سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سلام حسين: “الحلّ في سوريا يكون عبر مشاركة جميع الأطراف السوريّة”

أكد رئيس فرع الطبقة للتحالف الوطني الديمقراطي السوري سلام حسين أنهم يرفضون أي منطقة آمنة أو تحت أي مسمىً كان؛ تسمح بدخول جيش الاحتلال التركي للمنطقة، أشار إلى أن الطريقة الفضلى لقطع الطريق أمام دولة الاحتلال التركي وتنفيذ مخططاتها تكون من خلال التوافق الوطني، وأكد أن الحل السياسي يجب أن يكون بمشاركة جميع الأطراف السورية.

يستمر الحدث السوري بتصدر عناوين الأخبار في الوسائل الإعلام وبخاصة التهديدات التركية التي تستهدف مناطق شمال وشرق سوريا، تلك المناطق التي نشرت فيها قوات سوريا الديمقراطية الأمن والاستقرار وطردوا مرتزقة داعش منها، وحافظت على التنوع العرقي والديني المعروفة بها المنطقة، حيث عملت عدة دول إقليمية بدفع المتطرفين إلى المنطقة؛ بهدف تغيير التركيبة السكاني في المنطقة وضرب التعايش المشترك. كما أن هناك تقدم ميداني لقوات النظام في إدلب وريف حماة الشمالي على وقع الصفقات التي تجري بين روسيا وتركيا، على حساب الدم السوري وهدفها تحقيق مصالح معينة في المنطقة من خلال خلط أوراق المؤتمرات التي تجري في بعض دول على أساس إيجاد حل للأزمة السورية، وفي الحقيقة هي مؤتمرات مصالح ومزايدات حول سوريا. وفي هذا الإطار؛ أجرت صحيفتا حواراً مع رئيس فرع الطبقة للتحالف الوطني الديمقراطي السوري سلام حسين حول الوضع على الساحة السورية وتقييم التحالف الوطني لتلك الأحداث، وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ جرت في الآونة الأخيرة مفاوضات بين أمريكا ودولة الاحتلال التركي حول إقامة ما تسمى بالمنطقة الآمنة في شمال وشرق سوريا، ما رؤيتكم حول تلك التفاهمات؟

بالنسبة للمنطقة الآمنة التي يتم الحديث عنها مؤخراً كما تعلمون هناك غياب للتفاصيل والشرح حول هذه المنطقة، حيث لم يكن هناك أيضاً توضيح لأبعادها، وقد تستغل بعض القوى الخارجية والإقليمية هذه المسألة لتوسيع نفوذها وتحقيق أجندات معينة في سوريا على حساب السيادة الوطنية السورية. فنحن في التحالف الوطني الديمقراطي السوري؛ نطالب بخروج القوى الأجنبية كافة من سوريا ليكون الحل سورياً وبتوافق بين شعوب المنطقة كافة والأحزاب السياسية والمؤسسات المجتمعية السورية، فإذا كان الحديث عن هذه المنطقة تنفيذاً لمخططات تضر بوحدة سوريا، وتسمح بدخول جيش الاحتلال التركي فحتماً نحن لا نقبل بذلك، وأصلاً المنطقة على أرض الواقع هي آمنة بالفعل بعدما تم هزيمة مرتزقة داعش في المنطقة على يد قوات سوريا الديمقراطية ولسنا بحاجة للدولة التركية كي تدير أمورنا.

ـ تسعى دولة الاحتلال التركي دائماً من خلال سياستها لضرب أمن واستقرار المنطقة وتغيير التركيبة السكانية بشكل يحقق مصالحها، كيف بإمكاننا منعها من تنفيذ مخططاتها في المنطقة؟

أهداف دولة الاحتلال التركي معروفة منذ اليوم الأول للأزمة السورية، فهي ترغب باستعادة أمجادها الاستعمارية، وتحاول احتلال المزيد من الأراضي السورية، مستغلة المتطرفين والمرتزقة لتستخدمهم أداة لضرب استقرار المنطقة، وغياب التوافق الوطني السوري، ويمكن إغلاق الباب أمامها ومنعها من قضم أجزاء جديدة من سوريا، وإجبارها على الخروج من الأراضي التي احتلتها من عفرين إلى جرابلس من خلال توافق الأطراف السياسية السورية في الداخل، على أسس ومبادئ تُنصف الجميع وتقطع الطريق أمام أعداء الوطن.

ـ كان هناك حِراك شعبي واسع ضد التهديدات التركية للشعوب في شمال وشرق سوريا منددة بتلك التهديدات، ما تقييمكم لهذا الحِراك وهل وصلت الرسالة للعالم؟

حتماً سيكون هناك صدى لأيّ حراك شعبي واسع وبخاصة فيما يتعلق برفض الاحتلال التركي والتدخلات الخارجية. ولكن؛ على الجانب الأخر نحن نعلم أن الأطراف والقوى الخارجية لا تولي أهمية كبيرة لإرادة الشعوب. خلال احتلال عفرين خرجت مئات الآلاف من الأهالي الرافضين للاحتلال التركي، ولكن القوى العالمية تجاهلت كل شيء، وهذا لا يعني ألا تواصل شعوب شمال وشرق سوريا الانتفاضة والتعبير عن إرادتها، فإن لم يحركوا شيئاً في الرأي العالمي؛ فإنهم يزرعون الخوف في قلوب العدو؛ لأن الأعداء يخافون من إرادة الشعوب وسيحسبون ألف حساب قبل أن يقوموا بأي عمل احتلالي جديد في المنطقة.

