زها حديد ملكة المنحنيات والريادية في فن العمارة

وكالة/JIN NEWS –

كان التاريخ شاهداً على ريادة المرأة في مختلف مجالات الحياة وشتى الابتكارات التي ابتكرتها على مر العصور كان خير دليل على ذلك، وحتى أنها وصلت إلى فن العمارة والتي مثلت المرأة فيه ملكة المنحنيات المعروفة بـ “زها حديد”، لتكون زها من ضمن أقوى أربع نساء في العالم وترسم اسمها على صخور الوقت, التي لم تتجاوز الـ 65 عاماً من حياتها.

أول امرأة تحصل على بريتزكر في الهندسة المعمارية

ولهذا السبب سنسلط الضوء من خلال هذا التقرير على شخصية المعمارية زها حديد ونتعرف إليها بشكل أوضح, ونعرف سبب شهرتها الطاغية والتي سمحت لها بأن تكون أول امرأة تحصل على بريتزكر في الهندسة المعمارية.

زها حديد مهندسة معمارية عراقية بريطانية, ولدت زها في بغداد في الـ 31 من شهر تشرين الأول من عام 1950م, وتوفيت في ميامي وهي مدينة تقع جنوب شرق ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز الـ65 عاماً.

كانت قد حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية

درست زها في مدارس بغداد حتى انتهائها من المرحلة الثانوية, وحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 1971م، ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية, وكانت قد حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية.

وتخرجت زها عام 1977م من الجامعة المعمارية بلندن, وعملت كمعيدة في كلية العمارة عام 1987م,  وانتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا وبأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل.

نفذت 950 مشروعاً في 44 دولة

والتزمت زها بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم ونفذت 950 مشروعاً في 44 دولة, ومن أهم مشاريعها مشروع محطة إطفاء الحريق في ألمانيا عام1993م, مبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009م، والأمريكي في سنسياتي, جسر أبو ظبي, مركز لندن للرياضات البحرية, محطة الأنفاق في ستراسبورج, المركز الثقافي في أزربيجان, المركز العلمي ولسبورج, محطة البواخر في سالرينو, مركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك, مركز حيدر عليف الثقافي في باكو عام 2013.

حصلت على العديد من الجوائز والميداليات والألقاب الرفيعة

حصلت زها على العديد من الجوائز والميداليات والألقاب الرفيعة والتي كان أبرزها؛ “ملكة المنحنيات”, وهي من أوائل النساء اللواتي نلن جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية لعام 2004م, وتعادل قيمة هذه الجائزة جائزة نوبل, كما حازت جائزة ستيرلينج في منى سبتين, كذلك وسام الإمبراطورة البريطانية، والوسام الإمبراطوري الياباني لعام 2012م, وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016م، لتكون أول امرأة تحظى بها.

في عام 2010م، اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم

كما أن تصاميمها لم تقتصر على فن العمارة وإنما عملت على تصميم الأثاث وصولاً إلى الأحذية النسائية ليطلق عليها لقب “ليدي جاجا الهندسة”, وفي عام 2010م, اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم.

تتميز تصاميمها بالدقة اللامتناهية والحس الفني

تتميز تصاميم زها حديد بالدقة اللامتناهية والحس الفني الطاغي عليها فهي تشبه سفن الفضاء التي تطفو من دون وجود جاذبية, فهي مبان تظهر وكأنها في حركة إنسيابية في الفضاء المحيط, ومن الصعب جداً تقليد أعمالها كون لكل عمل فني منها ما يميزه عن غيره, واستخدمت زها الحديد كثيراً في عمارة مبانيها كونه أكثر تحمل للضغط مما ساعدها على التحكم بالتفاصيل والمنحنيات.

تُوفيت بشكل مُفاجئ في ميامي في الولايات المتحدة في 31 آذار عام 2016، عن عُمر ناهز الـ 65 عاماً، إثر إصابتها بأزمة قلبيّة، تارِكة إرثا مِن العمارة الخياليّة الفريدة غير القابلة للتقليد بحس فنّانة مرهفة الحسّ وليس مجرد مهندسة معماريّة, لتنتهي حياة أكبر مهندسة معمارية أدخلت المرأة في فن العمارة والمنحنيات.

أرادت أن تترك بصمتها في هذا العالم بعد رحيلها

في عام 1980م، أنشأت زها مكتبها الخاص بلندن وسمته مكتب زها حديد المعماري, ويعمل به اليوم أكثر من 350 ألف شخص, وفي  عام 2005، تم اختيار تصميمها لمبنى الرياضات البحرية الأولمبي المُخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2012 في لندن, وفي عام 2012، تم اختيار تصميمها للإستاد الأولمبي المُخصص لدورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو.

لم تتزوج زها, وإنما كرست حياتها لعملها متجاهلة بذلك العادات الاجتماعية, كونها أرادت أن تترك بصمتها في هذا العالم بعد رحيلها.

في بداية عام 2000 كانت تحصل على جائزة سنوياً, وحصلت على 12 جائزة في عام واحد

زها حديد, والتي كانت مثالاً للمرأة المبدعة التي تمكنت من أن تحفر اسمها في تاريخ العمارة وتلحق بزنوبيا وكليوباترا وغيرها من عظيمات التاريخ.