سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“سنبني مجتمعاً خالياً من العنف، وهفرين مَثلُنا الأعلى”

 استطلاع/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة- أكدت نساء مؤتمر ستار ومنظمة سارة في الحسكة بأنه في يوم مناهضة العنف ضد المرأة نشاهد جرائم أردوغان ومرتزقته بحق نساء شمال وشرق سوريا والعالم صامت، وأكدنَ بأنهن لن يتراجعنَ عن هدفهن ورددنَ شعارات: “لا لقتل النساء، لا لقتل هفرين خلف، سنبني مجتمعاً خالياً من العنف”.
تتعرض المرأة في روج آفا شمال وشرق سوريا للقتل والاغتصاب والعنف والظلم والاضطهاد الجسدي والنفسي على أيدي الجماعات الإرهابية والمرتزقة المدعومة من تركيا، هذه الجرائم بحق المرأة تنتج عنها آثار سلبية للمرأة والمجتمع معاً، وتصبح عائقاً أمام تطورها وإبراز دورها الفعال في المجتمع، فالمرأة هي نصف المجتمع وتربي النصف الآخر وإذا ما تعرضت للعنف والاضطهاد ينعكس عليها وعلى المجتمع، وفي الذكرى السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة كانت لصحيفتنا روناهي لقاءاً مع بعض النساء في الحسكة.
لما الصمت إزاء جرائم أردوغان بحق المرأة؟؟!!
حيث حدثتنا بهذا الصدد العضوة في مؤتمر ستار بالحسكة سما حميد عن ظاهرة العنف بشكل عام قائلة: “أن العنف ضد المرأة ظاهرة منتشرة في كل المجتمعات ودون التمييز بين الثقافات والأديان، فالدراسات والأبحاث تؤكد أن المرأة هي الأكثر تعرضاً للعنف والظلم بكل أشكاله وأساليبه من قتل وتعذيب واغتصاب وحرمان من الإرث وممارسة حياتها الطبيعية”.
ونوهت أيضاً بأن روج آفا شمال وشرق سوريا شهدت خلال خمس سنوات ماضية جرائم بشعة بحق المرأة وخاصةً مع ظهور الجماعات الظلامية الإرهابية كداعش وجبهة النصرة التي نادت بعبودية المرأة وامتلاكها، فمارست أبشع الجرائم بحق المرأة وعرضتها للهلاك والدمار النفسي والجسدي.
كما وذكرت: “اليوم نرى المرأة تتعرض للتعذيب والقتل في عفرين المحتلة، وكذلك يقوم مرتزقة أردوغان وجيشه التكفيري بقتل النساء في المناطق الحدودية في الشمال السوري دون رحمة وشفقة، وتعرض السياسية هفرين خلف للتعذيب والقتل يدل على جرائم أردوغان وتعطشه للدماء والقتل، وحقده لحرية المرأة”.
 وأضافت سما بالقول: “أننا كنساء في مؤتمر ستار نطالب المجتمع الدولي ومنظمات النسائية بالتحرك وفضح جرائم أردوغان للعالم وتقديمه للمحكمة الدولية كمجرم حرب يقتل النساء والأطفال والشيوخ”.
انتهاكات تُعادي حقوق الإنسان..
وفي السياق ذاته أفصحت العضوة في مؤتمر ستار شكرية حسين برأيها حول واقع المرأة وما تتعرض له من عنف في زمن الحرب قائلة: “مع ازدياد حالة التوتر والصراعات والحروب على أرض روج آفا شمال وشرق سوريا واحتلال الجماعات الإرهابية المناطق الحدودية بالشمال السوري، تتعرض المرأة اليوم لأبشع الجرائم أمام أنظار العالم  دون التحرك أو إبداء رأي جدي يوقف انتهاكات الجيش التركي الاستعماري ومرتزقته بحق المدنيين وخاصةً النساء، حيث تعرضت الآلاف من النساء للقتل والتعذيب وانتهاكات تعادي حقوق الإنسان لدرجة وصلت إلى الإبادة والتطهير بداية على أيدي مرتزقة داعش وجبهة النصرة، واليوم على أيدي الجيش التركي ومرتزقته داعش ولكن بمسميات أخرى”.
 واختتمت شكرية مؤكدة بأنهن في مؤتمر ستار سيستمرن بفعاليات وأنشطة في كافة المدن والبلدات وذلك بالتنسيق مع المؤسسات والمنظمات النسائية كإلقاء المحاضرات الثقافية والتوعية بالإضافة إلى إلقاء بيان للرأي العام العالمي للحد من مظاهر العنف ضد المرأة  في روج آفا وشمال وشرق سوريا ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق النساء.
يسعون لِجعل المرأة عبدة
وبهذا الخصوص ذكرت أيضاً الإدارية في منظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة ياسمين خليل بأنه ومع بداية ثورة في روج آفا شمال وشرق سوريا, انخرطت المرأة في كافة مجالات الثورة السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية واستطاعت اجتياز مرحلة كبيرة من التطور والتقدم بفضل نضالها وتضحياتها المتميزة, ووضحت حقيقة المرأة المناضلة من أجل حريتها وكرامتها، وتمسكت بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي يرى من حرية المرأة حرية المجتمع، وهذه التضحيات من المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا جعلتها في موضع الانتقام والثأر من قبل الجماعات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة، فمارسوا جميع أساليب العنف والاضطهاد ضدها حتى أصبحت المرأة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم أمة وعبدة لا يحق لها العيش أو ممارسة حياتها بشكلها الطبيعي، وخلقوا قوانين وأحكام جارفة من صنعهم تسيء للمرأة وتحط من شأنها ومكانتها الاجتماعية، والمرأة التي ترفض هذه القوانين تلاقي مصيرها بالتعذيب حتى الموت وبجميع الأساليب الوحشية، وهذا ما يمارسه الجيش التركي ومرتزقته بحق النساء في سري كانيه/ رأس العين وعفرين وكري سبي/ تل أبيض بحق النساء من قتل وتعذيب واغتصاب.
وقالت أيضاً: نحن كمنظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة ندين هذه الجرائم الوحشية بحق النساء ونطالب المنظمات الحقوقية بفتح تحقيق في حادثة استشهاد هفرين خلف وجميع النساء اللواتي تعرضن للتعذيب والقتل على أيدي الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا وحزب العدالة والتنمية”.
واختتمت ياسمين: “لا لقتل النساء، لا لقتل هفرين أخرى، سنبني مجتمعاً خالياً من العنف”.