سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

زيور شيخو: بناء السدود على الأنهار.. سياسة تركية خبيثة وتهديد للبيئة

جل آغا/ أمل محمد –

أوضح مدير جمعية الجدائل الخضراء “زيور شيخو”، إن بناء تركيا للسدود على الأنهار يعتبر تهديداً حقيقياً للبيئة، وأنها سياسة ووسيلة للقضاء على التنوع البيولوجي والبشري في المنطقة.
يصادف 17 من شهر حزيران، اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، ويعد اليوم العالمي لدى الأمم المتحدة، لتعزيز الوعي بالتصحر والجفاف لأنهما من أكبر التحديات البيئية، فبناء المحتل التركي السدود على نهري دجلة الفرات ساهم بشكل كبير في مشكلة الجفاف، التي تعاني منها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، عدا الحرب العسكرية، التي يشنها المحتل التركي على مناطق سوريا، فهو يمارس حرب المياه بالضغط والابتزاز، من خلال بناء عشرات السدود للتحكم بمياههما، وفي ذلك قتل للحياة في المنطقة وتهديد حقيقي للبيئة والغطاء النباتي.
سبب التصحر والجفاف
وبصدد هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي”، مدير جمعية الجدائل الخضراء “زيور شيخو“، للحديث أكثر عن مشكلة التصحر، التي تشهدها المنطقة، وآثارها السلبية، وكيفية الحد منها: “توجد 108 أنهر في المنطقة، حسب الجمعية الجغرافية السورية في إقليم شمال وشرق سوريا، وتعد هذه الأنهار مصدراً للمياه العذبة لتشكيل مناطق دائمة الرطوبة وصالحة للزراعة، كما أن جفاف الأنهار أثر على الزراعة بشكل عام وعلى الغطاء النباتي”.
وتابع: “وكذلك انقراض بعض أنواع الطيور والحيوانات، التي تعيش على ضفاف الأنهار، منذ مضي خمسة وعشرين عاماً، وعقب تنفيذ المحتل التركي مشروع بناء السدود، وكان لمناطق إقليم شمال وشرق سوريا حصة كبيرة من معاناة التصحر والجفاف، لا سيما بعد الحروب، التي شهدتها، والحرائق، وقطع الأشجار، ولكن السبب الرئيسي الذي أدى إلى الجفاف، وتدهور الغطاء النباتي الذي نلمسه اليوم هو حجب تركيا مياه الأنهار عن المنطقة”.
دور جمعية الجدائل الخضراء في مكافحة التصحر
وعن دور جمعية الجدائل الخضراء في مكافحة الجفاف، أكد شيخو: “نعمل على نشر الوعي بين الأوساط العامة عن مدى عمق مشكلة الجفاف، وكيفية الحد منها”.
وقد طالب الأهالي من المجتمع الدولي محاسبة تركيا على تهديدها البيئي، الذي يقوم على قطع المياه وعدم ربط السياسة بالبيئة، ولكن دون جدوى، فالمحتل التركي لا يعترف بدولية الأنهار، وهي الحكومة الوحيدة التي تحتكر وتتحكم بمجرى الأنهار واتجاهاتها، والخطة الثانية لتفادي الجفاف والتقليل من آثاره، هو الاعتماد على الزراعة وطرق الري الحديثة والبيوت البلاستيكية إلى جانب تنظيم عملية استخراج المياه الجوفية، لأنها مياه غير مستدامة، هذه القضايا تحتاج إلى سياسات من الإدارة ونحاول تسليط الضوء عليها وإعلام الجهات المسؤولة بذلك، ناهيك عن التوعية الشعبية.
وأضاف: “إن مشروع الجدائل الخضراء قائم على توسيع الغطاء النباتي بعد ما شهدته المنطقة من أزمات وحروب”، مؤكداً: “فقد وضعنا على عاتقنا زراعة أربعة ملايين غرسة، ونحن مستمرون على هذا الأساس، ووصلنا ومن خلال عمل سنتين إلى مرحلة جيدة، وهي زراعة 170 ألف غرسة، خلال هذه السنوات اكتسبنا الخبرة الكافية وتجاوزنا بعض العوائق، التي صادفناها في البداية”.
المحميات في إقليم شمال وشرق سوريا 
وعن المحميات في إقليم شمال وشرق سوريا أكد شيخو: “تحتاج محمية جبل كزوان “عبد العزيز” إلى عناية، وهي ضمن خططنا المستقبلية، نعمل على زراعة أشجار البطم فيها، وجبل قره جوخ نعمل على زراعة أنواع مختلفة من الأشجار على السفح ومحيطه”.
ونوه مدير جمعية الجدائل الخضراء “زيور شيخو”، في ختام حديثه: “تواجه مشكلة غزو الكتل الإسمنتية للأراضي الزراعية، الغطاء النباتي، فالمدن تتحول إلى كتل إسمنتية والهندسة الضابطة البيئية غائبة كلياً، لذلك يجب الوقوف بشكل جدي على هذه المشكلة من المعنيين”.
يذكر، أن الجدائل الخضراء، هي جمعية تنموية تعنى بالشأن البيئي العام وقضاياها، وتهدف إلى التوعية المجتمعية حول أهمية الاهتمام بالمسائل البيئية، ونشر الثقافة البيئية.