رغم معاناة التهجير القسري.. أطفال سري كانيه لم يتخلوا عن أحلامهم

تقرير/ نشتيمان ماردنلي – 

روناهي/ قامشلو- أحلام الأطفال المهجرين قسراً من بيوتهم ومدنهم لم تهدم بالعدوان الذي شُنه المحتل التركي ومرتزقته ممن يسمون أنفسهم بالجيش الوطني السوري على طفولتهم, بل باتت تكبر تحت تلك الخيم المليئة بأحلامهم العفوية، وكلهم أمل بالعودة قريباً إلى مقاعدهم المدرسية في ديارهم.

بعد العدوان التركي المستمر على مدينة سري كانيه/ رأس العين, وتهجير السكان الأصليين من المدينة قسراً, لجأ الأهالي إلى المخيمات ومراكز الإيواء البعيدة عن بطش الاحتلال, ومن بينها مخيم واشو كاني الواقع غرب مدينة الحسكة, والذي توافد إليه الآلاف من المهجرين قسراً طلباً للأمان, ونسبة لزيادة عدد المهجرين في المخيم ومنهم الأطفال, افتتحت الإدارة الذاتية الديمقراطية مدرسةً خاصةً بهم في مخيم واشو كاني لضمان سير العملية التربوية والتعليمية.

أطفال واشو كاني يرممون ما دمرته الحرب

في خيم تفتقد للكثير من مستويات كلا الدعمين التأهيلي والنفسي من المنظمات المعنية بشؤون الإنسان والطفولة, يحاول أكثر من ألف طفل نازح أن يعود لمقاعد الدراسة، وإعادة بناء ما هدرته الحرب منهم, متمسكين بأمل العودة إلى مدارسهم ومنازلهم وإكمال تحقيق أحلامهم الكبيرة التي تحتويها قلوبهم الصغيرة.

وللتعرف على المزيد عن كيفية التدريس وأوضاع الأطفال المهجرين في المدرسة، أجرت صحيفتنا لقاءً مع العضو في هيئة التربية والتعليم في مدرسة مخيم واشو كاني محمد حاجو، والذي حدثنا قائلاً: “منذ بداية التهجير القسري الذي تعرض له أهالي منطقة سري كانيه ونزوحهم إلى المناطق المجاورة تأسس هذا المخيم لاحتضانهم من الخطر, وبدأ العمل الفعلي في المخيم خلال فترة قصيرة, ومن بين تلك الأعمال كان افتتاح مدرسة ضمن المخيم من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية, حيث وجدنا أنفسنا حينها أننا مكلفون أيضاً بالوقوف إلى جانب أطفالنا, وكانت أول الخطوات التنظيمية للمدرسة وضع إحصاء لعدد الطلاب في المخيم والذي تجاوز عددهم خلال بضعة أيام 1150 طالب, في كل من المرحلة الابتدائية, والإعدادية, والثانوية, حيث إن هؤلاء الأطفال يستكملون تدريسهم في مدرسة المخيم ابتداءً من المرحلة التعليمية التي وصلوا إليها قبل النزوح”.

وأشار حاجو خلال حديثه بأنه ليس فقط أطفال مخيم واشو كاني مروا بحالة الحرب والتهجير أنما المدرسين أيضاً عاشوا الوضع ذاته, حيث أن الكادر التعليمي في المدرسة مؤلف من معلمين ومعلمات من مدينة سري كانيه/ رأس العين أيضاً, وعددهم 73 معلم ومعلمة, منهم من استقر داخل المخيم، ومنهم من يحضر من الحسكة لإعطاء الدروس للطلاب ضمن المخيم.

مناشدة لسد الثغرات في مدرسة واشو كاني

 يعتمد نظام المدرسة ضمن المخيم على الدوامين (الصباحي والمسائي)، ففي المخيم حوالي 1700 طالب، ويزداد العبء على الهلال الأحمر الكردي, الذي قدم الدعم لكافة المراحل التعليمية في المخيم, إلا إن حاجات المدرسة والطلاب لم تنجز بالشكل المطلوب, لأن المنظمات الإنسانية لم تحمل مسؤوليتها بعد لتقديم العون.

وعن الصعوبات التي تمر بها المدرسة أضاف حاجو قائلاً: “نسبة للإمكانات المحدودة وغياب المنظمات الدولية لم نستطع تأهيل المدرسة بشكل أفضل، حيث أن عدد مخيمات التعليم 16 خيمة, وكل ذلك بدعم من الهلال الأحمر الكردي, إلا أن أعداد الطلاب تفوق حجم هذه الخيمات التي أصبحت مشكلة بحد ذاتها، حيث أن كل خيمة تضم حوالي 50 طفل، وهو بالحد الغير مسموح للنظام الدراسي, كما أن لوازم الأطفال من القرطاسية المدرسية كانت حاجة فائقة لقدرات إدارة المخيم، حيث تم تغطية البعض من هذه اللوازم بدعم من مكتب الدعم الكردستاني والهلال الأحمر الكردي، ووزعت الإدارة الذاتية كتب المنهاج على الأطفال”.

اختتم العضو في هيئة التربية والتعليم في مدرسة مخيم واشو كاني محمد حاجو حديثه مناشداً جميع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء الأطفال وتقديم الدعم قائلاً: “عند خروج الأطفال من سري كانيه قسراً من هول الحرب كانوا يخرجون حفاةً لا يحملون معهم سوى حقائبهم المدرسية, كانوا متمسكين بأحلامهم فقط, لذلك نناشد جميع الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية والمعنية بشؤون الطفل أن تقف معهم وتدعمهم كي يحققوا أحلامهم”.