سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رياض صلاح الدين: بيشمركة روج أداة تركيا لضرب الكرد وحركتهم التحررية

الدرباسية/ نيرودا كرد –

قال العميد المنشق عن مرتزقة “بيشمركة روج” رياض صلاح الدين، إن تأسيس هذا الفصيل المسلح جاء بحجة “حماية روج آفا” والدفاع عنها، لكن اتضح فيما بعد، أن مهمتهم الأساسية هي فقط تنفيذ أوامر جيش الاحتلال التركي واستخباراته.
تناولت صحيفتنا “روناهي” في عدد من المقالات والتقارير السابقة، نشأة وتطور مرتزقة ما يعرف “بيشمركة روج”، أوضحت فيها حقيقة المهام الموكلة إلى هؤلاء المرتزقة، حيث تبين للقاصي والداني أن المهمة الأساسية، التي تعمل عليها تلك المرتزقة، هي تنفيذ أوامر دولة الاحتلال التركي، من خلال المشاركة في مخططاتها الاحتلالية على أرض الواقع.
وبالرغم من أن تلك المواد كان مدعومة بعدد من المصادر والأدلة، إلا أن الواقع الحقيقي يتبين في أعمال هؤلاء المرتزقة على أرض الواقع، فقد شاركت المرتزقة في الهجمات، التي تشنها دولة الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع، موقعة العديد من مقاتلات ومقاتلي حركة التحرر الكردستانية، بين شهداء وجرحى وأسرى.
اليوم، واستكمالا لسلسلة المقالات والتقارير الآنفة الذكر، نورد شهادة أحد القياديين المنشقين عن هؤلاء المرتزقة، والذي انشق بعد أن كشف الأهداف الحقيقية، التي وُجدت لأجلها تلك المرتزقة، وقد تبين لنا أن هدفها الوحيد محاربة الشعب الكردي، ممثلا بحركة التحرر الكردستانية، تنفيذا لمخططات دولة الاحتلال التركي، وخدمة لمصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني.
التأسيس وحقيقة مرتزقة بيشمركة روج
في السياق، التقت صحيفتنا العميد المنشق عن مرتزقة “بيشمركة روج”، رياض صلاح الدين: “كنت صغيراً عندما انتقلت مع عائلتي إلى دهوك في باشور كردستان، وأكملت فيها دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوية، ثم التحقت بالكلية الحربية العراقية في عام 1993، ومع دخول التحالف الدولي إلى العراق عام 2003، انتقلت معهم إلى بغداد مترجماً لهم، وذلك حتى عام 2012، حيث تم فرزي لأكون مسؤولا عما يسمى بـ”بيشمركه روج”، وذلك بقرار من قيادة الجيش العراقي”.
وأضاف: “تأسيس مرتزقة بيشمركة روج، جاء بعد الأزمة السورية عام 2011، وما تلاها لهجرة الشباب الكرد من روج آفا، إلى باشور كردستان، حيث ادعت سلطات الديمقراطي الكردستاني على أنهم سينظمون هؤلاء الشباب، في هيكل تنظيمي موحد للمحافظة عليهم، وقد تقرر في حينه إرسال هذه القوات إلى روج آفا بحجة حمايتها من هجمات مرتزقة داعش، وعلى هذا الأساس تم تنظيم هؤلاء الشباب وتم تدريبهم عسكرياً بشكل جيد”.
وأوضح: “مع ظهور مرتزقة داعش، كان قد أُسِّست ثلاثة أفواج من مرتزقة “بيشمركة روج”، وقد التحقنا بهذه القوات بشغف، لا سيما بعد أن قالوا لنا إننا سنتوجه إلى روج آفا لحماية شعبنا ومكتسباته هناك، خاصة بعد اشتداد الهجمات عليها، سواء من مرتزقة داعش، أو المرتزقة التابعين لدولة الاحتلال التركي، وفي حينه كان هدفنا حماية مناطقنا في روج آفا، لا سيما وإن 90% من عناصر (بيشمركة روج) كانوا من شباب روج آفا”.
مسعود البرزاني أخلف وعده 
وتابع: “في أحد لقاءاتنا مع مسعود البرزاني، طلبنا منه عدم اتباعنا لما يسمى بالمجلس الوطني الكردي في سوريا، وقد وعدنا مسعود برزاني بذلك، ولكن مع مرور الأيام، بدأ هذا المجلس، ممثلا بعبد الحكيم بشار، بالتقرب منا، لمهاجمة حركة التحرر الكردستانية، والقوات العسكرية التي تحمي روج آفا، وعمل على تشويه صورتهم لدى أعضاء ما يسمى (بيشمركة روج)، وحينها وقفت مجموعة من العناصر، وأنا معهم، ضد هذا التوجه، وكان ردنا عليه، أنكم فشلتم سياسيا، والآن تسعون لإفشالنا عسكريا أيضا، وبدأ بيني وبينهم عداء علني، سواء كان بالتواصل المباشر، أو عن طريق وسائل التواصل الافتراضي”.
واستطرد: “عقدنا عدداً من اللقاءات مع التحالف الدولي، قالوا لنا بأنهم نسقوا مع قوات سوريا الديمقراطية، لإعادة عناصر (بيشمركة روج) إلى روج آفا، وأن قيادة “قسد” قد وافقت على هذا المقترح، ونحن عناصر (بيشمركة روج) أبدينا استعداداً عالياً للذهاب إلى روج آفا، للمساهمة في حماية مكتسبات شعبنا هناك، والقتال إلى جانب إخواننا وأخواتنا في وحدات حماية الشعب، والمرأة، وقوات سوريا الديمقراطية”.
