سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سلمان عمر: أرى في التصوير الفوتوغرافي عالمي الخاص

روناهي/ الدرباسية –

شاب في مُقتبل العمر، اكتشف في نفسه موهبة قَلَّ هواتها، فعمل على تطوير ذاته في هذا المجال، ليستطيع خلال فترة قصيرة، أن يحجز لنفسه مقعداً في قطار المحترفين في هذا المجال، كما يسعى دائماً لتحقيق المزيد من التقدّم.
تمتلك منطقة الشرق الأوسط العديد من المواهب والهوايات، التي يمكن أن تعود بالمنفعة على الشعب إذا ما تمت مساندتها بشكلٍ فعال، بعض هذه المواهب تكشفت وذاع صيتها في المنطقة وبعضها في العالم، إلا أن الجزء الأكبر من هذه المواهب بقيت حبيسة بين جدران منزل صاحبها، أو بأحسن الأحوال، لم يسمع بها إلا القلة القليلة في محيط ذلك الموهوب، ولظاهرة طمس المواهب أسباب عديدة أهمها نقص الفرص التي تساعد على إظهار هذه الموهبة وصقلها.
سلمان عمر، ابن مدينة الدرباسية، ذو العشرين ربيعاً، أحبَّ آلة بالرغم من عدم امتلاكه لها، واستطاع أن يتعرف على أدق تفاصيلها من خلال جلسات سريعة وعابرة. إنها الكاميرا، تلك الآلة التي وصفها عمر بأنها صلة الوصل بينه وبين العالم الخارجي، وذلك من خلال تفاعل ذو وجهين، فمن ناحية، يستطيع أن يظهر جمال المحيط من خلال تلك العدسة الصغيرة، ومن جهة أخرى، يعكس ما في كينونته من إبداعات أثناء تعامله مع الصور الملتقطة.
الخطوات الأولى
 في حديثٍ له مع صحيفتنا، بيَّن سلمان عمر كيفية خطوه للخطوات الأولى في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث يقول: “بعد أن أتممت الدراسة الإعدادية بدأت بإيلاء التصوير أهمية دون أن أشعر، فكنت ألتقط الصور من خلال هاتفي النقال، لم أكن أكترث في بداية الأمر إلى دقة الصورة التي ألتقطها وذلك لأنني لم أكن مُلِماً بأساسيات التصوير، ولكن بعد فترة أصبحت أدقق في الصورة التي تصادفني أينما كانت، وبدأت أقارن بينها وبين الصور التي ألتقطها، وأصبحت أحرص على أن تكون اللقطات التي أصورها جميلة وتحمل طابعاً مهنياً، ومع مرور الوقت أبديتُ اهتماماً كبيراً بالتصوير الفوتوغرافي، وقد لاحظت بأنني أحرز تقدّماً ملحوظاً في هذا المجال، حتى أن الأشخاص المحيطين بي باتوا يلحظون هذا التقدم، فبتُّ أُدعى لتصوير جلسات تصويرية في مناسبات خاصة”.

 وأضاف: “حتى الآن لا أمتلك كاميرا خاصة بي، لذلك أستعيرها من أصدقائي المُقربين أثناء جلسات التصوير التي تُطلب مني، كما أن عدم امتلاكي لكاميرا خاصة بي دفعني للاعتذار عن الكثير من جلسات التصوير الخاصة التي طُلبت مني، من جهة أخرى فإنني عملت على إتقان تفاصيل الكاميرا، وكيفية التعامل معها من خلال فيديوهات تعليمية على شبكة الإنترنت، وكنت أقوم بترجمة ما أتعلمه من هذه الفيديوهات على تصويري بعدسة الهاتف النقّال”.
قفزة نوعيّة لموهبته
سلمان عمر تابع حديثه بالقول: “موهبتي في مجال التصوير خوّلتني لإيجاد فرصة عمل في المدينة، ففي عام 2020 بدأت بالعمل كمصور فوتوغرافي في إذاعة درباسية أف إم، كما أن عملي في الإذاعة شكّل قفزة نوعية بالنسبة لي في مجال تطوير موهبتي، حيث أن العمل في الإذاعة ساعدني على قضاء مدة أطول مع الكاميرا، ما جعلني أتقرب منها بشكلٍ أفضل، وأتعرف على تفاصيل أدق فيها، لذلك فأنني أتقدم بالشكر الجزيل لإذاعة درباسية أف. إم حيث كان لها الدور الأول في صقل هذه الموهبة، لأنني أحرص على أن تكون الصور التي ألتقطها للإذاعة، صور ذات احترافية عالية لتعود بالمنفعة على هذه المؤسسة الإعلامية التي أعمل في كنفها”.
وتابع حديثه بالقول: “الدورات المهنية التي تلقيتها في إطار عملي كمصور لدى درباسية أف. إم، ساعدتني على الغوص أكثر في مجال التصوير، وقد انعكس ذلك على عملي كمصور لدى جهة إعلامية أولاً، وعلى شخصيتي كهاوي للتصوير ثانياً”.

دعم المواهب ضرورة
سلمان عمر اختتم حديثه بالقول: “مثل هذه الهوايات تحتاج إلى دعم ومساندة قويين لكي تستمر، فإذا لم تشاء الأقدار ولم أنضم إلى درباسية أف إم، لكنت حتى الآن في المراحل الأولى من موهبتي، هذا إذا ما تمكنت من الاستمرار فيها أصلاً، خصوصاً وأنني لا أمتلك حتى الآن كاميرا خاصة بي، لذلك يجب إيلاء المواهب اهتماماً خاصاً وتقديم دعم كاف لهم، ليستطيعوا من خلال موهبتهم لعب دور فعال في مجتمعهم”.