مركز الأخبار ـ قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي شاهوز حسن: “إن الوضع الحالي في شمال وشرق سوريا عبارة عن فوضى وأن الأحداث التي تحصل في المنطقة متعلقة بشكل وثيق بالمشاكل في سوريا، وإن القوى الداخلية والخارجية تطمع في شمال سوريا؛ لأن هذه الأرض غنية بالثروات الطبيعية وغنية بحضارتها وثقافتها، وأيضاً الحياة الديمقراطية التي بُنيت فيها والتجارب التي رافقتها وهذه الحالة تثير غضب الدولة التركية المحتلة؛ لخوفها من هذا المشروع الديمقراطي”، وأشار إلى أن هدف الدولة التركية الاستعمارية من هجمات الاحتلال هو إعاقة مكتسبات شعوب شمال وشرق سوريا والقضاء على نظامهم الذي أسسوها من أجل حياة حرة مشتركة.
سنقاوم ضد جميع أشكال الاحتلال
جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته معه وكالة فرات للأنباء حيث قال: “كانت هناك بعض التفاهمات بوساطة أمريكية. لكن؛ الدولة التركية الاستعمارية كانت على الدوام تُعِد خططها من أجل احتلال شمال سوريا. ولهذا الهدف؛ قامت أخيراً بالهجوم على المنطقة مع مجموعاتها المرتزقة. في هذه المرحلة حذرنا كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من أن محاولات الاحتلال للدولة التركية لن تؤثر فقط على الكرد، بل ستؤثر كذلك على شعوب المنطقة وستدفع سوريا نحو الفوضى من جديد. وأكدنا أنه في حال لم يتم التوصل إلى حل؛ فإننا سنقاوم ضد كل أشكال الاحتلال، ومع ذلك فإن الدولة التركية رجّحت الاحتلال والمجازر، ونحن بدورنا بدأنا بالمقاومة بشكل شرعي. قضت مقاومتنا على خططهم، وخلقت مقاومتنا والدعم المقدم لها من قبل شعوب العالم أجندات جديدة في العالم، وهذا ما أدى إلى أن تغيير الدول لسياستها”.
وحول الاتفاق الروسي التركي لفت حسن إلى تصريحات قوات سوريا الديمقراطية وقال: “ما تم بيننا وبين الروس هو وقف إطلاق النار فقط، وفي الوقت نفسه؛ حاولنا عن طريق اللقاءات مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية وروسيا أن نتوصل إلى حل. وأوضحنا للجميع أننا لن نقبل أبداً بخطط الاحتلال للدولة التركي تجاه شمال وشرق سوريا. نحن نعتقد بإمكانية تحويل وقف إطلاق النار أو الاتفاقات إلى حوار من أجل مستقبل سوريا، وبقدوم قوات النظام إلى الحدود؛ فإن حجة الدولة التركية الاستعمارية ستزول، ومع ذلك فإنه في حال بقاء الأتراك في المنطقة؛ فإن شعوب سوريا ستقاوم حتى إخراجها”.
لا حلّ في سوريا من دوننا
وأشار حسن إلى اجتماعات اللجنة الدستورية السورية التي تعقد دون وجود ممثلين عن شمال وشرق سوريا بقوله: “أوضحنا للجميع بأن الأزمة السورية لن تُحل بهذه الطريقة، في حال لم نكن موجودين في جنيف؛ فإن الحل لن يتحقق، والمقاربة التي تقدم جزءاً من المجتمع وتقول: “هذه هي المعارضة” لا تستطيع تحقيق الحل. وفي حال كان هناك حل؛ فإن الجميع يجب أن يشارك فيه، فمن طرف هناك النظام الذي أصبح منذ 50 عاماً سبباً للمشاكل الثقافية والاقتصادية في المجتمع ومن طرف آخر هناك المجموعات التي تقف على أرجلها بفضل الدعم من بعض الدول والتي يُطلق عليها اسم “المعارضة”، وهذه المجموعات التي تدعمها دولة الاحتلال التركي بشكل كبير هي قوى مرتزقة متطرفة جلست على الطاولة تحت مسمى المعارضة ويحاولون بذلك إضفاء الشرعية عليها”.
وأضاف: “هناك قوة ديمقراطية لم يتم دعوتها. لكنها؛ تمثّل الخط الثالث في سوريا، نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية غير مرتبط لا بالنظام ولا بالقوى الإقليمية، وهي القوة الوحيدة التي تريد سوريا ديمقراطية غير ممثلة على الطاولة، ولأننا غير متواجدون على الطاولة لا وجود لحل. الدولة التركية الاستعمارية بطبيعة الحال تقتلنا وتريد محونا عن الوجود، وإذا حاولنا التوصل إلى حل مع الأتراك؛ فإنه حينذاك لن يكون هناك حل للمشكلة السورية أبداً”.
واختتم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي شاهوز حسن حديثه بالقول: “دولة الاحتلال التركي وإيران وروسيا محور آستانا يريدون حلاً لسوريا لتحقيق مصالحهم، وبهذه المقاربة؛ فإن الحل لن يتحقق أبداً، وبشكل خاص فإنه لا يمكن التوصل إلى حل عن طريق المقاربة الهمجية والعدائية للدولة التركية في سوريا، وإذا أراد الجميع الوصول إلى حل حقيقي؛ فإنه يجب حينذاك قطع يد الدولة التركية في هذه المسألة، أما فيما يخص الاتفاق مع قوات النظام أنه فقط يخص التموضع على الحدود، ونحن دائماً جاهزون ومستعدون للحوار مع النظام حول كافة المسائل الأخرى”.
