سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

زيلان فلسفة الحياة الحرة

هيفيدار خالد_

لا حياة من دون القائد…! إذا كانت هناك حياة فلا بد أن تكون مع القائد، وإلا فالحياة دونه مسلوبة مجردة من كل معانيها ولا معنى لها، على وجه الخصوص لكل مؤمن بقضايا الحرية، وبالنسبة لكل كردي يناضل من أجل العدالة والمساواة، وكل امرأة كردية تناضل من أجل الحرية.
نعم لا حياة من دون القائد، شعار أطلقه مناضلو حركة حرية كردستان في وجه سياسات قوى الهيمنة العالمية، التي تُمارس بحقهم، وضد ألاعيب زعماء العالم وحكامه، الذين خططوا لمؤامرة دولية ضد القائد أوجلان قبل أكثر من عشرين سنة من الآن، وتحول هذا الشعار فيما بعد إلى فلسفة للحياة الحرة في كردستان، وأصبح النهج، الذي يسير عليه جميع الباحثين عن الحق والحقيقة، والتي ضحى المئات بحياتهم من أجلها عبر التاريخ.
فسياسات النظام العالمي المتمثلة بالقمع والإبادة والظلم تجاه الشعب الكردي وقضيته وقادته مستمرة دون توقف، الشعب الكردي يتعرض لشتى الانتهاكات وسياسات العزل ومخططات القضاء على نضاله الحر، من خلال التنكيل به وتهجيره من أرضه وتطبيق سياسات التتريك والتغيير الديمغرافي بحق أبنائه في مناطقهم كافةً، وسط استمرار سياسات العزلة المشددة غير القانونية وغير المقبولة إنسانياً وأخلاقياً على القائد أوجلان، بالطبع كل هذه الانتهاكات، سياسة واستراتيجية ممنهجة من قبل نظام الهيمنة العالمية، مورست وما تزال ضد الشعب الكردي، باعتقال السياسيين والناشطين الكرد من قبل النظام التركي، واستهدافهم في كافة أماكن تواجدهم، حيث أصبح استهداف الكردي هدفاً رئيسياً لأعداء الكرد وخاصةً النظام التركي.
والسبب وراء ذلك هو أن الشعب الكردي يمتلك إرادة حرة وقوية، لذا يحاول أعداؤه ضرب هذه الإرادة والقضاء على تنظيمه الأيديولوجي ومشروعه الديمقراطي، الساعي لحلحلة القضايا العالقة في المنطقة، كأمل وحيد للإنسانية على طريق خلاصها من كل ما تتعرض له من مجازر على يد الحكام المتربصين بهذه الإرادة الحرة.
وردّاً على هذه المؤامرات، قدم المئات من المناضلين والمناضلات الأبطال في حركة كردستان تضحيات كبيرة للوقوف في وجه هذه السياسات والهجمات، التي تستهدف الوجود الكردي، والقائد أوجلان في ساحات النضال بكردستان وخارجها، وفي شتى الظروف الصعبة التي مرت بها الحركة، متخذين من شعار “لا حياة من دون القائد” هدفاً لهم في هذه الحياة، رافضين الرضوخ لمطالب الأعداء الرخيصة، ولتنعم الإنسانية كافة بالأمن والسلام.
الرفيقة زينب كناجي المعروفة باسم زيلان، هي واحدة من المناضلات القياديات، اللواتي قررن خوض معركة الحياة الحرة في وجه سياسات الإمبريالية العالمية، التي استهدفت في شخص القائد آبو، الشعب الكردي وجميع دعاة الإنسانية المتعطشين للحرية، فنفذت الرفيقة زيلان في 30 حزيران من عام 1996 عملية فدائية بمدينة ديرسم في باكور “شمال كردستان”، موجهة ضربة قاضية للعدو وبنية الذهنية الفاشية، التي كانت تحاول إقصاء الكرد والقضاء على نضالهم التاريخي والتحرري، واستهداف معمار الحرية والحياة في كردستان القائد أوجلان، وعبرت زيلان عن ارتباط إرادتها بحرية القائد آبو وولائها لنضاله التحرري، من خلال هذه العملية عندما فجرت نفسها في وجه الأعداء، كرد قاطع وصريح على ممارساتهم ومجازرهم، فكان الجواب أنه لا للاستسلام، ونعم للتصدي للعدو الفاشي في عقر داره، حتى لو كلف ذلك أروحنا، التي لا شيء أغلى منها لدينا.
بعمليتها الفدائية الذي ذاع صيتها عالمياً، وشغلت حيزاً كبيراً من الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام آنذاك، بثت الرفيقة زيلان الرعب والخوف في قلوب الأعداء، واستطاعت بفضل الإرادة والعزيمة والإصرار، الذي كانت تمتلكه في قلبها، والروح الثورية العالية التي كانت تتحلى بها، والتعمق الفكري والأيديولوجي الذي اكتسبته من قوة تحليلات القائد آبو وفلسفته في الحياة والحرية ومفهوم الحياة الحرة والفرد الحر ودوره البناء في المجتمع، فتح الطريق أمام مرحلة جديدة في النضال الكردستاني ضد الهيمنة الفاشية والأنظمة الرأسمالية المعادية للقضية الكردية.