سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سكان شمال وشرق سوريا سيردون على تهديدات أردوغان في شهر آب المقبل

 هيفيدار خالد _

صعّدت الدولة التركية من لهجتها مرّةً أخرى وأطلقت تهديداتٍ جديدةً لاستهداف مناطق شمال وشرق سوريا وشن هجومٍ جديدٍ ضدها.
تهديدات أردوغان جاءت هذه المرة عقب تكثيف شعوب شمال وشرق سوريا تحضيراتها لإجراء انتخابات البلديات المقررة في منتصف شهر آب القادم، وتصعيد حملاتها وفعالياتها الدعائية من أجل تنظيمها.
تكاتف شعوب شمال وشرق سوريا وخوضها المسار الديمقراطي لإدارة منطقتهم، على ما يبدو لم يرق للنظام التركي والمتواطئين معه؛ لذا هدد وقال إن تلك الانتخابات لن تجري في الوقت الحالي، مردداً ديباجته المعهودة في كل مناسبة أنها تشكل خطراً على أمن سوريا وسلامتها وحدود تركيا وأمنها القومي، ولكن ما الخطر الذي تشكله تلك الانتخابات على تركيا أو غيرها إن كانت شأناً داخلياً وحقاً تكفله القوانين والمواثيق والأعراف الدولية كافة؟  أردوغان الذي بات يخشى من نضال الشعوب في المنطقة أصبح في وضع حرج للغاية. وهو ما يفسر محاولاته لضرب المشروع الديمقراطي التشاركي في المنطقة، والنيل من إرادة سكانها وآمالهم في مجتمع ديمقراطي تعددي تسوده الحرية والعدالة. وكذلك إقدامه على استهداف المدنيين في منطقة تل حمس وقامشلو مؤخراً والذي أسفر عن استشهاد مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية التي طالما قدمت وما زالت في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وحماية شعبها من كافة الهجمات الإرهابية.
الإدارة الذاتية، كما عهدناها قويةً ثابتةً حازمةً، لم تلقِ بالاً لتهديدات أردوغان ومسؤوليه، بل أكدت على تصعيد نضالها أكثر في جميع مجالات الحياة وأنها ستواصل مسيرة البناء والتطوير في الميادين الحياتية كافة، والقيام بكل ما من شأنه خدمة الانتخابات التي يعوّل عليها سكان شمال وشرق سوريا في اختيار الشخص الذي سيمثلهم ويقدّم لهم يد العون للوقوف صفاً واحداً أمام محاولات سلب إرادتهم وتهميشهم.
نعم لا يحق اليوم لأحد أن يهاجم الشعب الذي يريد تنظيم صفوفه وإدارة نفسه بنفسه، لا يحق لأحد أن يهدد الإرادة الحرة التي تتحلى بها شعوب شمال وشرق سوريا والتي كانت ثمرة دماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليحيا وطنهم عزيزاً شامخاً. وها هم اليوم سكان هذه المنطقة باتوا على دراية تامة أن سر بقائهم يمر من تصعيد مقاومتهم وتنظيم ذاتهم وترسيخ نظامهم الذاتي بعيداً عن التدخلات الخارجية.
كلنا أمل بأن سكان المنطقة سيردون على تهديدات أردوغان في شهر آب القادم، عبر صناديق الاقتراع التي سيتوجهون إليها ويدلون بأصواتهم لتكون رسالة واضحة ورداً قاطعاً على سياسته التعسفية بحقهم وانتهاكاته المتواصلة ضدهم. وليكتبوا تاريخهم بأيديهم مرةً أخرى، وليثبتوا أنما الحياة الحرة تمر عبر التصويت لأنفسهم، ومن أجل مستقبلٍ مشرق وغدٍ أفضل يتوجب على سكان المنطقة التوجّه إلى صناديق الاقتراع بكل عزم وإصرار والمشاركة في هذه الانتخابات والمعركة التي سنكون من خلالها أو لا نكون.