سيدات الخابور القادم أفضل

روناهي/ قامشلو ـ

بطلات سوريا لكرة القدم في النسخة الثانية للموسم 2020 ـ 2021، فتيات إقليم الجزيرة مع فتيات أخريات من سوريا حققن اللقب وقتها، ولكن في النسخة الثالثة عوامل وظروف عديدة لعبت دوراً في فقدان اللقب وعدم الوصول إلى المباراة النهائية من كأس سوريا، ولكن الأهم الاستمرار إلى الآن في ظل كل الظروف الصعبة، وذلك يعتبر بحد ذاته إنجازاً.
بطلات سوريا سيدات الخابور اللواتي حققن الدوري في النسخة الثانية بدون أية هزيمة، أما في النسخة الثالثة فقد فقدن اللقب وأحرزته سيدات فيروزة هذا الموسم، ولكن مباريات سيدات الخابور إياباً سوف تقام لأن النادي يسعى للحصول على الوصافة على الأقل أو المركز الثالث في ترتيب الدوري.
وفي مسابقة الكأس النادي تجاوز نادي عامودا بنتيجة 3×0 قانونياً بعد انسحاب الأخير من الدوري والكأس، ومع سيدات م. حمص سيدات الخابور ذهاباً خسرن بهدف دون رد وفي مباراة العودة في الإياب والتي أُقيمت في دمشق، وهي الأرض الافتراضية للنادي خرجت سيدات الخابور بفارق ركلات الترجيح بعد فوزهن في الوقت الأصلي بهدف دون رد، وليحتكمن إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لسيدات م. حمص بنتيجة 3×2.
أما في الدوري العام للسيدات بكرة القدم بنسخته الثالثة فقد كانت مباراة الافتتاح إياباً مع سيدات العربي، وحققن الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، والمباراة القادمة ضمن الدوري ستكون مع سيدات الوحدة على أرضية ملعب البوتشي بدمشق بتمام الساعة الحادية عشر ظهراً يوم الجمعة المصادف 18/3/2022.
عوامل مؤثرة
وكما ذكرنا أن سيدات الخابور حققن النسخة السابقة للموسم 2020 ـ 2021، بدون أية هزيمة وبأداء مميز في كافة المباريات، وهذا الموسم هناك تغيرات حصلت أولها الاستعدادات الكبيرة من قبل الأندية الأخرى المشاركة في الدوري، وتطور واقع اللعبة لهذه الأندية، بينما سيدات الخابور فهن لم يلعبن أية مباراة استعدادية، بالإضافة لضعف الإمكانات المادية، وكافة الأجواء لم تكن مساعدة لظهور النادي مجدداً بالمستوى المطلوب.
علاوة على عدة حالات تحكيمية مثيرة للجدل لعبت دوراً هاماً في فقدان العديد من النقاط الهامة في المباريات، والأهم الاستعدادات، فدائماً سيدات الخابور يقمن بمجرد تمارين وبعدها يلعبنَ مباريات الدوري التي تكون دائماً بظرف أقل من شهر وبمعدل كل يومين أو ثلاث مباريات 90 دقيقة وعلى الملاعب الكبيرة، وهذا كله يتطلب لياقة وجهوزية تامة وحالة نفسية مستقرة للاعبات في الوقت الذي تعاني فيه الإدارة بعدم القدرة على توفير كل المستلزمات وغياب الدعم المطلوب من الجهات المعنية.
ونكرر بأن مجرد استمرار الأندية التي تنشط فرق نسائية يعتبر إنجازاً، وهذه حقائق وليست مبررات فوضع الكرة الأنثوية ليس على ما يرام، فالدعم المقدم من قبل الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق قليل ولا يفي بالغرض، بينما في إقليم الجزيرة نفس اللاعبات يمثلن سيدات وناشئات الأسايش، وحققن لقب دوري السيدات موسم 2020ـ 2021، ولقب دوري الناشئات 2021 ـ 2022، وحصلن على بعض الدعم المالي وبعض المستلزمات من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة، ولكن الدعم لا يكفي لمرة أو مرتين، فمصروف اللاعبات بات يزداد في ارتفاع أسعار المواد بشكلٍ عام، في أي تمرين بمجرد منحك لكل لاعبة علبة ماء وعلبة عصير هذا غير أجور النقل فذلك يكلف مبلغاً كبيراً.
