سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

روزنامة رياضيّة ضائعة!

قامشلو/ جوان محمد ـ

منذ سنوات وتغيب الروزنامة السنوية للبطولات الرياضية عن الصدور قبل بداية الموسم الرياضي، وينعكس ذلك سلباً على الرياضة بشكلٍ عام، فهل سيستمر الحال على نفس المنوال في المواسم القادمة أيضاً؟
صدور الروزنامة السنوية للنشاطات الرسمية الرياضية من قبل المجلس الرياضي أمر في غاية الأهمية، وغيابها يعني ضياع الأندية وشتاتها، وعدم القدرة على التحضير الجيد للبطولات لمختلف الألعاب الرياضية سواء إن كانت فردية أو جماعية، بالإضافة لعدم وصول البطولات للتنظيم الناجح والمطلوب.
منذ عام 2015 بدأت النشاطات الرسمية الرياضية في إقليم الجزيرة برعاية هيئة الشباب والرياضة، ومن بعدها استلم الإشراف على النشاطات الاتحاد الرياضي والذي تشكّل في عام 2015، وبدأ فعلياً عمله في بداية عام 2016، علماً تغيّر اسم الاتحاد الرياضي إلى المجلس الرياضي في إقليم الجزيرة هذا العام 2023، وذلك بعد تشكيل اتحاد رياضي على مستوى شمال وشرق سوريا في شهر أيار الماضي.
وإلى عام 2019، كانت الروزنامة السنوية واضحة ومعروفة للجميع، ولكن بعدها أصبحت الروزنامة غائبة، وبتنا نشهد توقف البطولات لعدة أشهر في العام الواحد، وفجأةً نشهد خمس بطولات في يومٍ واحد فقط!، كل ذلك خلق حالة من الفوضى داخل المجلس الرياضي نفسه، حيث كانت تصدر جداول لمباريات دوري الكرة الطائرة على سبيل المثال في صالة عامودا، لتجد بأنه هناك مباريات لدوري كرة السلة أيضاً في نفس الصالة والتوقيت، وهذا الأمر سببه غياب الروزنامة الرياضية الرسمية من قبل المجلس الرياضي قبل بداية الموسم الرياضي.
وبنفس الوقت على ما يبدو الأندية غير مُبالية كثيراً بالقضية أيضاً، فقلة قليلة من الأندية كانت تنتقد ذلك عبر التعليقات على الصفحات الرياضيّة، من جانبه المجلس الرياضي أعاد الأسباب للظروف الأمنية وفصل الشتاء لخروج الملاعب عن الخدمة، وعدم توفّر الصالات الرياضية المناسبة لاحتضان المنافسات صيفاً وشتاءً في المدن كافة، بالإضافة إلى بطولات شمال وشرق سوريا التي تسببت لعدة مرات بإيقاف النشاطات في إقليم الجزيرة لالتزام الأندية بالمشاركة فيها، علماً غير كل ما ذُكِر يضعون السبب الرئيسي بحسب المجلس الرياضي بعدم وصول الميزانية الخاصة بالمجلس الرياضي بالأوقات المحددة والمناسبة، وأحياناً يصبح المجلس الرياضي مديوناً للحكام في بعض الألعاب!، ومنها في لعبة كرة القدم، بحيث يتم صرف أجورهم التحكيمية حتى تصل الميزانية للمجلس.
إن معرفة الأندية البطولات التي ستُقام ضمن الموسم الرياضي يُعطي دافعاً أكبر للتحضير الجيد لهذ البطولات، ولكن بنفس الوقت الكثير من الأندية تتذرع بعدم التحضير المناسب للبطولات ليس بسبب غياب الروزنامة فقط، بل بسبب الأوضاع المادية الصعبة لها، وعدم وجود راعي أو داعم لها، في الوقت الذي المجلس الرياضي في إقليم الجزيرة غير مُلزم بمساعدة أي نادٍ مادياً، ولا يتوفر ضمن شروطه لترخيص الأندية أي بند يتضمن أنه ملزم بدعم الأندية.
وبالرغم من ذلك فقد قُدمت مساعدات مادية لعدة مرات خلال السنوات الماضية للأندية من قِبل المجلس الرياضي، ولكن يبدو أنها لم تفِ بالغرض، وفي المحصلة يُتطلب الوقوف بجدية على الرياضة بشكلٍ عام، وعلى آلية وضع روزنامة رياضية ثابتة تتيح للأندية المجال للتحضير الجيد، بغض النظر عن المعوقات التي تحدثنا عنها.
وكان في الرابع من شهر أيار الماضي قد تشكل الاتحاد الرياضي في شمال وشرق سوريا، وتولى بدوره إقامة بطولات لمختلف الألعاب، ومؤخراً تم مناقشة منح التراخيص من هذا الاتحاد، وهنا ستضاف بطولات أخرى غير البطولات المحليّة في الأقاليم والمدن في شمال وشرق سوريا، وكل ذلك سيلعب دوراً في تداخل البطولات، وعليه يتطلب روزنامة واضحة من الاتحاد الرياضي في شمال وشرق سوريا، وبالتنسيق مع المجلس الرياضي في الأقاليم والمدن، في الموسم القادم، وإلا سوف نبقى نعيش حالة فوضى وتخبّط، وبطولات لا تصل للنجاح المطلوب.