سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رمزية محمد: الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة يبدأ بمسؤولية المرأة لشخصيتها

جل آغا / أمل محمد – أفادت عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا “رمزية محمد”، أن الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، يكمن في معرفة المرأة مكانتها الحيوية، ودورها الفعال في المجتمع.

تعد ظاهرة العنف ضد المرأة من أقدم الظواهر، التي شهدتها البشرية، والذي يقوم على إيذاء النساء سواءً إيذاء جسدياً، أو نفسياً، هذه الظاهرة وبالرغم من سن قوانين وقيم في مختلف الدول للحد منها إلا أنها موجودة ومستمرة ليومنا، وتنبع من عدة أسباب وفي مقدمتها الذهنية الذكورية السلطوية، كما وتنتج عنها عواقب عدة وفي مقدمتها التفكك الأسري.

وبصدد هذا الموضوع ومع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة التقت صحيفتنا “روناهي” عضوة منسقية مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا “رمزية محمد“: “بالرغم من التطور الحضاري في مختلف المجالات، لا زلنا نشهد ظاهرة العنف ضد المرأة، هذه الظاهرة، التي تمتد جذورها منذ عصور مستمرة، في كل عام، وفي اليوم العالمي لمناهضة هذه الظاهرة، نؤكد بأن المرأة هي اللبنة الرئيسية في المجتمع، ويجب الحد من أي أسلوب وأي ظاهرة يقوم على إيذائها”.

وتابعت: “هذه الظاهرة ليست حكراً على مجتمع معين، أو ثقافة ما ولا حتى طبقة معينة، فهي تُمارس ضد نساء العالم بمختلف أعمارهنَّ، وطبقاتهنَّ وميولهنَّ، العنف ليس فقط تعنيف المرأة جسدياً بل له أشكال عدة، ومنها حرمانها حقوقها الاقتصادية والتعليمية والسياسية، وحق إبداء الرأي، وجميع ما سبق هو عنف”.

وتضيف رمزية: “قامت ثورة روج آفا على الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة في المنطقة، لأنها نشرت الوعي بين النساء، وغيرت إلى حد ما الفكرة النمطية الذكورية، التي كانت منتشرة، فعقلية المرأة بعد ثورة روج آفا تغيرت هي الأخرى، فقد تمكنت الثورة تحريرها من القيود، التي فُرضت عليها عنوة”. 

ثورة روج آفا وظاهرة العنف

وتقول: “استطاعت ثورتنا الحد من ظاهرة العنف حينما قامت بنشر الوعي، وسن قوانين عدة وتطبيقها، كما ساهمت قيام المؤسسات التوعوية مثل مؤتمر ستار من تقليل نسبة العنف، وفي المناطق المحتلة لا تزال هذه الظاهرة موجودة، وتتفاقم وتُمارس ضد المرأة عدة أشكال من العنف، القتل، والاختطاف، وغيرهما”.

هذا وبينت رمزية أن الشهيدات اللواتي ارتقينَّ للشهادة في ثورة التاسع عشر من تموز استشهدن من أجل حرية الوطن ومن أجل المرأة: “أفيستا، بارين، سلافا، يسرى درويش، هفرين خلف، والقائمة تطول بأسماء شهيداتنا، هؤلاء الشهيدات حاربن أشكال للعنف ضد المرأة، وهنَّ غيرنَّ تلك الفكرة التقليدية عن دور المرأة في المجتمع”.

كما وأكدت رمزية أن حرية المرأة والحد من ظاهرة العنف يبدآن من إيمان المرأة بذاتها وقدراتها ودورها قبل كل شيء: “على المرأة في دول العالم التحلي بالقوة، والإيمان بأن لها دوراً فعالاً في المجتمع، على خلاف ما قد تمَّ زرعه في عقلها، وعليها التخلي عن الخوف، الذي يرغمها على الخضوع للشخص المُعنف، فهذه أهم الخطوات للقضاء على الظاهرة”.

العنف.. الثورة.. الحرية

وعن علاقة ثورة جدائل السلام في روجهلات كردستان، وإيران وظاهرة العنف ضد المرأة نوهت رمزية: “جاءت ثورة جدائل السلام بعد العنف النفسي والجسدي، التي تعرضت لها الشابة جينا أميني، ومن تلك اللحظة تحررت غالبية النساء في إيران من الخوف، الذي طالما منعهنَّ من حقوقهنَّ، ثورة روجهلات هي ثورة ضد العنف، وضد الذكورية، وضد العبودية”.

وزادت: “بين اليوم والأمس نجد اختلافاً كبيراً في واقع المرأة من جوانب عدة، كانت دائماً خلف الرجل في كل شيء، ولكن اليوم هي جنباً إلى جنب معه تُبدي رأيها، وتُشارك في مشكلات الحياة، وجوانبها السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، ما قلل من نسبة العنف ضد المرأة”.