سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رمي النفايات بين أحضان الطبيعة ظاهرة غير حضارية تستدعي حلاً جذرياً

جل آغا/ أمل محمد –

في فصل الربيع يخرج الكثيرون في نزهاتٍ بين أحضان الطبيعة للترفيه وتغيير الأجواء، ولكن تتعرّض الطبيعة للتلوث ويلحق بها ضرراً كبيراً نتيجة استهتار البعض بها ورمي النفايات والأوساخ دون الاكتراث لسلبيات هذه التصرّف.
تشتهر مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بمناطقها الطبيعية الخلابة والتي يقصدها الأهالي للترفيه عن أنفسهم في فصل الربيع والاستجمام، ولكن وفي الآونة الأخير هناك عادة انتشرت بين فئة من السكان والذين يتنزهون ويخرجون في رحلات بين أحضان الطبيعة ويرمون الأوساخ والنفايات في تلك المناطق وتعد هذه ظاهرة غير حضارية ولا إنسانية بحق الطبيعة لأنها تؤذي النباتات وتسبب انتشار الحشرات.
وفي هذا السياق وبالتزامن مع خروج الأهالي في نزهات ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة؛ تحدث لصحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك لهيئة البيئة لإقليم شمال وشرق سوريا “إبراهيم أسعد” عن سلبيات هذه الظاهرة وكيفية الحد منها: “النظر للطبيعة كشيء يُستفاد منه واستغلاله بدون رادع أو خوف أو حس بالمسؤولية هذه ذهنية أنتجتها الرأسمالية، اليوم أثرت هذه الذهنية على علاقة الفرد بالبيئة المحيطة به، هناك فئة غير مسؤولة تستجم وتتنزه ضمن إطاره الطبيعي ولكن تترك آثاراً مُضرّة بها وتظهر بعدة أشكال وأساليب منها ترك بقايا الطعام ورمي النفايات، هذا من شأنه أن يسبب تلوث للبيئة وللإنسان على حدٍ سواء لتصبح هذه البيئة شيئاً فشيئاً خالية من مظاهر الحياة وهذا بحد ذاته جريمة”.
نشر الوعي وتغيير الذهنية الاستغلالية
ترك المخلّفات وبقايا الأطعمة ورمي الأوساخ له تأثير مباشر على البيئة وتدهورها، يمكن لأفراد المجتمع بالقضاء على هذه الظاهرة من خلال الإقدام على الخطوة الأولى وهي نشر التوعية وتغيير العقلية، هذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع وتبدأ أولاً من الفرد هذا ما بيّنه أسعد من خلال حديثه عن كيفية محو والقضاء على هذه الظاهرة: “التوعية عملية تربوية وثقافية تهدف إلى إيقاظ ضمير الفرد وتغيير سلوكه إيجابياً في الحياة، والتوعية البيئية تقوم على ترسيخ ثقافة إيكولوجية بين الأفراد في المحافظة على البيئة وتوسيع العقلية السليمة والقضاء على الذهنية الاستغلالية وتحويلها إلى ذهنية تبادلية وتكاملية”.
كما وأكد الرئيس المشترك لهيئة البيئة في إقليم شمال وشرق سوريا “إبراهيم أسعد” بأن الهيئة يقع على عاتقها مسؤولية نشر الثقافة والتوعية البيئية بين أفراد المجتمع، ولكن تحتاج إلى مبادرة من قبل فئات المجتمع للوصول إلى نتائج إيجابية فيما يخص ظاهرة رمي النفايات.
للحد من رمي النفايات… وحفاظاً على البيئة
هذا وقد حدثنا المواطن “خير الدين علي” من قرية ديرنا قولنكا التابعة لناحية تربه سبيه والتي تعد منطقة طبيعية تستقطب الأهالي ويقصدونها للتنزه: “حول نبع القرية تكثر الأشجار الحراجية وهذه المنطقة هي مثابة متنفس وملاذ لسكان القرية والزوار، يأتي المواطنون للتنزه هنا، ولكن ونتيجة تصرفات غير حضارية من قبل البعض ألا وهي ظاهرة رمي الأوساخ والنفايات بعد الانتهاء من التنزه منعنا نحن أهالي القرية التنزه فيها بشكلٍ كامل وجاء هذا بعد اتفاق جماعي بيننا”.
ويضيف علي: “كانت أبواب القرية مفتوحة بشكل كامل أمام الزوار ولكن ما نتج عن هذه الأفعال والتصرفات بأن نمنع التنزه هنا حفاظاً على البيئة”.
هذا وقبيل عام من اليوم ونتيجة لرمي الأوساخ في قرية ديرنا قولنكا وبعد الاتفاق على منع الرحلات فيها قام الأهالي وبمبادرة جماعية بتنظيف القرية وبالذات منطقة النبع التي كانت تعج بالأوساخ والنفايات، كما ومنع سكان قرية علي بدران الرحلات في محيط قريتهم لنفس السبب.
تعدُّ ظاهرة رمي النفايات والأوساخ ظاهرة غير حضارة لها سلبيات كثيرة على المجتمع والبيئة، وتؤكد على عدم مسؤولية بعض الأفراد، ويأتي هذا من قلة الوعي لديهم.
تشتهر قرية سويديك التابعة لمدينة ديرك بوجود نهر طبيعي تحيطه الأشجار الحراجية، هذه المنطقة تتميز بأجوائها الطبيعية الخلابة لذا يقصدها الأهالي في فصل الربيع للتنزه، ولكن ما هو ملفت بأن هذه المنطقة أصبحت تعجُّ بالأوساخ والنفايات التي يتركها البعض بعد الانتهاء من التنزه بالرغم من وجود حاويات للنفايات قد وضعها المعنيون لهذا الشأن، والأمر لا يقتصر على سويديك وحتى ديرنا قولنكا فهذه الظاهرة موجودة حتى في جم شرف وباكروان وغيرهم.