سكان في السويداء: أسطوانات الغاز المنزل معبأة بماء

تفاجأ أكرم النشار بأن أسطوانة الغاز التي حصل عليها من معتمدي الغاز في مدينة السويداء، مملوءة بالماء، وذلك حين قام بتشغيل فرن الغاز في منزله لتخرج النار على شكل لهب أصفر طولاني.

وهذه لم تكن المرة الأولى، فمنذ شهرين حدث الأمر ذاته مع أكرم النشار (٤٣ عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان حي المساكن بالمدينة، حيث قام بتبديل أسطوانة الغاز من مديرية المحروقات في السويداء بعد صعوبة بالغة ليجد أنها مليئة بالماء.

وتسبب هذا الأمر الذي تكرر ولأكثر من مرة بخسائر مادية كبيرة، لـ”النشار”.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الرجل، بل إن سكان الحي بأكمله عانوا من نفس المشكلة، لدرجة أن الأمر بات يشكل حالة عامة، تشتكي منها الكثير من العائلات.

وأشار “النشار” إلى أن “الأمر يكمن في الفساد الموجود في مديرية محروقات السويداء وداخل قسم تعبئة الغاز بالتحديد”. ولعدة مرات، قدم سكان الحي، عدة شكاوى إلى مجلس محافظة السويداء، ولكن دون أن تجد “آذاناً صاغية”.

مطالب وشكاوي

يقول سميح رجب (٤٠ عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة شهبا لنورث برس، إن “ظاهرة ملء أسطوانات الغاز بالماء لم يعد يحتملها السكان”.

والشهر الماضي تجاوز سكان مدينة شهبا محافظ السويداء ومديرية المحروقات، وقاموا برفع عريضة إلى المسؤولين الحكوميين في دمشق.

المواطن ضحية

وتضمنت العريضة مطالبات بمحاسبة مسؤولي مديرية فرع شركة المحروقات بالسويداء، علهم يجدون حلاً لأزمتهم المتفاقمة. ولكن دون أي إجابة أو حلول ملموسة على أرض الواقع، بحسب “رجب”.

وأضاف: “المشكلة الأساسية تكمن في عملية التعبئة لأسطوانات الغاز داخل خطوط قسم التعبئة في مديرية المحروقات بالسويداء”.

وأشار إلى احتمال وجود “سرقة للغاز وبيعه في السوق السوداء لأصحاب المطاعم الكبيرة التي تستهلك عدداً كبيراً من تلك الأسطوانات ويتقاضون عليها مبالغ كبيرة”.

وأعرب عن اعتقاده بوجود موظفين “فاسدين” في مديرية المحروقات، “يعملون منذ مدة طويلة على الإثراء غير المشروع عبر تهريب أسطوانات الغاز إلى السوق السوداء”.

وفي منتصف نيسان الماضي طالبت وفود سكانية من مدينة شهبا مسؤولين في مديرية المحروقات بتقديم تفسير لامتلاء أسطوانات الغاز بالماء.

وجاء الرد من قبل المديرية، بأن “خطوط التعبئة في قسم الغاز بالمديرية تحتاج إلى صيانة، وأن هناك خلطاً بين الماء والغاز أثناء التعبئة عبر أنابيب الضخ”.

وقدمت المديرية وعوداً بالإصلاح في المستقبل: “وهذا ما لم يحصل. والدليل هو استمرار اكتشاف وجود ماء في الأسطوانات إلى الآن”. بحسب “رجب”.

وأعاد عبد الله لحام (٣٩ عاماً) وهو اسم مستعار لمهندس حكومي يعمل في مديرية المحروقات بالسويداء، سبب المشكلة إلى “تسرب كميات من الماء المبرد لعملية التعبئة النهائية نتيجة خلل فني يحتاج إلى إصلاح”.

وأشار إلى أن تلك المشكلة “عمرها ستة أشهر”، وقد رفعت عدة طلبات إلى دمشق من أجل إصلاح تلك الخطوط، “دون أي استجابة”، ولكن سكاناً أشاروا إلى أن معاناتهم هذه منذ أكثر من عام.

وفي كلام مناقض، نفى أن تكون تلك الحالة معممة على جميع الأسطوانات، وقال إنها “حالات استثنائية”، رغم أنه أشار في بداية كلامه إلى أن العطل موجود داخل خطوط الإنتاج.