سروش حلبجهي: “على المرأة إنماء ثقافتها عبر التقنيات الحديثة”

روناهي/ الطبقة ـ تتعدد اهتمامات المرأة في الحياة الاجتماعية لتنشط عبر وسائل الحاسوب ووسائل الاتصال للتعرّف أكثر على ثقافة محيطها والعالم، ولتكتب عن نفسها النجاحات الباهرة والحالات الطارئة ومآسيها.

تبرز قضايا المرأة ولاسيما في الأمور التي تخص حياتها الاجتماعية والثقافية وعملها في المحيط الذي تعيش فيه، لكنها اليوم تجاوزت ذلك إلى العالم الافتراضي بتقنيات التواصل واستغلت خبراتها في هذا المجال لخدمة قضاياها والدفاع عن حقوقها.

وتستثمر المرأة تلك التقنيات في زيادة المعرفة ونقل الحالات الطارئة والثقافات بأنواعها عبر وسائل التواصل والاطلاع على ما يدور في العالم من أحداث سريعة تهم النساء والإنسان عموماً.

أولويات تُساعد في تثقيف المرأة

وللاطلاع على اهتمامات المرأة في مجال التقنيات والفوائد التي تجنيها من الالتحاق بركب التطور والجري وراء وسائل التواصل والتعلم على استخدامها خدمةً لدعم قضاياها، أجرت صحيفة روناهي لقاءً مع الصحفية والمحامية والكاتبة العراقية سروش حلبجهي، التي أكدت بأن هناك أولويات تهم المرأة؛ وأهمها التعلم على تقنيات الحاسوب وكيفية استخدام وسائل التواصل الحديثة وخصوصاً في بعض المناطق، وتابعت قائلةً: “على المرأة أن تتعرف على جوانب استخدام التقنيات الحديثة، فهناك 3جوانب لاستخدامها، منها الجانب الصحي والجانب غير الصحي والضروريات، حيث أنه في الجانب الصحي: تستخدم المرأة البسيطة في المنزل التقنيات من تلفاز ووسائل اتصال لترى العالم، لكن المرأة اليوم بدأت تبحث عن استخدام التقنيات الجديدة للتعرف على أمور أكثر جدوى وتخصصاً كتاريخ المرأة في المحيط والعالم، وكما تبدأ المرأة الحضارية بالمعرفة من أين بدأت؟ وكيف بدأت؟ وما هي الأولويات التي يجب أن تبدأ منها؟ للتعرف على كل ما يهمها، وأن تعرف كل شيء عن خصائص الحياة وعموم القضايا، هذا ما جعلها تتصل مع أقربائها في المدن الأخرى والدول البعيدة لمعرفة الأحداث التي تجري في العالم من ساعات الصباح إلى الأطعمة إلى الثقافات المتنوعة، بالإضافة للحروب والاستفسار عن ذلك من أقربائها وأصدقائها أو أصحاب الشأن، مثلاً التعرف على تاريخ  تونس والمغرب وفلسطين وأروبا، والمجالات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية في كل منطقة”.

الجانب الغير صحي والأضرار!

وتحدثت سروش عن أضرار التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في الدول الشرق أوسطية وخاصةً بين المراهقين واستخدامها بطرق سلبية، كطرق الصداقات أو طرق إشباع الغريزة الجنسية، وفي الأمور الغير لائقة في حق الآخرين من سب وشتم بدون مبرر أو معرفةً بالشخص المُساء له، ويمكن تلفيق الأخبار الكاذبة والبعيدة عن الواقع، وأكدت سروش بأنه من الضروري على الحكومات أن تسيطر على مثل هذه الأفعال؛ بالتوجيه تارةً، وبالقانون أخرى عبر وسائل التواصل، والتحذير لمدى خطورة نشر بعض الأقوال دون معرفة مسبقة بصاحب العلاقة، وعلى القانون أن يحد ويرشد ويعاقب الأشخاص الذين يستخدمون التقنية في مجالات غير قانونية، وعلى الإنسان استخدام القانون لضبط بعض السلبيات والإساءات التي تشوه صور الآخرين حسب قولها.

معرفة العالم الخارجي بتقنيات بسيطة

وأشارت سروش إلى الجانب الضروري للتقنيات مبينةً بأن المرأة تستطيع أن تستخدم الجهاز التقني لكتابة الأحداث الشخصية والفردية التي تخص المرأة وثقافتها، وتسجل العديد من النجاحات والإخفاقات والمآسي والحالات الطارئة وتنشرها عبر النت للعالم.