 وأردف: “ولكن المجلس الوطني الكردي كان يسعى دائماً لإعاقة هذا التوجه، ولم يتعاون مع التحالف الدولي في هذا الاتجاه، وحارب المؤيدين بالذهاب إلى روج آفا، وتم اتهامهم بتهم باطلة، كعمالتنا لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، ومحاولتنا شن انقلاب على قيادة ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي، وذلك في عام 2016، وعلى إثر موقفنا هذا تم اعتقالي مع ستين عنصراً، وثمانية ضباط، وكل هؤلاء طالبوا بالذهاب إلى روج آفا لمساندة القوات العسكرية هناك، وتم زجنا في سجن تابع لاستخبارات الحزب الديمقراطي الكردستاني في هولير”.
الاستخبارات التركية هي من تدير المرتزقة 
وأشار صلاح الدين: “في عام 2017، لاحظنا تدخل جهاز الاستخبارات التركية (ميت) في شؤون (بيشمركة روج)، وكان بيده زمام الأمور، من خلال إصدار التوجيهات والتعليمات، ففُرض علينا تنفيذها، فرفضت هذا التدخل رفضا قاطعا، وعلى هذا الأساس جردوني من صلاحياتي ومنعوني من التدخل في شؤون “بيشمركة روج”، وتم فرزي إلى القيادة العامة في هولير للتخلص مني، ولكن من خلال تواصلي مع أصدقائي الذين بقوا هناك، الذين قالوا: إن الجندرمة التابعة لدولة الاحتلال التركي، قد تولت تدريباتهم العسكرية بشكل مطلق وعلني، ومنذ ذلك الحين كانت الأمور اللوجستية والاقتصادية والعسكرية (لبيشمركة روج) في أيدي جهاز استخبارات دولة الاحتلال التركي، وقد علمنا فيما بعد أنه حتى رواتبنا كانت تدفع من الميت التركي”.
وبين: “من خلال بعض المصادر علمنا أن استخبارات دولة الاحتلال التركي، وبالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، تخطط اليوم، لخلق اقتتال كردي ـ كردي، على أن تكون مرتزقة (بيشمركة روج) في المقدمة، لا سيما بعد الرسالة، التي أوصلها الشعب الكردي في نوروز 2024، والتي كان مضمونها الإصرار على وحدة الصف الكردي، ورفض أي اقتتال بين أبناء الشعب الواحد، وكذلك الانتصار، الذي حققه الشعب الكردي في الانتخابات البلدية الأخيرة في باكور كردستان وتركيا”.
وتابع: “ذلك كله شكل عامل ضغط على دولة الاحتلال التركي، ودفعها للسعي بشكل أكبر لإحداث اقتتال كردي – كردي، ولكن الأحزاب الوطنية في باشور كردستان، لا سيما الاتحاد الوطني الكردستاني، رفض أن يُشارك في مخططات دولة الاحتلال التركي، ما دفع الأخيرة إلى التنسيق مع حكومة بغداد، وسلطات الديمقراطي الكردستاني، وشكلوا مجموعات من المرتزقة على أراضي باشور كردستان، للقتال مع جيش الاحتلال التركي ضد حركة التحرر الكردستانية”.
مقاومة كوباني والعودة إلى روج آفا 
ونوه: “مع مهاجمة مرتزقة داعش كوباني، وبعد أن رأينا المقاومة البطولية التي أبدتها وحدات حماية الشعب، والمرأة، في هذه المعركة، رأينا من الواجب علينا التوجه إلى روج آفا، لمساندة قواتنا التي حاربت ببسالة، ولكن قيادة المجلس الوطني رفضت ذلك، وهذا ما زاد إصرارنا على ترك هؤلاء المرتزقة، ولا سيما بعد أن رأينا المجزرة، التي ارتكبتها مرتزقة بيشمركة روج في خانسور، بحق شعبنا الكردي، بعد ذلك، تواصلت مع قيادة وحدات حماية الشعب، عن طريق قوات التحالف، وطلبنا منهم الانضمام إليهم، وقد وعدونا أنه لن يتعرض لنا أحد، وعلى إثر ذلك عدت أنا ومعي 230 عنصراً من عناصر (بيشمركة روج) السابقين، وبالفعل، كان هناك استقبال كبير لنا، بعكس ما كان المجلس الوطني يروج له، حيث كانوا يقولون لنا، إننا إن عدنا إلى روج آفا (سنُقتل في الشوارع)”.
واختتم، العميد المنشق عن مرتزقة “بيشمركة روج”، رياض صلاح الدين، حديثه: “أتوجه بالنداء إلى قيادة الديمقراطي الكردستاني، وكذلك إلى قيادة (بيشمركة روج)، بأن عليهم ألا يكونوا أدوات في يد جيش الاحتلال التركي لتنفيذ مخططاته، وألا يلطخون اسم البيشمركة، حيث أنهم في مرحلة تاريخية معينة قدموا الآلاف من الشهداء في سبيل حماية أرض كردستان وشعبها، ولكن اليوم ارتهانكم لدولة الاحتلال التركي، يضرب القيم والمبادئ، التي أُسِّست عليها البيشمركة، وتحويل هذه القوات إلى مرتزقة تأتمر بأمرة دولة الاحتلال التركي، لا سيما وإن الجميع يعلم أن دولة الاحتلال التركي تحارب كل كردي، ولا تفرق بين هذا وذاك، وليكن بمعلوم الجميع، إذا كانت حركة التحرر الكردستانية، هي الهدف لدولة الاحتلال التركي اليوم، فإن قوات البيشمركة ستكون هدفا لها غداً”.