سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سياسيون ووجهاء عشائر: آن الأوان كي يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة المحتل التركي على اعتداءاته

منبج/ آزاد كردي –

“ينبغي محاكمة مرتزقة داعش؛ لأنهم خطر علينا، وعلى شعوب العالم أجمع” بهذه الكلمات عبر أهالي منبج عن رفضهم لانتهاكات الاحتلال التركي، وهجماته على منبج، ومناطق شمال وشرق سوريا عموماً، وأكدوا أن المحتل التركي هو الداعم الأول لعودة مرتزقة داعش، وأن هدفه من ذلك تدمير مشروع الأمة الديمقراطية.
أدى استمرار الاعتداءات التي يشنها الاحتلال التركي، ومرتزقته على مدينة منبج، وعموم مناطق شمال وشرق سوريا، إلى إحياء مرتزقة داعش، الذي أمدهم بالعتاد، وبالأسلحة لشن هجوم مباغت، ومحكم على سجن الصناعة بالحسكة، ما نجم عنه من تبعات لتهجير الأحياء المدنية القريبة من السجن، ونشر الخوف والهلع في نفوس الأهالي، بالإضافة إلى استشهاد 121 من شهداء الحرية في معارك تحرير سجن الصناعة، ويأتي ذلك لفرض المحتل التركي سياساته الاحتلالية، والاستعمارية في إفشال مشروع أخوة الشعوب، وضرب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
الاحتلال التركي سبب أساسي في استمرار الأزمة
وحول ذلك رصدت صحيفتنا هذه الملفات الساخنة، واستطلعت آراء بعض السياسيين، ووجهاء العشائر، وبداية تحدث العضو في حزب سوريا المستقبل في منبج محمد بركل: “الاحتلال التركي سبب في استمرار الأزمة السورية بشكل عام، وهو جزء من إدارة الأزمة، وإطالة أمدها، فهي التي ساهمت بعسكرة الأزمة من خلال دعمها للإخوان المسلمين، وليس كما تدعي الدفاع عن أمنها القومي”.
وأشار بركل: “إن الهدف الأساسي من الاعتداءات التركية، هو ضرب المشروع الديمقراطي للإدارة الذاتية، الذي أُسّس بشمال وشرق سوريا، ومنع نشوء أي كيان كردي في المنطقة، تحت ذريعة حماية الحفاظ على أمنها القومي، وهذه حجة واهية تتبجح بها تركيا لاحتلال أرضنا، وما حدث على أرض الواقع يؤكد ما نقول، فما جرى في الباب، وجرابلس، وعفرين، وسري كانيه، وكري سبي، ليس ببعيد”.
وعدّ بركل أن نشوء الإدارات الذاتية، وازدهارها اقتصادياً، وتطورها على مرأى ومسمع العالم، لا سيما أن مناطقها هي الوحيدة المستقرة، حيث يخشى المحتل التركي تطبيق مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، على الجغرافيا السورية كلها؛ فتكون مصدر إزعاج ديمقراطي لها.
وحول الأحداث الأخيرة في سجن الصناعة، أوضح الإداري بحزب سوريا المستقبل بمدنية منبج محمد بركل : “نرى كحزب سوريا المستقبل، أن وراء هذه الأحداث المؤسفة الاحتلال التركي، حكومة دمشق، لا سيما أن المؤشرات كلها تدل على ذلك من خلال تزامن هجوم مرتزقة داعش، مع هجوم آخر شنه جيشها المحتل ومرتزقتها على قوات سوريا الديمقراطية في عين عيسى، وتل تمر، هذه القوات التي ذهبت لمساندة ومؤازرة القوات، التي صدت هجوم داعش على السجن، فدولة الاحتلال التركي دائماً كانت حجر عثرة أمام الحل السياسي في سوريا، فمن خلال ما جرى في سجن الصناعة من مجريات الأحداث  بالحسكة تكشفت نوايا كل من يريد الخراب والدمار لهذه المنطقة الآمنة، فتكشفت نواياهم ومخططاتهم”.