وأضافت بالقول: “لكن في بعض الجوانب نرى الفتاة التي ليس لديها من تتحدث معه، يمكن أن تستخدم هذه التقنيات كصديق للتواصل مع أي شخص، وبإمكانها أن تبني الثقافات والتعليمات عما يخص المرأة وحياتها، وكذلك يمكن أن تبحث في أمور اختصاصها كالشؤون الدستورية في بلدها وغير ذلك، وأن تبحث في دستور العالم حتى تتعرف على هذه الأشياء، كما قد لا تستطيع المرأة في بعض المناطق أن تستخدم هذه التقنيات بسبب العقلية الذكورية أو العائلة أو الأهل أو البيئة التي تعيش فيها ولكن بإمكانها تغيير هذه الذهنية والإصرار على استخدام ما يزيدها معرفة”.

وسائل التواصل تتناقل ثقافات المرأة

ونوهت سروش بأن هناك بعض الشخصيات لها ضروريات تعاني من العديد من المآسي في المنطقة التي تعيش فيها، لذا يمكن أن تنقل المرأة الأخبار الخاصة لديها إلى العالم كالمرأة في العراق – الرمادي يمكنها أن تتحدث عن والتقاليد في منطقتها، ويمكن أن تكتب كوارث الذبح والقتل أو الأفعال الشائنة ضد حقوق المرأة التي يكرسها ذوو الذهنية الذكورية ضد المرأة بسبب تلك العادات والتقاليد البالية.

نجاح المرأة في اكتساب الثقافات

وتابعت سروش بأن المرأة في أغلب الأحيان نجحت في استخدام هذه الوسائل لدعم قضاياها وخاصةً جيل المثقفات والمتعلمات، ومنها الاطلاع على المواقع الجغرافية والمواقع الحقوقية والإخبارية، والتعرف على قانون العالم وحقوق المرأة والنظر إلى تطور العالم المتقدم، والاستفادة من رؤيتهم لمجتمعهم ونشر أفكار المرأة لدعم قضاياها.

وبينت بأن استخدامها الصحيح لهذه التقنية ودراستها لقضاياها ونشرها عبر الإنترنت وعبر المواقع الإلكترونية شكل لها ميزة جديدة ومكان مهم للاستفادة من تجربة العالم المتقدم، إذ تدرس المرأة وتتعلم من الأخرين والمهم هنا هي معرفة كيفية استخدام هذه التقنيات، وفي أية مجال، أي لا يكون من أجل فراغ الوقت أو لضياعه، بل لاستغلاله للمعرفة واكتساب المعلومات، فمثلاً هناك مواقع في الإنترنت تتحدث عن حياة كليو باترا عبر التاريخ والمرأة تاريخياً، إذا قرأت المرأة بعض المعلومات عن حياة عادلة المرأة العراقية، وحياة روشن التي تعيش في المنطقة الجنوبية، وحياة كونداليزا رايز المرأة الأجنبية، بذلك تتعرف على هذه الشخصيات وتمتلك ثقافة جديدة وأسلوب حياة مختلف، وعلى المرأة أن تتخلص من جهلها الثقافي وأن تحارب لامتلاك هذه التقنية بشكلٍ إيجابي.

ترسيخ الدفاع عن المرأة

ووجهت سروش رسالة إلى المرأة في كل مكان بأنه عليها نصرة قضاياها عبر وسائل التواصل، وقالت: “أطلب من كل امرأة ليس لديها كتب أو وسائل للقراءة أن ترى كيف ولماذا تُظلم  المرأة؟ وعليها أن تقف معها، وعليها أن تسأل نفسها هل جربت الظلم الذي وقع على غيرها يوماً ما؟ ورغم وجود العوائق التي تحيط بها من عادات وتقاليد عليها أن تستخدم التقنيات التكنولوجية وترسيخها للدفاع عن المرأة بأي طريقة، وأتمنى أن يكون استخدام المرأة لوسائل الاتصال والتواصل فيما يخص قضاياها وقوانين الدول التي تعيش فيها، وتبحث عن المواضيع المفيدة لها”.

واختتمت سروش كلامها بتوجيه رسالة للمرأة في شمال وشرق سوريا قائلةً: “أحلم أن أرى المرأة قد وصلت إلى مكان متقدم تضع فيه بصمتها لتدعم حقوقها، وتدفع الظلم عن نفسها بكافة الوسائل والأساليب، لكن المهم في ذلك ألا يظلم الإنسان وخصوصاً المرأة، وأن تستغل إرادتها

الذاتية للوصول لغايتها”.