سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سعي المحتل التركي لضم قرى وقمم استراتيجية مرتفعة في عفرين لتركيا

أقام المحتل التركي مؤخراً، جداراً جديداً داخل الأراضي السورية في منطقة عفرين المحتلة، شمال غرب البلاد، على بعد يصل إلى 600 متر من الجدار الحدودي القديم، ما ينذر بحسب مراقبين من محاولة المحتل رسم حدود جديدة في هذه المنطقة مع مخاوف من ضم قرى وقمم استراتيجية مرتفعة في عفرين لتركيا.
يسعى المحتل التركي منذ سيطرته مع المرتزقة ممون يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري التابعين لها على عفرين في الـ 18 من شهر آذار 2018، إلى إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة عبر استمرار الانتهاكات بحق سكان المنطقة، واستقدام نازحين سوريين إلى عفرين كما لا يزال هناك /2,200/ شخص في سجون تتبع للمرتزقة التابعة لتركيا في ريف حلب الشمالي، مصير أغلبهم مجهول، بحسب تقارير حقوقية.
ويشير سياسيون من المنطقة إلى مخاوف من تكرار سيناريو لواء إسكندرون الذي ضمته تركيا لأراضيها في العام 1939 بعد أن كان جزءاً من الأراضي السورية وفق اتفاقيات سابقة، بالنظر للقوة العسكرية الكبيرة التي وضعها المحتل في عفرين، ومشاريع التغيير الديمغرافي التي تنفذها هناك.
عمق الجدار يتراوح بين  50 و 600 متر داخل الأراضي السورية
وبدأ المحتل بإقامة الجدار الجديد منذ الـ 17 من شهر آذار الفائت، على عمق يتراوح بين  50 و 600 متر داخل الأراضي السورية، حيث يبعد الجدار المشيد حديثاً عن القديم بمسافات متفاوتة من منطقة إلى أخرى، ونقلت مصادر محلية من المنطقة لـ “نورث برس” أن الجدار أقيم على كامل امتداد منطقة عفرين.
وقال مصدر خاص مقرب من المرتزقة في عفرين، طلب عدم كشف هويته، إن تركيا تفعل ذلك لإبعاد الحدود عن المخافر القريبة منه على جانبها لتفادي استهدافها براً.
وقال المصدر، الذي لم يتأكد إذا ما إن كان الجدار الجديد قد يضم قرى إلى تركيا أم لا، “قبل يوم كنت بالقرب من الحدود، ولم أرَ أي قرية خلف الجدار في المنطقة التي تجولت فيها، لكن لا أعلم إن كان قد ضم قرى في مناطق أخرى”.
“المحتل قطع المئات من أشجار الزيتون”
وقالت في السياق ذاته أمينة مصطو، وهي صحفية من مهجري عفرين منذ سيطرة المحتل التركي  على المنطقة، “على ما يبدو هناك خطة رسم حدود جديدة في عفرين، تركيا تعتبر هذه المنطقة، (حرم حدودي)، وتعتبر من حقها السيطرة عليها وضمها لتركيا، فهي قد قررت من قبل أنه لا يحق لأحد من السكان بناء منازل وزراعة أشجار هناك”.
وأضافت أن المحتل قطع المئات من أشجار الزيتون لوضع هذه الحدود الجديدة، وقالت: “تم قطع قرابة /500/ شجرة زيتون ما بين قريتي كوردا وشنكيلة”، اللتان تقعان في ناحية بلبل بريف عفرين الشمالي.
وأشارت أمينة إلى أن هناك مخاوف جدية من ضم قرى، وخصوصاً في ناحية جنديرس حيث توجد قرى ملتصقة بالحدود مثل قرية حمام، “كما أن قمة جبل غر الاستراتيجي في عفرين لا تبعد عن الحدود كثيراً”.
كما نقلت الصحفية أمينة مصطو عن مصادر محلية (لم تسمها) قولها: “الجدار قسم مقبرة الشيخ حمزة ما بين قريتي زعرة وعلي كارو إلى نصفين، في حين بقيت المئات من أشجار الزيتون خلف الجدار الجديد”.