سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

روان خلف: شهادة خوين ريج فخرٌ لنا ونطالب بمعاقبة الخونة

جل آغا/ أمل محمد –

أكدت روان خلف زوجة الشهيد خوين ريج تمي، أن شهادة زوجها ورفاقه في سبيل الحق مصدر فخر واعتزاز للجميع، وأن طفلتهم جورين ستكمل طريق والدها.
استشهد القيادي في قوات مكافحة المخدرات التابعة لقوى الأمن الداخلي خوين ريج تمي مع عدد من رفاقه في الثامن من شهر تشرين الأول المنصرم بعد استهداف الطائرات الحربية التركية أكاديمية مكافحة المخدرات في قرية حمزة بك بريف ديرك في مقاطعة قامشلو، بعد سلسلة من الهجمات قام بها المحتل التركي في مناطق شمال وشرق سوريا.
وفي هذا الصدد زارت صحيفتنا “روناهي” منزل الشهيد خوين ريج تمي، واستقبلتنا روان خلف بمبسم ولقاء معتبر: “كان خوين ريج شديد التعلق بعمله، كان جاداً ومعجبا ومخلصا له، وكان يتغيب كثيراً عن المنزل لأن العمل عنده من أولويات حياته”.
وأضافت روان: “أفتخر بشهادة زوجي؛ لأنه سلك طريق الحق مع رفاقه، الذين استشهدوا في سبيلنا ولحمايتنا، وفي اليوم الذي استُشهد فيه، كان يوم إجازة له، ولكنه رفض التخلي عن رفاقه، والعودة للمنزل وأتذكر جيداً حينما قال: “لن أعود للمنزل في ظل هذه الظرو
ف الصعبة، وأترك أصدقائي””.
خوين ريج محمد زكي تمي من مواليد 1997 من قرة ميركا ميرا كوجرات التابعة لمدينة ديرك، درس الجيولوجيا في جامعة اللاذقية، ولكن للأوضاع، التي شهدتها المنطقة لم يكمل دراسته الجامعية، عمل في مهام عدة، وكان آخرها قيادياً في قوى مكافحة المخدرات؛ ليرتقي شهيداً في الثامن من شهر تشرين الأول المنصرم، وهو من عائلة وطنية، وكان عاشر شهيد من العائلة يلتحق بقافلة الشهداء.
الوصية الأخيرة
وتتحدث روان خلف عن آخر مكالمة جرت بينهما: “كانت آخر مكالمة قصيرة جداً بل لم تكن مكالمة بقدر ما كانت وصية، لأنه طلب مني أن أعتني بنفسي وبطفلتنا “جورين” فتواصل مع عائلتي، وأخبرهم بذلك”.
وتتابع روان خلف: “في ليلة استشهاده لم أتقبل الأمر كنت رافضة الفكرة تماماً، فلا يمكن لخوين ريج الرحيل بهذه السهولة، رويداً رويداً أدركت بأنه رحل”.
وعن علاقته بطفلته ذات العامين تقول: “طفلتنا هي الجرح العميق، الذي لن يلتئم، كان شديد التعلق بها وكان يقضي معها وقته بالكامل، كان يرغب بأن يكون أول مولود له فتاة، كانت تدعوه “خوني” وإلى اليوم تسأل، وتستفسر عنه، لماذا لا يأتي، وأين هو؟”.
هذا وأكدت روان خلف، أن الطفلة جورين هي من منحتهم الصبر من خلال كلماتها البريئة، وهي تطلب منهم التوقف عن البكاء: “خوني موجود بيننا لماذا تبكون” وتقول: “تتخيل طفلتي والدها دوماً، أنه موجود وتلعب معه، وتتحدث إليه”.
وحينما سألناها: ماذا ستُجيب طفلتها حينما تسأل عن استشهاد والدها، قالت روان خلف: “سأجيبها أن والدها كان يحمل على عاتقه أمانة، وكان يحرسها، وأنا متأكدة بأنها ستشعر بالفخر”.
كما بينت روان، أن طفلتهما ستكمل طريق والدها وتسلك دربه في نضاله، وإكمال رسالته.
 وطالبت روان خلف زوجة الشهيد خوين ريج تمي من المعنيين التقصي عن الخونة، الذين باعوا وطنهم وقضيتهم من أجل مصالحهم الشخصية: “29 شهيداً الذين ارتقوا للشهادة كان الخيانة فيها اليد الأبرز، نطالب المعنيين بالتقصي والكشف عنهم وتسليمهم للشعب؛ لمعاقبتهم؛ ليصبحوا عبرة للغير”.
أخت الشهيد
ومن جهتها حدثتنا أخت الشهيد ديلاف تمي: “فقدنا والدتنا منذ ما يقارب عشرة أعوام، لم نشعر برحيلها إلا بعد رحيل خوين ريج؛ لأنه كان يلعب دور الأم، والأخ، في الوقت ذاته”.
وتابعت وهي تكتم دموعها عنوة: “كان خوين ريج شخصاً عاطفياً جداً، للعمل والعائلة الحصة الأكبر من اهتمامه، كان صديقاً يهتم بأبسط تفاصيل حياتنا، دراستنا، اهتماماتنا، كان سنداً حقيقياً”.