سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سراديب الموتى.. تاريخ مُرعب تحت الأرض في باريس

تعتبر سراديب باريس، المعروفة أيضًا باسم Catacombes de Paris، وجهة سياحية فريدة من نوعها تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث تقع هذه الشبكة المترامية الأطراف من الأنفاق تحت الأرض على عمق 20 مترًا تحت سطح مدينة باريس، وتضم رفات ما يقرب من ستة ملايين شخص.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة سراديب الموتى في باريس وتاريخ هذا المكان الغريب، والذي تحول إلى وجهة سياحية شهيرة يتردد عليها هواة الإثارة والمغامرة.
في أواخر القرن الثامن عشر، واجهت مدينة باريس أزمة صحية كبيرة بسبب نقص أماكن الدفن، كانت مقابر المدينة مكتظة، مما أدى إلى انتشار الأمراض. ولحل هذه المشكلة، قررت السلطات نقل رفات الموتى من المقابر إلى شبكة من الأنفاق القديمة التي كانت تستخدم كمناجم الحجر الجيري خلال العصر الروماني، والمعروفة باسم Tombe-Issoire.
في عام 1785، بدأت عمليات إخلاء القبور الموجودة في باريس، وتم نقل العظام إلى الأنفاق، وفي 7 نيسان 1786، تم البدء في نقل تلك الرفات إلى موقعها الجديد الموجود تحت الأرض، والذي منح اسم “مخزن عظام الموتى التابع لبلدية باريس”، وبعد فترة وجيزة، عرف المكان باسم “سراديب الموتى”، في إشارة إلى شكل مواقع الدفن تحت الأرض ذات الممرات التي بناها الرومان القدماء.
يبلغ طول مسار الجولة في سراديب باريس 1.5 كيلومتر، ويمر عبر مجموعة متنوعة من الغرف والممرات المزينة بعظام الموتى. على طول الطريق، سترى جدرانًا مكسوة بعظام مرتبة بدقة في أنماط معقدة، بالإضافة إلى لوحات تذكارية وشواهد القبور.
تم دفن الموتى على عمق كبير تحت الأرض، حيث يصل عمق الأنفاق إلى ارتفاع مبنى مكون من خمسة طوابق تقريبًا. لذلك، يتعين عليك المشي 131 درجة نزولاً إلى الأنفاق وتسلق 112 درجة للخروج.
عند المدخل، سترى تحذير مفاده: “توقف! هذه إمبراطورية الموتى”. وبخلاف بقايا الموتى، ستلاحظ على الجدران أعمالاً فنية ومنحوتات رائعة تم إنشاؤها تحت الأرض على مر السنين. أحد الفنانين الذين ساهموا بمنحوتات رائعة كان فرانسوا ديكيور، والذي قام بنحت تصميمات معقدة لمبان ومشاهد على جدران الحجر الجيري.
كذلك، ستلاحظ العديد من المنحوتات والفسيفساء الأخرى الموجودة في الأنفاق، والتي صنعها طلاب النحت الذين استخدموا الصخور الناعمة لممارسة حرفتهم.
من غير المسموح الوصول إلى أجزاء معينة من سراديب الموتى بخلاف الموقع المفتوح للزوار منذ عام 1809، حيث تمتد السراديب على مسافة تزيد عن 150 ميلاً أسفل باريس، بينما لا يمكن للزوار الوصول إلا إلى حوالي ميل واحد من الأنفاق، وعادةً من خلال الجولات المصحوبة بمرشدين في سراديب الموتى في باريس.
يقع مدخل سراديب الموتى في باريس في 1 شارع دو كولونيل هنري رول تانجوي، المعروف بـ”ساحة دينفر روشيرو”، بالقرب من مونبارناس.
وللوصول إلى هنا، يمكنك ركوب المترو إلى محطة Denfert-Rochereau، ثم يمكنك الوصول إلى المدخل بالسير على الأقدام لمسافة قصيرة، حيث تقع السراديب تحت الأرض.
الموقع مفتوح من الثلاثاء إلى الأحد من الساعة 9:45 صباحًا حتى 8:30 مساءً. وتغلق شبابيك التذاكر الساعة 7:30 مساءً. ويقتصر عدد الزوار على 200 شخص فقط. ولتجنب الوقوف في طابور طويل، قم بشراء تذكرة دخول محددة بوقت من الموقع الإلكتروني مقدمًا، أو قم بالوصول مباشرة في وقت الافتتاح أو بعد الساعة 6 مساء.
يتوفر في المكان دليل صوتي للإيجار لمساعدتك أثناء جولتك بمفردك، وللحصول على المزيد من المعلومات، يمكنك الانضمام إلى جولة خاصةً في سراديب الموتى مع مرشد متخصص، لمساعدتك في الوصول إلى كل المناطق.
ستحتاج إلى المشي لمسافة 1.5 كيلومتر على طول مسار الجولة، لذا تأكد من ارتداء ملابس وأحذية مريحة. كذلك، تذكر أن سراديب باريس هي مقبرة، لذا كن محترمًا للبقايا البشرية الموجودة هناك، ولا تلمس أي عظام أو أشياء أخرى موجودة في سراديب باريس.