ـ وجّهَ القائد عبد الله أوجلان رسالة من معتقله في إيمرالي يدعو إلى نبذ الحرب والدعوة إلى إحلال السلام، هل هذه الرسالة هي خارطة طريق لحل الأزمة في سوريا؛ كيف تفسرون ذلك؟

بغض النظر عن الأطراف التي تدعو إلى السلام ونبذ الحرب، فأننا نحترم كل الجهات والأطراف والأشخاص الداعين إلى الحلول السلمية والسياسية للأزمة السورية؛ لأن السلاح أثبت عدم جدواه في الحل. ورسالة أوجلان تحمل في فحواها الكثير إن تم تطبيق كلامه على أرض الواقع.

ـ في إدلب هناك عمليات عسكرية وتقدم ميداني لقوات النظام على حساب المرتزقة؛ ما قراءتكم للمشهد هناك؟

بالنسبة لمنطقة إدلب فقد تتواجد هناك قوى إرهابية مثل جبهة النصرة والحزب التركستاني والقاعدة، حتى أن هناك مرتزقة داعش تحت مسميات أخرى. ولذلك؛ لا بد من القضاء على تلك الجماعات المتطرفة حتى يتم الانتقال إلى الحلول السياسية. ولكن؛ في التوقيت نفسه يجب أخذ سلامة الأهالي والمدنيين بالحسبان، فهذه الفصائل الإرهابية تقوم وبدعم من دولة الاحتلال التركي باتخاذ المدنيين والأهالي دروع بشرية، ويقومون بالتضحية بهم. لذلك؛ يجب الحفاظ على أرواح المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ.

ـ حصل لقاء بين بوتين وأردغان في موسكو، هل من صفقات جديدة تُلوح بالأفق؟

بالنسبة للقاء أردوغان مع الرئيس الروسي بوتين ففي الأغلب ما تم الاتفاق عليه لا يظهر للعلن، إلا بعد فترة معينة، وفي الحقيقة لا يمكن التكهن بطبيعة الصفقات التي تعد بين الطرفين وبخاصة أن أردوغان قد أظهر أن كل شيء لديه قابل للبيع، ولا أستبعد أن يكون قد وعد بوتين بمساعدته في السيطرة على منطقة إدلب مقابل إطلاق يده في منطقة شرق سوريا. والحقيقة أردوغان ليس برجل سياسة، بل سمسار للحروب وللقتل في المنطقة.

ـ لا تزال الدولة التركية تحتل عفرين ومدن عدة في شمال سوريا، ما الخيار الأفضل لإنهاء الاحتلال التركي للمدن السورية بنظرة التحالف الوطني الديمقراطي السوري؟

في هذه المسألة دائماً نؤكد على ضرورة توافق الأطراف الداخلية الموجودة في الداخل السوري، على أسس ومبادئ تحافظ على وحدة البلاد وتوحيد القوى الوطنية لإخراج الاحتلال التركي من سوريا، والعمل على خروج القوى الأجنبية كافة من سوريا ليكون الحل سورياً.

ـ تتم المناقشة على تشكيل لجنة لصياغة دستور لسوريا دون أن يكون هناك ممثلين في هذه اللجنة لشمال وشرق سوريا، هل هذه اللجنة شرعية وتمثل إرادة الشعب السوري؟

لا يمكن لأي جهد أو عملية سياسية أن تنجح في ظل غياب الأطراف الفاعلة على الأرض، فلابد أن يكون لدمشق وجود، وأيضاً لا بد أن يكون لممثلي مجلس سوريا الديمقراطية وجود، فهذين الطرفين هما الطرفان الأساسيان في أي حلّ مستقبلي، وغياب أي أحد يعني فشل العملية السياسية، وهذا ما سيحدث في اللجنة الدستورية في حال غياب القوى السياسية الفاعلة.

ـ المؤتمرات مستمرة “جنيف، آستانا، وسوتشي” دون أن تكون هناك حلول ملموسة على أرض الواقع؛ ما البديل لتلك المؤتمرات وفق وجهة نظركم؟

دائماً نؤكد ونقول أن الحلول التي تأتي من الخارج لن تنفع كنا نقولها سابقاً ونعيدها للمرة الألف “إذا كسرنا البيضة من الخارج نقتل الحياة فيها، أما أذا كسرناها من الداخل؛ فإننا نمنحها الحياة”، ومن هذا المنطلق نحن مؤمنون بالحوار السوري – السوري؛ للوصول إلى توافقات سياسية ودستورية تحفظ حقوق الجميع ضمن سوريا تعددية وديمقراطية.