أردوغان يفتعل الحروب والصراعات لتنفيذ أجنداته الخاصة
وبدورها تحدثت عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي في منبج، وريفها ريم درويش: “أردوغان يُصدِّر أزماته إلى خارج بلاده؛ ليظهر قوته، التي تزعزعت ضمن الداخل التركي، وليظهر للعالم بمظهر القوة لإعادة أمجاد أجداده العثمانيين في سوريا والمنطقة بشكل عام”.
وقالت ريم: “الاحتلال التركي منذ بدء الأزمة في سوريا، وهو يفتعل الاعتداءات، والحروب، ويهدد المنطقة، ويخلق التوتر؛ لتنفيذ الأجندة الخاصة، حتى ولو تعاون مع الإرهاب لأنه يحاول الاستفادة من ذلك، بالاعتداء على مناطق شمال وشرق سوريا”.
وعدّت ريم، أن هجوم مرتزقة داعش على سجن الصناعة بالحسكة، لم يكن محض صدفة، بل كان مخططاً له ومدبراً منذ البداية، ومن المؤكد أن التخطيط لمثل هذا الهجوم، استغرق وقتاً ليس بالقليل، حيث تزامن ذلك مع استهداف مناطق عين عيسى وتل تمر، وينبغي على المجتمع الدولي القيام بمحاكمة كل من كانت له يد بما حدث، وخاصة الدول التي قدمت الدعم لداعش.
واختتمت عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي في منبج، وريفها، ريم درويش حديثها: “إننا كحزب سوريا المستقبل، نثمن دور القوات العسكرية، التي قدمت 121 شهيداً وشهيدة، في سبيل تحرير سجن الصناعة، ومناطق شمال وشرق سوريا كلها، ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يجري في مناطق شمال وشرق سوريا، إذ سنقوم بدورنا لندافع عن مكتسبات شهدائنا”.

شعوب شمال وشرق سوريا أدركت حجم المؤامرة
من جانبه تحدث وجيه عشيرة الغلاظ، حسن علي الأحمد: “الاحتلال التركي استخدم منذ بداية الأزمة السورية، الوسائل العسكرية، وأساليب أخرى لمحاربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وحاول اللعب على الأوراق بما في ذلك ورقة مرتزقة داعش، غير أن ما تم التخطيط له باء بالفشل”.
وعدّ الأحمد أن الاعتداءات التركية على أي منطقة من مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لا يخدم ما ينشد إليه السوريون من العيش بحياة حرة كريمة، بعيداً عن الاقتتال، والصراعات الأهلية، التي يقوم على افتعالها الاحتلال التركي في كل مرة، فلا يتوانى عن استخدام الوسائل الممكنة لاحتلال مناطق جديدة في شمال وشرق سوريا، مع العلم أن تلك المناطق من أكثر المناطق الآمنة في سوريا.
وقال الأحمد: “إن الادعاءات التركية كلها، التي تروجها في محاربتها للإرهاب هي محض افتراء، ولا أساس لها من الصحة، فالهجمات والاعتداءات الهمجية التركية، تسببت باستشهاد أطفال، ونساء، وكبار بالسن، وهي تقوض الأمن، والاستقرار في المنطقة”.
وأشار وجيه شيخ عشيرة الغلاظ حسن علي الأحمد في ختام حديثه: “الهجوم على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، صناعة تركية بامتياز، وكان المخطط يهدف لخلق الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لإعادتها إلى المربع الأول، وآن الأوان كي يتحرك المجتمع الدولي حيال محاسبة تركيا، التي تنتهك القوانين والقرارات الدولية كلها، كما أنه من الواجب إجراء محاكمة مرتزقة داعش، وذلك لازدياد خطرهم في المنطقة”.