سمير العبد الله لاعب يعشقُ كرة القدم وتُحِبُّهُ الجماهير

تل كوجر/ مثنى المحمود ـ

سمير العبد الله، داعبت أقدامه الكرة منذ أن بلغ الحادية عشر من عمره، أبدع وأمتع وحطَّ رحاله في نادي دجلة الرياضي بمدينة قامشلو.

سمير عبود العبد الله ابن قرية أبو خزف، القرية التي أبعدتها المسافة عن مركز مدينة قامشلو وقرّبها العبد الله لقلوب جميع مشجعي كرة القدم، ولِد عام ألف وتسعمائة وخمس وتسعين، حيث أعاقتهُ ظروف الحياة وقلبتهُ نوائب الدهر، لكن لم تصرفه عن عشقه للساحرة المستديرة، يخطف الأضواء أينما حلَّ وارتحل، يُجيد مداعبة الكرة ويعرف كيف يخطف قلوب المشجعين.

ركلة البداية

منذ نعومة أظفاره وفي عامه الحادي عشر بدأ يداعب الكرة، في صفوف فريق قريته البعيدة عن ضجيج الملاعب الكبيرة، تدرّج سمير العبد الله في صفوف فريق قريته أبو خزف ثم ما لبث أن بدأ يبحث عن مستوى أعلى، حيث قصد مدينة قامشلو، وما أن وطئت أقدامه أرض الملعب في قامشلو، حتى أصبح محط أنظار الجميع هناك، ولم يدم ذلك طويلاً حتى نال شرف الانضمام إلى صفوف نادي الجهاد الرياضي، الذي لعب له ضمن صفوف الناشئين، أبدع وأمتع معهم لمدة تجاوزت العامين.

وعلى مستوى قريته الصغيرة أثبت العبد الله علو كعبه عن جميع أقرانه، حيث كان حجراً أساسياً في فريق قريته لفئة الرجال، رغم إنه كان الأصغر سناً إلا إنه كان كبير الأداء داخل أروقة الملعب، ما جعله يطوي فوارق العمر ويثبت جدارته أينما حلَّ ومتى ما لامست قدمه الكرة، يلعب بقدميه اليمنى واليسرى، كما يجيد اللعب في عدة مراكز مثل المهاجم وصانع اللعب، إضافة إلى اللعب على طرفي الملعب يميناً ويساراً.

محطات

حاله كحال جلُّ شباب المنطقة انطلق سمير العبد الله نحو بيروت عاصمة لبنان، بحثاً عن فرصة عمل تُحسّنُ حال عائلته، هناك حط رحاله وبدأ العمل في ورش البناء، لم يهمل موهبته الحقيقية وتوجه نحو نادي الصفا اللبناني الذي أبدى رغبته في ضم اللاعب السوري ذو الإمكانيات العالية، لكن بعض المشاكل الإدارية، إضافة إلى مسألة الجنسية السوريّة وشروط الدوري اللبناني وقواعده في ما يخص اللاعبين المحترفين، حرمت سمير العبد الله من إتمام الصفقة.

قاتل العبد الله من أجل حل تلك المشاكل لكن لم تجرِ الأمور كما أراد، بعد سنوات من التعب في جنبات الحياة العملية عاد إلى دمشق ولعب في صفوف نادي الكسوة لمدة موسم واحد في صفوف فريق الشباب، تألق العبد الله في هذا العام، وبعد إصرار أهله عاد إلى قريته.

بوابة دوري الإقليم

من بوابة دوري الإقليم في الجزيرة، دخل العبد الله يحمل طموحاً كبيراً، حط حينها رحاله في نادي الصناديد وقاد النادي نحو إنجاز الصعود إلى مصافي الدرجة الأولى، كان حينها أحد أعمدة النادي وقناصه الأول، استمر العبد الله مع نادي الصناديد لمدة ثلاثة مواسم حقق فيها العديد من الأرقام والإنجازات، يقول أن نادي الصناديد أعاده من جديد إلى مرحلة التألق ولا ينكر فضل النادي عليه، ويُشيد دائماً بمدربه الأستاذ إبراهيم مصطفى، كما يكن لإدارة نادي الصناديد الكثير من الاحترام والشكر والعرفان، حيث يستمر بالحديث بشكلٍ إيجابي دائماً كلما ذُكِر اسم نادي الصناديد، بعد مشواره مع الصناديد انتقل هذا العام إلى نادي دجلة الذي استقطب اللعب نظراً لمستواه الفني الرائع، وها هو يكافح مع ناديه من أجل تحقيق دوري الإقليم لهذا العام حيث يحل نادي دجلة في المرتبة الثالثة.

مواقف وذكريات

يتحدث العبد الله لصحيفتنا “روناهي” عن أهم اللحظات في مشواره الكروي، حيث يصنف مباراته مع نادي الصناديد ضد براتي بأنها الأجمل في مسيرته الكروية، في هذه المباراة أحرز فيها سمير العبد الله ثلاثة أهداف مكّنت فريقه من الانتصار بنتيجة خمسة أهداف نظيفة، أما عن المباراة الأسوأ فقد كانت ضمن بطولة تل مشحن العريقة، إذ يذكر الخسارة في نهائي البطولة أمام أخوة فطومة بنتيجة هدف لصفر، على إنها المباراة الأكثر سوءاً في تاريخه كلاعب، وعلى ذكر الفرق الشعبية مثّل العبد الله العديد منها وأهمها فريق جوفنتوس المعروف في مدينة قامشلو وحقق معه العديد من البطولات أبرزها بطولة الفرق الشعبية في قامشلو كما مثّل فريق قرية الجفال ولعب معهم في بطولة تل مشحن، حيث أوصلهم مرة إلى نهائي البطولة، وخرج معهم هذا العام من نصف نهائي البطولة على يد البطل فريق تل مشحن.

كما مثّل فرق عديدة أخرى منها فريق تل معروف، وفريق روج هلات والزوراء، يمتاز سمير العبد الله بفكره المميز ورشاقة قلَّ نظيرها كما يمتاز بقدم يُمنى رهيبة، يعد سمير العبد الله من أبرز لاعبي كرة القدم في المنطقة، ذو أخلاق حميدة شاب ودود يحب جميع من حوله، كما أنه محبوب من قِبل جميع متابعي ومشجعي كرة القدم في إقليم الجزيرة وعلى مستوى شمال وشرق سوريا.