سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رمضان نكهة مختلفة بعد تحريرالطبقة

تقرير/ ماهر أحمد ـ مصطفى السعيد –
الطبقة – يعرف شهر رمضان بأنه شهر الرحمة والبركة، لما يقبل فيه على المسلمين في هذا الشهر من أجواء خاصة تشمل كل مناحي الحياة، وما يميزه من طقوس دينية مثل زيادة عدد الزائرين للمساجد والدعاء وتلاوتهم للقرآن فيها، وخصوصية في التعامل مع الآخرين وصلة الرحم بين الأقرباء وانتشار بعض الطقوس الرمضانية ومنها توزيع بعض الأطعمة من قبل الجيران لبعضهم البعض، والذهاب إلى الجامع لأداء فرائض الصلاة وكذلك صلاة التراويح التي يختص بها هذا الشهر الكريم، حيث أحجم بعض الناس عن أداء هذه المظاهر خوفاً من اتهامات مرتزقة داعش للبعض من الردة أو من التصوف خلال فرضهم بعض الأحكام باسم الدين من قبل شرعيين يجهلون الدين الحنيف، وقد توجت المدينة بطرد المرتزقة منها على يد مقاتلين ومقاتلات قوات سورية الديمقراطية في العاشر من أيار في العام المنصرم، حيث خرجت المدينة من حرب دمرت البنى التحتية وخرابٍ متعمد من قبل المرتزقة قضى على كل أنواع الخدمات فيها.وبعد تحرير المدينة في العام المنصرم، وبمرور 15 يوم من التحرير، بدأ شهر رمضان الذي أثقل كاهل الأهالي الذين افتقدوا كل شيء يخفف عنهم عبء حرارة الصيف والصوم، فقد كان سد الفرات معطلاً بشكل كامل من تجهيزات كهربائية ومحولات أي انعدام التبريد والتكييف بشكل عام عن المنازل والأحياء والمنطقة، أما المياه فعانى الأهالي من شرائها من الصهاريج وبعضهم اضطروا لنقلها بأنفسهم، وهذا الوضع أرهق الأهالي حيث كانت مضخات المياه قد سلبت وسرقت من التصفية.
وكانت المدينة تعاني من نقص حاد بالمواد الغذائية بسبب الحصار الذي كان مفروضاً على المدينة، والذي زاد من معاناة الأهالي هو حرارة الجو في ذلك العام حيث كان هَم أهالي الطبقة الوقوف على طوابير الخبز والماء والجليد الذي ارتفعت أسعاره وأصبح أغلى من أي سلعة، وكذلك المحروقات والآمبيرات التي كانت تثقل كاهل المواطن في أيام رمضان العام الماضي.ومع قدوم رمضان بعد أسبوع على الذكرى السنوية الأولى لتحرير الطبقة والذي أضفى عليه الوفرة في الخدمات والمواد الغذائية، فقد توفرت الخدمات في المدينة كافة، فالكهرباء وصلت لجميع أنحاء المنطقة وبساعات طويلة رغم انخفاض منسوب بحيرة الفرات بسبب قطع تركيا المياه وقلة الإمكانات المتوفرة، حيث وضعت عن كاهل المواطن توفير الجليد والآمبيرات وتوفير المحروقات والمياه لأحياء المنطقة، وتوفَّر الخبز وهو السلعة الضرورية لأهالي المنطقة مع تركيز الإدارة المدنية في الطبقة على وضع الأسواق، حيث زاد النشاط التجاري بشكل غير مسبوق في المدينة بسبب توفر الأمن والخدمات بعد أن غصت شوارع المدينة بالناس سواء أكان في السوق الشمالي أم الجنوبي لبيع الخضار في الطبقة، وكذلك سوق الهال الذي أصبح سوقاً رئيساً في المنطقة، ونشطت بسطات بيع المشروبات الرمضانية من تمر هندي وعرق سوس وجلاب…..إلخ، ومحلات الحلويات وكذلك المعجنات والمعروك.
وشهدت المدينة عودة المسحر للطبقة وهو شخص يحمل طبل ويقرع به وقت السحور حتى يوقظ الناس على السحور، حيث غابت هذه الظاهرة أيام سيطرة داعش والفصائل المرتزقة السابقة التي توالت على حكم المدينة ومنعت المسحر من القيام بهذه المهمة في هذا الشهر الفضيل.