زراعة الخضروات الصيفية… تأمين للاكتفاء الذاتي ومواجهة ظاهرة الغلاء الكبير

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

يدأب مواطنو كري سبي في هذه الفترة من العام على زراعة الخضروات الصيفية المنزلية منها والحقلية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها بعد تخصيص مساحات معيّنة من أراضيهم أو بيوتهم مع دخول موعد زراعتها.

ويسعى مواطنون كري سبي وريفها لزراعة الخضروات الصيفية ضمن حقولهم الزراعية أو استثمار مساحات صغيرة نسبياً في بيوتهم لزراعة أشتال الخضروات المتنوعة كـ (الباذنجان ـ البندورة- الفليفلة….. إلخ) خلال شهري (نيسان ـ أيار) الجاريين.

واشتد وقع غلاء الأسعار، والأزمة الاقتصادية الصعبة التي يُكابدها المواطنون خلال الفترة الحالية، على قدرتهم الشرائية بسبب عوامل التضخم، وانهيار سعر صرف الليرة السوريّة مقابل الدولار الأميركي، لذلك تتوجه نسبة كبيرة من الأُسر إلى زراعة الخضروات الصيفية لتوفير الخضروات (كالباذنجان ـ الفليفلة ـ البندورة ـ …وغيرها) من قوائم الخضار التي تجود بها أراضيهم، وللإعداد لموسم المونة الشتوية نهاية أشهر الصيف.

واختلفت غايات زراعة الخضروات الشتوية لدى المواطنون بين من يُحاول تأمين قوته اليومي من الخضروات، والتخفيف من اعتماده على الشراء، وبين من يسعى لتأسيس مشروع اقتصادي يدعم دخله اليومي من خلال بيع الفائض منها في الأسواق.

تؤمّن احتياجاتنا وتواجه الغلاء…!

حيث يسعى المزارع “خلف علي” لتحقيق اكتفاء ذاتي لأسرته من الخضروات الصيفية حيث آثر زراعة مساحة مناسبة ضمن مساحات جهزها بالحرث ضمن بيته، وشتل أصنافاً عدة من الخضروات المعتادة، حيث بيّن بأنها تسد حاجة الأسرة إلى جانب الحصول على خضروات طازجة وصحيّة من خلال الاعتماد على التسميد الطبيعي والمكافحة بالطرق التقليدية المعروفة.

وأردف “أسعى وأسرتي على التخفيف من شراء الخضروات من الباعة، لأن الاستهلاك اليومي من هذه المواد أفرغ جيوبنا بسبب الاستنزاف المتواصل لمُدخراتنا، وقلة المردود اليومي، وعدم مواكبته للغلاء الكبير والغير مسبوق للمواد الاستهلاكية وخاصةً الخضروات”.

ويتأمل المزارع علي في نهاية حديثه لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات لعائلته هذا العام من خلال زراعته للخضروات، وتوسيع هذه التجربة أكثر لمد يد العون لكافة الأُسر والعوائل المحتاجة لتستطيع تأمين احتياجاتها اليومية، ومواجهة الصعوبات الاقتصادية في ظل الأوضاع الحالية.

إعالة أسرة وتأمين دخل لها…!

من جانبه يُحضّر المزارع “محمد الشوين” أرضه لزراعة الخضروات الصيفية بعد تجهيز الأرض بالفلاحة والحراثة المناسبة، ونقل الأشتال المزروعة مسبقاً من البيوت البلاستكية التي حضّر لها منذ شهرين تقريباً لغرسها في الأرض الزراعية المخصصة.

ويضيف بأن هذا المشروع البسيط يحتاج إلى الكثير من العمل خلال الفترة المقبلة، حيث أنه سيكون مصدر دخل لإعالة أسرته، وذلك من خلال بيع الفائض من الإنتاج في الأسواق والاستفادة من مردودها المادي، أو مقايضتها باحتياجات المنزل المتعددة.

واشتكى المزارع الشوين من غلاء المستلزمات الزراعية، وخاصةً بذور الخضروات، ومواد التسميد والتخصيب الضرورية لإنجاح الموسم، بسبب حساب ثمنها بالدولار الأميركي، وجشع تجار هذه المواد، وأصحاب الصيدليات الزراعية، وقلة الرقابة من قبل الجهات المعنية لردعهم، واختيار الأصناف الجيدة منها، ومنع غشها، مطالباً في ختام حديثه “الجهات المعنية” بتكثيف الرقابة ودعم مزارعي الخضروات بما يلزم لإنجاح مشاريعهم التي تحقق الاكتفاء الذاتي وتنعكس إيجاباً على اقتصاد المنطقة ككل.