سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سليمان الطويل: حرق المحاصيل المتعمّد تقويض الاقتصاد وتجويع وتهجير الأهالي    

الحسكة/ آية محمد –

شدد الإعلامي، سليمان الطويل، على أن الاحتلال التركي يتبع سياسة ممنهجة في تجويع السكان من خلال استهداف المحاصيل الزراعية وحرقها عن عمد، مؤكداً أن ما تقوم به الدولة التركية المحتلة، جرائم حرب ضد الإنسانية وضرب القوانين الدولية.
الحرائق عادت إلى سابق عهدها، عند كل موسم تأتي على أرزاق البشر بعد انتظار عام كامل لجني إنتاج المحصول، سواء كان بأيد فاعلة عن عمد أم عن تفريط بوسائل الحماية من الحرائق، يحدث هذا في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ويأتي ذلك كله بتعمد الاحتلال التركي والمرتزقة، قصف تلك الأراضي في موسم الحصاد، فضلا عن استهداف الحصادات والآليات المرافقة، ما يؤدي بالضرورة إلى خسارة المزارعين خسارة مادية مركبة في البذار والحصاد.
حرب اقتصادية ممنهجة 
في السياق، قال الإعلامي، سليمان الطويل، لصحيفتنا: إن “الحرب الاقتصادية على الشعب السوري بشكل عام، وإقليم شمال وشرق سوريا بشكل خاص، حرب ممنهجة، وهي من أساليب الحرب الشاملة على الشعب”.
وأضاف: “سياسة حرق المحاصيل الزراعية هي الأكثر إيلاماً، وأفدحها خسارة للمواطن، فهي تلحق بالمزارع خسارة تكاليف الإنتاج من زراعة وخدمات الرعاية والبذور وما إلى ذلك، ما يثقل كاهله، ويزيد معاناته، فهذه الحرب هي نوع من أنواع العقاب الجماعي، الذي يستهدف شعوب ومكونات المنطقة”.
الخسارة الاقتصادية جراء الحرائق 
وعن أهداف الهجمات قال الطويل: “الهجمات المباشرة على الأراضي الزراعية وحرقها، تأتي في سياق سياسة الأرض المحروقة، التي تمارسها الفاشية التركية، على طول الشريط الحدودي، ما يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق والقوانين الدولية”.
وأشار: أنّ “افتعال حرق المحاصيل الزراعية ليس وليد اليوم، فهي سياسة تتبعها دولة الاحتلال التركي كل موسم، وهي تأتي في إطار الإبادة السياسية ضد شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، فتدمير الإنتاج الزراعي وإحراقه يعني ضرب الاقتصاد المجتمعي، وإضعاف الإنتاج الزراعي، بهدف كسر إرادة المواطن وقتل الحياة ومن ثم التهجير”.
وعن الأهداف البعيدة للاحتلال التركي، بحرق المحاصيل الزراعية، أكد الطويل: “الهدف البعيد للاحتلال التركي من وراء حرق الأراضي الزراعية في المنطقة، هو قطع مورد رزق المواطن، وحرمانه من أبسط مقومات الحياة، ودفعه لليأس والإحباط والبؤس، معتقدا أنه بذلك يجبر الأهالي على الهجرة، والتخلي عن الأرض والمنزل بهدف تسهيل احتلالها”.
أضرار الحرائق المفتعلة على المزارعين
وتضررت مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية في الإقليم، وأدت إلى خسائر كبيرة تكبدها مزارعو المنطقة، نتيجة القصف المستمر، الذي تقوم به الفاشية التركية ومرتزقتها، حيث تتقصد الإيذاء، وحول ذلك تحدث الطويل: “لا توجد إحصائية دقيقة للمساحات المزروعة، التي التهمتها نيران الاحتلال التركي حتى الآن، وتقدر بمئات الهكتارات”.
وأوضح: “هذه الحرائق شكلت خطرا على حياة الأهالي، وخصوصا الذين تقع بيوتهم على أطراف القرى، فمنازلهم محاطة بالأراضي الزراعية والأعشاب سريعة الاشتعال؛ ما يجعل حياتهم مهددة بالخطر في أي لحظة”.
واختتم الإعلامي، سليمان الطويل، حديثه: إن “الحرائق التي تحدث في إقليم شمال وشرق سوريا، تأتي في إطار الجريمة المنظمة، والتي تستهدف الأمن الغذائي لأهالي المنطقة، ونحن من البلدان المكتفية ذاتيا في الزراعة، لذلك يسعى الاحتلال التركي عبر جرائمه المفتعلة على جعل الإقليم مستهلكا، وإبعاده عن صفوف البلدان المنتجة في الزراعة بالمنطقة، ومنع وصوله إلى حد تصدير منتجاته إلى الخارج”.