيحة كرة اليد مؤخراً وتدخّل الاتحاد الدولي لكرة اليد لحلها، حتى وصلت المهزلة إلى لعبة كرة السلة والتي شهدت ضرب وسب وشتم بين جماهير ناديي الوحدة الدمشقي والاتحاد الحلبي في قمة مباريات دوري السلة السوري للرجال.

حلبة ملاكمة

ونجح فريق الوحدة الدمشقي، في مواصلة مسلسل انتصاراته بالدوري، حين هزم الاتحاد الحلبي بنتيجة 69-67، وبعد المباراة تحولت الصالة إلى حلبة ملاكمة بين جماهير الناديين ناهيك عن الخراب الذي أُلحِق بالصالة، وحتى أن قوات حكومة دمشق دخلت على الخط، وقامت هي الأخرى بالاعتداء على الجماهير في الملعب.

وكما العادة الشعارات الرنانة حاضرة بعد كل حفل من الضرب والمهازل في البطولات والدوريات السورية التابعة لحكومة دمشق.

وأصدر الاتحاد “العربي” السوري لكرة السلة بياناً توعد فيه بردع المخالفين والمسيئين.

وقال الاتحاد في بيانه: “الرياضة على كافة أشكالها هي وسيلة للترفيه عن النفس ومنبراً للقيم والمبادئ”.

وأضاف “…في جميع الألعاب والمنافسات الرياضية، نرى المتنافسين يتصافحون ويتعانقون، حتى عندما يختلف شخص عادي وليس رياضي مع آخر، يقول له (خلي عندك روح رياضية)، بمعنى أن الروح الرياضية تقبل النتائج مهما كانت”.

وتابع “الاتحاد العربي السوري لكرة السلة يحترم جميع اللاعبين ويعتبر أن كرامتهم فوق أي شيء، وسيتم معالجة موضوع الشتائم التي هي بعيدة عن أخلاقياتنا وسلوكنا والتي صدرت بحق البعض من قبل الجماهير، من خلال الاجتماع مع أعضاء الاتحاد ورؤساء الأندية”.

واختتم: “ما يحصل في الرياضة أمر خاطئ وبعيد عن أخلاقنا ومنافي لقيمنا المجتمعية، الشتائم مرفوضة من أي جمهور كان وفي أي صالة ومحافظة، هذا أمر معيب ومُخِل بالقيم”.

البيان يبقى مجرد شعارات فهذه الأحداث التي جرت هي تحصل بشكلٍ دائم في المباريات الهامة لدوري الكرة السلة وفي كرة القدم، وكل ذلك يدل على مدى التخبط والفشل التي تعيشه الرياضة السورية تحت مظلة حكومة دمشق.

نادي الاتحاد يستنكر

من جانبه استنكر نادي الاتحاد، أحداث الشغب بعد مباراة فريقه مع الوحدة، ضمن منافسات الجولة 11 من الدوري السوري لكرة السلة.

وقال مجلس الاتحاد في بيان رسمي: “الرياضة أخلاق قبل أن تكون نشاطًا فرديًا، فإذا لم ترتقِ الرياضة بالأخلاق، وتعبّر عن القيم الاجتماعية الأصيلة وتماسك المكونات المجتمعية بكل أطيافها فنحن أمام إشكالية تهدد بتمزيق نسيج التآلف المجتمعي، ووحدة الصف في جبهتنا الداخلية في كل المواقع”.

وأضاف “ما حدث بدمشق في مباراة الوحدة والاتحاد لكرة السلة يمثل مؤشراً خطيراً نستدل من خلاله على ما وصلنا إليه من انحدار أخلاقي، يمثل حالة دخيلة على ملاعبنا ويضعنا جميعًا، أمام مسؤولية لجم هذه الحالة بمختلف الوسائل القانونية ومن خلال كافة الأجهزة والسلطات”.

وتابع: “بناءً عليه فإن مجلس إدارة نادي الاتحاد الرياضي يؤكد عزمه على سلك كافة السبل القانونية لوضع حد للإساءات المتكررة التي تشهدها مبارياته في بعض الملاعب والصالات والتي تؤدي لإيذاء عشاقه وجماهيره العريضة التي تقف خلف ناديها على امتداد ساحات سوريا”.

نادي الوحدة يُنفي

نادي الوحدة عبر صفحة النادي نشر فيديو ينفي أي إساءة لجماهير الاتحاد، وأن الطرف الآخر هو من قام بالاعتداء والضرب والشتم.

وكان الاتحاد العربي لكرة السلة السوري أصدر في الرابع من شهر كانون الثاني لعام 2022، عقوبة غرامة مالية بحق نادي الوحدة بلغت مبلغ 600 ألف ليرة، بسبب إنذار مسجل من طاقم الحكام، بدعوى شتم أنصار الوحدة اللاعب زكريا الحسين لاعب الوثبة، ورمي زجاجة مياه (واحدة) في الملعب.

واعترض مجلس إدارة نادي الوحدة السوري على العقوبة التي وقّعها اتحاد كرة السلة المحلي على الفريق، ووصفها بالظالمة.

مهازل تتجدد

وتظهر كما ذكرنا في الكثير من الدوريات السورية المختلفة لكرة القدم والسلة مثل هذه الحالات وتقوم الاتحادات المعنية بمعاقبة تلك النوادي عبر إيقاف إداريين ومدربين ولاعبين، بالإضافة إلى عقوبات مالية كانت أكبرها بحق نادي الفتوة من دير الزور في العام الماضي 2021، حيث أقرت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم، التابعة لحكومة دمشق، العقوبات الانضباطية، الخاصة بأحداث الجولة السادسة، من الدوري السوري الممتاز وقتها.

حيث كانت شهدت أحداثاً لافتة، كان أبرزها ما حدث بلقاء الوحدة والفتوة، من تقلبات بالنتيجة، ومن جدل تحكيمي، انتهى بأحداث شغب كبيرة، وتخريب كبير في ملعب تشرين.

وقال موقع تلفزيون “الخبر” الموالي لحكومة دمشق، إنّ اللجنة المؤقتة فرضت عقوبة قاسية بحق نادي الفتوة، حيث غرّمته بدفع مبلغ قدره 21 مليون و300 ألف ليرة سوريّة، وتعتبر هذه الغرامة هي الأكبر، منذ عودة الدوري السوري لنظامه القديم.

وأضاف الموقع، أنّ اللجنة عاقبت نادي الفتوة، بسبب قيام جماهيره بأعمال شغب عقب لقاء الوحدة، شملت تكسير مقاعد ملعب تشرين، والاشتباك مع عناصر حفظ النظام، إضافة لسيل من الشتائم تعرّض له الحكم من قبل جمهور الفتوة.

كما حرمت اللجنة فريق الفتوة من مشجعيه في اللقاء القادم على أرضه أمام حطين، وأوقفت مجموعة من كوادر الفريق ولاعبه هادي الملط، ومدرّب الحراس راكان عرابي أربع مباريات رسمية وما يتخللها من مباريات ودية كما سحبت اللجنة بطاقة الإعلامي أحمد الفياض لمدة عام كامل لتهجمه على حكم المباراة.

وكما أسلفنا بأن الدوريات والبطولات الرياضية التي تقام تحت مظلة حكومة دمشق الكثير منها تنتهي بالسب والشتم، ناهيك عن فضائح المنتخبات التي تُمثل سوريا في البطولات القارية والعالمية، وحتى الاتحادات التابعة لهذه الحكومة تغرق بالفساد والمحسوبيات، وتطلبت تداخلات دولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة اليد.