سجن آمد .. بداية انبثاق الحياة الحرة بنيران أجساد المناضلين

أشعلت نيران نوروز قبل 40 عاماً في سجن آمد، ضد الظلم والعبودية والخيانة والاستسلام، وذلك بقيادة المناضل الشجاع مظلوم دوغان، وصلت مقاومة السجون ضد سياسة الاستسلام والخيانة، إلى أعلى مستوياتها في 14 يوليو/ تموز 1982.

كيف جرت “محاكمة السلطة” في 14 يوليو/ تموز؟

وقع انقلاب عسكري بقيادة الجنرال الفاشي التركي كينان إيفرين في تركيا وشمال كردستان “باكور كردستان” في 12 سبتمبر 1980، بهدف تدمير وهزيمة الحركات الثورية، حوّل هذا الانقلاب البلاد إلى سجن كبير، حيث تحولت جميع المراكز ومؤسسات الدولة إلى سجون، مع هذا الانقلاب، بدأت عمليات الاعتقال والاختطاف ضد المناضلين من أجل الحرية والنشطاء الديمقراطيين، ومعظمهم كانوا من الكرد، ونُفذت هذه الموجة من الاعتقالات بشكلٍ خاص ضد مؤيدي حزب العمال الكردستاني والمتعاطفين معه وكوادره القيادية.

كانت السلطات الفاشية تعلم أنها ستنتصر بإسكات الشارع والتجمعات وقتل واعتقال قيادات الثورة، وهذه المرة بدأت في تعذيبهم وقمعهم حتى في السجون. كان أحد مراكز التعذيب التي فُرِض فيها الاستسلام والخيانة هو سجن آمد، حيث تم احتجاز معظم كوادر وقادة حزب العمال الكردستاني هناك.

في مارس 1981، بدأ عدد كبير من كوادر وقادة حزب العمال الكردستاني إضرابًا عن الطعام ضد نظام الشدة والتعذيب هذا في السجن. في اليوم 43 من الإضراب، ونظراً لمقاومة السجناء، كان على مديري السجن التراجع، حيث التقت إدارة السجن بأحد كوادر حزب العمال الكردستاني، كمال بير، والذي كان ممثلاً عن الحملة، وقالوا له في حال توقفوا عن الإضراب، سيتم قبول مطالبهم وتنفيذها، وعلى هذا الأساس أنهوا الإضراب عن الطعام.

لم تفِ إدارة السجن بوعودها وزادت من مستوى التعذيب والحرب النفسية الخاصة على المعتقلين، حيث استشهد العديد من كوادر حزب العمال الكردستاني تحت التعذيب، تحدّث آنذاك مظلوم دوغان عن مستوى التعذيب ونظام الحرب النفسية على المعتقلين في سجن آمد، وقال: ”لماذا لا يمكن لأحد أن يكون نوراً ضد هذا الظلام؟ سأكون ضوءاً ضد الظلام “. في 21 مارس 1982، عشية نوروز، قام بعمل فدائي وضحّى بنفسه وأضاء ثلاثة أعواد نار واستشهد تحت شعار “المقاومة هي الحياة، الاستسلام هو الموت”.

تضحية مظلوم دوغان كان لها تأثير كبير على السجن، حيث انتشرت المقاومة إلى جميع أجزاء السجن الأخرى، وفي سبيل مواصلة هذه العملية الفدائية، عقد “فرحات قرطاي، أشرف أنيك ، محمود زنكين ونجمي أونر” ليلة 18 مايو 1982 تحت شعار “المقاومة هي الحياة، والاستسلام هو الموت”، حيث أضرموا النار بأجسادهم وضحوا بأنفسهم، سميّت هذه العملية بـ “العملية الرابعة” في تاريخ حزب العمال الكردستاني.

هذه العمليات القوية والفعالة للكوادر القيادية في حزب العمال الكردستاني جعلت مستوى العمليات يتوسع ويصبح أقوى، كان الجميع ينتظر كيف ومتى سيتم إطلاق العملية، عندما تم تحديد موعد 14 يوليو 1982، كانت هناك فرصة للإعلان عن العملية وتعزيز مستوى المقاومة في جلسة المحكمة.

من بين قادة حركة الحرية الكردية، محمد خيري درمش وكمال بير وعاكف يلماز وعلي جيجيك، قرروا تنفيذ حملة “صيام الموت”، توفي كمال بير في اليوم الخامس والخمسين، ومحمد خيري درموش في اليوم الثامن والخمسين، وعاكف يلماز في اليوم السادس والستين، وعلي جيجيك في اليوم السابع والستين من حملة “صيام الموت”.

“الوجه الجديد للفاشية على أساس انقلاب 12 سبتمبر”

منذ ذلك اليوم وحتى اليوم لم يطرأ أي تغيير على سياسة الاحتلال التركي من القمع والظلم، فهي قائمة على انقلاب 12 سبتمبر، تستمر الفاشية اليوم مع الوجه الجديد لأردوغان وبهجلي وأولئك الذين يمثلون فاشية كنان إيفرين، الآن الدولة التركية الفاشية تهاجم الشعب الكردي على أساس انقلاب 12 سبتمبر، في هذه المرحلة الصعبة والحرب، يقوم مقاتلو الحرية في زاب وآفاشين ومتينا بإحياء المقاومة وروح 14 يوليو/ تموز.

تحدثت إحدى قيادات المقاومة في سجن آمد ومؤسسة حركة المرأة الكردية الحرة، ساكينة جانسز، الاسم الحركي سارة، عن عملية المقاومة ضد التعذيب ونظام السجون القاسي والقمعي وقالت: ”لم تكن مقاومة 14 تموز مرحلة يمكن القول إنها جاءت ومضت، كان لهذه المقاومة أثر كبير في تاريخ الشعب الكردي. مقاومة 14 تموز أخذت على عاتقها واجبها ومسؤوليتها في وجه الزمن. اختاروا الثورة ضد الاستسلام والخيانة والعبودية، وأعطوا درساً تاريخياً لغزاة ومحتلي كردستان.”

“المقاومة حياة” أصبحت أساس فلسفة الحياة

لقد كسرت مقاومة 14 تموز سلسلة العبودية، ورسخت خط السياسة الديمقراطية اليوم، وأظهرت أنه مهما عظم القمع والظلم، فإن المقاومة عظيمة أكثر، حيث أصبحت المقاومة وضبط النفس المأخوذة من مظلوم دوغان وكمال بير أساساً لإحياء قفزة 15 آب/ أغسطس، لهذا السبب أصبح شعار المقاومة ضد الفاشية هي فلسفة الحياة الحرة في كردستان.

روج نيوز