دخلت الشابة “هبة الحصيني” عالم ركوب الدراجات الهوائية ما منحها المزيد من الثقة بالنفس في خوض تجربة تحبها وهواية جذبتها.
ابنة مدينة “النبك” البالغة من العمر 38 عاماً وهي من ذوي الهمم، لم ترَ في ركوب الدراجات ممارسة محتكرة على الرجال وخاضت تجربتها دون مخاوف من احتمال رفض المجتمع لذلك.
تعلمت “هبة” قيادة الدرّاجة الهوائية من خلال مشروع “توازن” الذي أقامته مؤسسة “موج” في مدينة النبك بريف دمشق، وأصبحت بارعة في القيادة كما باتت تبرع بالأشغال اليدوية وصناعة المسابح وغيرها.
تصِفُ الشابة نفسها بـ “الخيّالة” في إشارة إلى احترافها قيادة الدراجة التي نالتها كهدية من المشروع، وتحولت إلى وسيلة نقل خاصة بها لجلب حاجياتها لتستغني بذلك عن المواصلات أو طلب المساعدة من أحد.
وتقول هبة: “أعطوني دراجة هدية، في بداية الأمر كنت ألاحظ عندما أسير على الدراجة أن الأهالي يستغربون، لكني أصبحت أزور بيت جدي وبيت أختي على الدراجة، وأشتري حاجيات المنزل”.
الدرّاجة توقّف ظهورها من الطفولة
ترتبط الدراجة الهوائية بالطفولة لدى الشابة العشرينية “غفران العبد الله“. لاعتبارات يحملها المجتمع الريفي حول قيادة الإناث للدراجات. ليكون مشروع “توازن” دافعاً لها لاستعادة هذه الهواية فأصرت على المشاركة والتدرّب بدعمٍ من عائلتها.
غفران التي تعمل بمهنة الحلاقة ودرست “الهندسة الزراعية”. أصبحت تستخدم الدراجة يومياً من البيت إلى العمل وتوفر مصاريف النقل. حيث قالت «لم أعد أهتم لنظرة الأهالي، أصبح هناك عدد من الفتيات يقدنَ الدراجات في منطقتنا وكسرت التجربة لي حاجز الخوف والعادات والتقاليد، وأنا مرتاحة وسعيدة بهذه التجربة».
دعمت الدراجة غفران مادياً بتوفيرها المال المخصص للمواصلات ومعنوياً لاعتمادها على نفسها، فلم تسد حاجتها للتنقل بين المنزل والعمل فحسب. بل امتدت لتصبح جزء من اجتماعاتها وصديقاتها لممارسة الرياضة والمسير في بعض شوارع المدينة.
المستحيل مُمكن
قدّم مشروع توازن تدريباً لـ 15 فتاة من عمر 18 إلى 45. وقدّم عشر دراجات للمشاركات حيث قالت منسقة المشروع في مؤسسة موج “رهف غنيمة“، أن التحضير للمسير الذي جرى أوائل حزيران الفائت. جاء لمشاركة الفتيات المتدربات وتشجيعهن على كسر حاجز الخوف والنمطية بأن الدراجة حكر على الرجال خصوصاً أن الدراجة صديقة للبيئة. وأقل تكلفة وتحل مشكلة المواصلات.