سيدات الخابور يحصدنَ المركز الثالث في الدوري السوري لكرة القدم

روناهي/ قامشلو ـ

تقف ظروف وعوامل عدة وراء فقدان سيدات الخابور الحصول على لقب الدوري السوري لكرة القدم للسيدات، بعد أن أحرزنَ اللقب في النسخة الماضية وبدون أيّة هزيمة، وعلينا معرفة أن مجرد مشاركتهن يُعتبر إنجازاً بحد ذاته.

سيدات الخابور حصدن المركز الثالث في الدوري السوري لكرة القدم للسيدات، وذلك برصيد 25 نقطة، وسيدات الخابور هن حاملات النسخة الماضية موسم 2020 ـ 2021، ونفس اللاعبات مع لاعبات أخريات من إقليم الجزيرة والداخل السوري حققنَ لقب النسخة الأولى باسم سيدات عامودا موسم 2019 ـ 2020.

العديد من العوامل لعبت دوراً كبيراً في فقدان سيدات الخابور اللقب، ولكن كان الهدف منذ البداية هذا العام هو حصد أحد المراكز الثلاث الأولى، وبالفعل كان لهن ذلك، رغم كل التمنيات من الجماهير بأنهن يحصدنَ اللقب هذه النسخة أيضاً، ولكن كما ذكرنا هناك عوامل أدت لعدم تكرر هذا الأمر.

سيدات الخابور كنَّ على بعد خطوة واحدة من وصولهن لنهائي كأس سوريا، ولكن ركلات الترجيح كانت الفاصلة بينهن وبين سيدات م.حمص، حيث خسرنَ ذهاباً من سيدات م.حمص بهدف دون رد، وبنفس النتيجة فزنَ في مباراة الإياب، ولتذهب المباراة إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لسيدات م.حمص.

مرحلة الذهاب كانت هي المفصلية والسبب بتقليص الفرص في تكرار الإنجاز وحصد سيدات الخابور للقب مجدداً، ففي مرحلة الذهاب حققنَ المركز الرابع برصيد 11 نقطة، حيث لعبنَ سبع مباريات ففزن بثلاث وتعادلن في اثنتين وخسرنَ اثنتين.

أما في الإياب فقد كانت النتائج أفضل ولكن لم تكن كافية للوصول للصدارة والحفاظ على اللقب وبذلك أحرزت سيدات فيروزة اللقب لموسم 2021 ـ 2022.

ففي مباريات الإياب سيدات الخابور فزن قانونياً 3×0، على سيدات عامودا بعد انسحابهن من الدوري والكأس، كما فزن على سيدات كلاً من: العربي 2×1، فيروزة 4×2، وعلى سيدات عمال السويداء في آخر مباراة 3×0، بينما حققن التعادل مع كلاً من سيدات الوحدة 1×1، وم.حمص 0×0، وخسرن مباراة واحدة مع سيدات جرمانا بنتيجة 3×1.

وحصدت سيدات فيروزة لقب الدوري برصيد 35 نقطة، وبرصيد 31 نقطة سيدات الوحدة كنَّ الوصيفات، أما المركز الثالث وبرصيد 25 نقطة فقد كان من نصيب سيدات الخابور، وبرصيد 20 نقطة والمركز الرابع لسيدات جرمانا، والمركز الخامس لسيدات العربي برصيد 20 نقطة، والمركز السادس كان من نصيب سيدات م.حمص برصيد 18 نقطة، والمركز السابع سيدات عامودا برصيد خمس نقاط، والمركز الثامن والأخير كان من نصيب سيدات عمال السويداء برصيد أربع نقاط، ونالت نجمة نادي الخابور والكرة السوريّة اللاعبة آية محمد ابنة مدينة قامشلو لقب هدافة الدوري مناصفةً مع لاعبة نادي الوحدة الدمشقي رونا عيزوق للموسم 2021 ـ 2022.

عوامل مؤثرة

هذا الموسم حصلت الكثير من التغيرات وأولها الاستعدادات الكبيرة من قبل الأندية الأخرى المشاركة في الدوري، وتطور واقع اللعبة لهذه الأندية، بينما سيدات الخابور فهن لم يلعبنَ أية مباراة استعدادية، بالإضافة لضعف الإمكانات المادية، وكافة الأجواء لم تكن مساعدة لظهور النادي مجدداً بالمستوى المطلوب.

علاوةً على عدة حالات تحكيمية مثيرة للجدل لعبت دوراً هاماً في فقدان العديد من النقاط الهامة في المباريات، والأهم الاستعدادات، فدائماً سيدات الخابور يقمن بمجرد تمارين وبعدها يلعبنَ مباريات الدوري التي تكون دائماً بظرف أقل من شهر وبمعدل كل يومين أو ثلاث مباريات 90 دقيقة وعلى الملاعب الكبيرة، وهذا كله يتطلب لياقة وجهوزية تامة وحالة نفسية مستقرة للاعبات في الوقت الذي تعاني فيه الإدارة بعدم القدرة على توفير كل المستلزمات وغياب الدعم المطلوب من الجهات المعنية.

استمرار أندية الفرق النسائية يعتبر إنجازاً، وهذه حقائق وليست مبررات فوضع الكرة الأنثوية ليس على ما يرام، فالدعم المُقدم من قبل الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق قليل ولا يفي بالغرض، بينما في إقليم الجزيرة نفس اللاعبات يمثلن سيدات وناشئات الأسايش، وحققن لقب دوري السيدات موسم 2020ـ 2021، ولقب دوري الناشئات 2021 ـ 2022، وحصلن على بعض الدعم المالي وبعض المستلزمات من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، ولكن الدعم لا يكفي لمرة أو مرتين، فمصروف اللاعبات بات يزداد في ارتفاع أسعار المواد بشكلٍ عام، في أي تمرين بمجرد منحك لكل لاعبة علبة ماء وعلبة عصير علاوة على أجور النقل فذلك يُكلف مبلغاً كبيراً.

قلة الدعم إلى متى؟

طبعاً ظهرت انتقادات لعدم جلب نتائج مُرضية لنادي الخابور، ولكن من لم يدخل تفاصيل المعاناة لن يعي أبداً ما يحصل في عالم كرة القدم النسائية في سوريا وفي شمال وشرق سوريا، فلولا مقاومة إدارة النوادي واللاعبات وأهاليهم في إقليم الجزيرة واللاعبات المحترفات من كوباني والداخل السوري، لما كان هناك ممثلات لإقليم الجزيرة ولاعبات في الدوري السوري ويحققن الإنجازات في النسخة الأولى باسم سيدات عامودا والنسخة الثانية باسم سيدات الخابور.

ولعل انسحاب سيدات عامودا من الدوري يكمن السبب الرئيسي في العامل المادي ولاقى القرار استياءً كبيراً بين الجماهير ومحبي النادي، ولكن النادي انسحب من الدوري في مرحلة الإياب والكأس الذي يقام لأول مرة، واعتذر عن المشاركة أيضاً.

ولكن أكثر عامل أفقد سيدات الخابور اللقب هو نتائج مرحلة الذهاب والتي أثرت بشكلٍ كبير على فقدان اللقب. إن حصد المركز الثالث مقارنةً بالظروف يُعتبر جيداً لسيدات الخابور، وعلينا التذكير بأن في سيدات الخابور جل اللاعبات هن من نادي الأسايش المُرخّص من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، ولا يُعرف حالياً هل سوف تكمل لاعبات نادي الأسايش اللعب باسم سيدات الخابور مجدداً؟ أم سوف يمثلن نادٍ آخر في الموسم القادم؟.