تمّ تداول مصطلح أوراسيا للإشارةِ إلى منطقةِ التحوّلات الممتدة على قارتين من الصين شرقاً إلى أوروبا مروراً بالشرقِ الأوسطِ، وتمثلتِ التحولاتُ بحدوثِ فراغٍ أمنيّ ودخولِ المنطقةِ بسلسلةِ صراعاتٍ لا زالت مستمرّةً حتى اليوم. فوقعتِ الحروبُ والنزاعاتُ بين مكوّناتِ البلدِ الواحد وكذلك بين الدول، فكانت عرقيّةً قوميّةً بالقوقاز والشيشان وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، وتنافساً اقتصاديّاً على مصادرِ الطاقةِ بين الدولِ المتشاطئة على بحرِ قزوين، كما برزت قضايا اختلافِ التوجّهاتِ السياسيّةِ والدينيّةِ ومشاكلِ الهجرةِ غير الشرعيّةِ وتهريبِ المخدراتِ عبر الحدودِ، ولم تستطعِ الدولُ المستقلةُ عن الاتحاد السوفيتيّ ضمانَ حقوق مواطنيها، وبرز الإرهابُ تهديداً مباشراً لمجملِ الحياة، فيما استقطب حلف الناتو دول البلطيق، بعدما كانت ضمن فضاء الاتحاد السوفييتيّ. وقامتِ الثوراتُ الملونةُ (جورجيا-2003 وأوكرانيا-2004) ودَعت للانضمام للناتو والاتحاد الأوروبيّ. ولتظهرَ هشاشةُ المنظومةِ الدفاعيّةِ الروسيّة فيما بعد الحرب الباردة، والتي اُفترض بها الاضطلاعُ بدور الاتحادِ السوفييتيّ واستيعابُ الدولِ المستقلة في أطرٍ جديدة، ولتواجهَ روسيا بذلك استحقاقاتٍ متصلةً بأمنها القوميّ ويسودَ التوترُ علاقتَها بحلف الناتو.
السابق بوست