قلة الدعم إلى متى؟
طبعاً ظهرت انتقادات لعدم جلب نتائج مُرضية، ولكن من لم يدخل تفاصيل المعاناة لن يعي أبداً ما يحصل في عالم كرة القدم النسائية في سوريا وفي شمال وشرق سوريا، فلولا مقاومة إدارة النوادي واللاعبات وأهاليهم في إقليم الجزيرة واللاعبات المحترفات من كوباني والداخل السوري، لما كان هناك ممثلات لإقليم الجزيرة ولاعبات في الدوري السوري ويحققن الإنجازات في النسخة الأولى باسم سيدات عامودا والنسخة الثانية باسم سيدات الخابور.
ولعل انسحاب سيدات عامودا من الدوري يكمن السبب الرئيسي في العامل المادي ولاقى القرار استياءً كبيراً بين الجماهير ومحبي النادي، ولكن النادي انسحب من الدوري في مرحلة الإياب والكأس الذي يقام لأول مرة، واعتذر عن المشاركة أيضاً.
كل الدلالات توحي بوجود ظروف صعبة للنوادي ومحاربة لهذه الخطوة من قبل من هم محسوبين على رياضة إقليم الجزيرة حتى، ولكن بعيداً عن كل الخلافات، لدينا بطلات يلعبن بأداء عالمي وفي كل دوري نكتشف لاعبات جدد يبهرنَ في اللعب والأداء وخاصةً في الدوري الأخير للناشئات ظهر جلياً هذا الأمر.
ونعود ونكرر بخصوص عدم جلب النتائج المرضية حتى في مرحلة الذهاب التي أثرت بشكلٍ كبير على فقدان اللقب، فسيدات الخابور لم يلعبن أي مباراة تجريبية مع أي نادٍ، وأثرت الإصابات وبعض الأخطاء التحكيمية على نتائج سيدات الخابور، وحققن المركز الرابع برصيد 11 نقطة، حيث لعبنَ سبع مباريات ففزن بثلاث وتعادلن في اثنتين وخسرن اثنتين.
أما سيدات عامودا واللواتي كن حاملات النسخة الأولى موسم 2019 ـ 2020، فقد حققن المركز السابع وما قبل الأخير في سلم الترتيب في مرحلة الذهاب، بعد لعبهن سبع مباريات ففزن بواحدة وخسرن في أربعة وتعادلن في اثنتين، رغم أن استعدادات النادي كانت أفضل من الأعوام السابقة، بحيث دخلن معسكراً تدريبياً مغلقاً لمدة شهر في عامودا، ولكن أيضاً الإصابات لعبت دورها، وبالمجمل المطلوب وقفة جدية من قبل الإدارة والجهاز الفني لحالة الفريق ومحاولة الاستعداد من الآن للنسخة القادمة.
ويترتب على إدارة كِلا الناديين الخابور وعامودا العمل على تدارك الأخطاء التي حصلت في هذا الدوري، وترتيب أوراقهم، وخاصةً بعد مشاهدة لاعبات الأندية المُنافِسة واللواتي تطور أداءهن عن البطولات السابقة، وسط الدعم المُقدم من إدارات وتجار المنطقة لهذه النوادي، وعكس حالتي سيدات الخابور وعامودا.
والجدير ذكره بأن أغلب لاعبات سيدات ناديي الخابور وعامودا هن من لاعبات أندية إقليم الجزيرة لكرة القدم، ويتميّزنَ بالموهبة العالية في لعبة كرة القدم، ولكنهن يفتقرن للدعم الحقيقي المطلوب من قبل الجهات المعنية.