كما توقّعتُ أن تكون دمشق قد تحرّكت – بوازع وطنيّ طالما افتقدته – وطالبت مجلس الأمن بوقف الانتهاكات الإيرانيّة لأراضيها، والضغط على طهران وميليشيّاتها للخروج من سوريّا، ويمكن أن يكون قد دَبَّ خلاف روسيّ سوريّ، وتشجّعت حكومة دمشق وطالبت المجتمع الدّوليّ بإخراج القوّات الرّوسيّة التي تنتهك الأرض السّوريّة، وتحتلّ قاعدة حميميم وميناء طرطوس، خاصّة بعد انتهاء مهمّة القضاء على الإرهاب التي كانت سبباً في طلب دمشق العون العسكريّ من موسكو. كلّ الاحتمالات كانت واردة ومقبولة بالنسبة لي وبالنسبة لأيّ عاقل. ولكن؛ أن تتقدّم دمشق بشكوى ضدّ قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة؛ فهذه هي المفاجأة الحقيقيّة.
وعندما دخل النظام الغوطة وقتل أهلها وشرّد شعبها، كان المقابلُ السّماح بدخول تركيّا وميليشيّاتها لمدينة عفرين الكرديّة واحتلال أرضها وسرقة زيتونها، بل وصلت الخيانة بالنظام أن تغاضى عن ممارسة تركيّا في عفرين ومحاولاتها ضمّ المدينة للسيادة التركيّة لم يتحرّك النظام حينما رُفِعَ العلم التركيّ بمدن جرابلس وإعزاز، ولم يحرّك ساكناً وهو يرى صور أردوغان تعلو المدارس والمؤسّسات الحكوميّة بمدن “درع الفرات” بشمال سوريّا. لا يمكن اعتبار هذا النظام معبّراً عن سوريّا وشعبها، بل هو ألدُّ أعداء سوريّا، فنظام بشّار لم يكتفِ بالتنازل عن الأرض وهتكِ العرض، لم يكتفِ بهذه الخيانة والسّماح للميليشيّات الرّوسيّة والإيرانيّة والتركيّة بالعبث بسوريّا ومقدّراتها، بل راح بكلّ وقاحة يهاجم الفصيل الوحيد الذي يدافع عن سوريّا بشرف ونزاهة.
السابق بوست