سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سيناريو خان شيخون يتكرر في معرة النعمان

تقرير/ صلاح إيبو


لليوم الثالث تستمر قوات النظام السوري في التقدم على محاور القتال في جنوبي وجنوب شرق إدلب لإحكام حصارها على بلدة معرة النعمان بهدف السيطرة على أجزاء أخرى من الطريق الدولي M5 الاستراتيجي، وتمكنت قوات النظام التي تتبع آلية الأرض المحروقة والاعتماد على كثافة النيران والقصف الجوي الروسي من السيطرة على 15 قرية ومزرعة في محيط معرة النعمان خلال ثلاثة أيام فقط، وسط مخاوف من قبل الفصائل الموالية لتركيا من التقدم السريع للنظام ووجود اتفاق ضمني روسي تركي.

وتستمر الاشتباكات والمعارك بين قوات النظام السوري والفصائل المسلحة الإسلامية المدعومة من تركيا، في إدلب، وباتت المعارك على أبواب النقطة التركية في “الصرمان” بريف إدلب الشرقي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه “لاتزال الاشتباكات مستمرة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي” بين أطراف الصرع، مع اقتراب ملحوظ لقوات الحكومة السورية من النقطة التركية في الصرمان بريف إدلب الشرقي، بمسافةٍ تبعد عنها /4/ كم، ويأتي ذلك بالتزامن مع إدخال تركيا قوات جديدة إلى إدلب عبر معبر باب الهوى، ويرى مراقبون أن هدف تركيا هو من إدخال هذه القوات الإضافية هو إنشاء نقاط مراقبة جديدة، في تكرار لسيناريو سقوط نقطة المراقبة التركية في مورك بمناطق سيطرة النظام، حيث وصل رتل عسكري مؤلف من 20 آلية إلى شير مغار بجبل شحشبو في ريف حماة الشمالي.

وأشارت مصادر محلية من إدلب أن قوات النظام سيطرت على 15 قرية، وكان آخرها بلدة أم جلال الاستراتيجية وبها سيطرة النظام نارياً على عدة قرى محيطة، وأكد المرصد السوري هذه المعلومات وقال إن  قوات النظام سيطرت على قرى جديدة ليصل عدد القرى التي سيطرة عليها منذ مساء الأمس إلى /15/ قرية.

وتأتي هذه الحملة العسكرية للنظام السوري، بعد تهدئة دامت ثلاثة أشهر، أعرب خلالها رئيس النظام السوري عن وجود قنوات اتصال أمنية وعسكرية بوساطة روسية مع الجانب التركي لحل المشاكل بين الطرفين، ويبدوا إن تلك اللقاءات أفضت إلى تفاهمات بين الطرفين بوساطة روسية، إلى جانب فشل الخطط التركية بالشكل المراد خلال عدوانها على شمال وشرق سوريا، وبعد أيام فقط من انتهاء قمة أستانا 14، بدأ النظام السوري هذه الحملة والترويج لعملية كبرى تستهدف السيطرة على إدلب كاملة.

وتفيد مصادر محلية من أرض الميدان، أن المقاومة التي تبديها الفصائل الإسلامية المصنفة على لائحة الإرهاب، هي ضعيفة مقارنة بالمعارك التي دارت قبل أشهر في محيط خان شيخون، واتهم بعض النشطاء في الشمال السوري المحتل، الفصائل العسكرية العاملة تحت لواء ما يسمى بالجيش الوطني السوري الموالي لتركيا، بالخذلان وعدم تحمل مسؤوليتها في صد تقدم قوات النظام، وأبدوا مخاوفهم من إحكام قوات النظام حصارها على إدلب.

وأثار الصمت التركي حيال التقدم العسكري للنظام السوري، تساؤلات عدة، حول وجود تفاهمات روسية تركيا، ولاسيما ان العملية العسكرية بدأت بعد يوم واحد من اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي والرئيس التركي، ونشر نشطاء صور عدة لما اسموه منطقة “العمليات 1″، والتي افضت بالسيطرة على خان شيخون وريف حماة، ومنطقة “العمليات2” التي تستهدف السيطرة على معرة النعمان والتمهيد الناري على سراقب.

وكان النظام السوري قد أعلن في مطلع عام 2019 عن نيته السيطرة على إدلب وفق عدة مراحل، تهدف بالمجمل إحكام السيطرة على الطريق التجاري الواصل بين حلب ودمشق، ووقع الرئيسان الروسي والتركي في الربع الأخير من 2018 اتفاقية سوتشي القاضية بإخراج الفصائل الإرهابية من إدلب وفتح الطرق التجارية وضمان أمنها، إلا أن روسيا اتهمت في أكثر من مناسبة الجانب التركي بالفشل في أداء التزاماته، ويرجح مراقبون للوضع عن وجود ضغوطات روسية على تركيا نتج عنه الصمت التركي الحالي.