سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رغم دعم الإدارة المدنية الديمقراطية المعاناة مستمرة في مخيم المحمودلي..

تقرير/ مصطفى الخليل 

روناهي/ الطبقة- أكدت لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في الطبقة على أنه بالرغم من الخدمات الكبيرة التي تقدمها الإدارة المدنية الديمقراطية لمخيم المحمودلي إلا أنه لازال يعاني من ضعف كبير في الجانب الصحي والتعليمي، وتأمّل من المنظمات الدولية والإنسانية القيام بواجبها تجاه النازحين.
منذ حوالي السنة طالبت الإدارة المدنية الديمقراطية مفوضية اللاجئين بإنهاء معظم معاناة مخيم الطويحينة العشوائي على ضفاف نهر الفرات، والذي كان يعيش قاطنيه أوضاع معيشية صعبة، وذلك بتجهيز مخيم المحمودلي لاستيعاب أعداد النازحين من مخيم الطويحينة، وعمدت إلى تنظيم المخيم بشكل أكبر وتزويده بخيم وتجهيزات ضرورية لترتقي إلى مستوى معيشي أفضل.
تسبب العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا بموجة نزوح كبيرة وتهجير قسري تحت ضغط المجازر والانتهاكات وتخوف أهالي المنطقة من تلك المجازر والأفعال الوحشية مما شكل عبء كبير على مخيم المحمودلي القريب من مدينة الطبقة، مع نزوح معظم قاطني مخيم عين عيسى إليه بعد تعرضه للقصف والاستهداف من قبل مرتزقة تركيا.
ظروف شتوية قاسية
مع دخول فصل الشتاء الذي زاد من معاناة قاطني المخيمات بالعموم، فأن مخيم المحمودلي أيضاً يعاني كبقية المخيمات من قلة الدعم المُقدم من المنظمات الإنسانية، فقد شكى قاطني مخيم المحمودلي خلال جولة كاميرا صحيفتنا روناهي داخل المخيم من قلة وسائل التدفئة وملابس الشتاء للأطفال، وحدثونا عن معاناتهم من النقص الكبير في الحصص الغذائية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية لهم، وشرحوا لنا حجم المعاناة التي يعيشونها في ظل ظروف الشتاء القاسية.
ومع جولتنا في المخيم ورصد حجم المعاناة التي لا يمكن أن تصفها بالكلمات بقدر من يعيشها على أرض الواقع وملامسة الظروف القاسية فيها؛ أجرت صحيفتنا روناهي لقاءً مع الرئيسة المشتركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة ليلى محمد، والتي بدأت حديثها بإعطاء لمحة عن المخيم وقاطنيه باعتباره المخيم الوحيد في منطقة الطبقة، حيث قالت: “تم إنشاء المخيم من أجل استيعاب النازحين الوافدين إلى المنطقة نتيجة الحرب الدائرة في  سوريا، وعلى الأغلب هم من مناطق حمص وحماة والبادية السورية، وقرار نقل مخيم الطويحينة إلى المخيم الجديد قرب قرية المحمودلي جاء بناءً على طلب من الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة من مفوضية اللاجئين لإنشاء مخيم تتوفر فيه الظروف المعيشية تكون أفضل لهؤلاء النازحين، كون المخيم القديم كان عبارة عن خيم عشوائية”.
موجة نزوح للمخيم مع بدء العدوان التركي
وتابعت ليلى في حديثها عن مخيم المحمودلي الجديد بالقول: “تم إنشاؤه منذ قرابة العام، ونُقِل قاطني مخيم طويحينة إليه، ويقع على مفرق المحمودلي، وخصص لاستيعاب حوالي  1680خيمة، وهي كانت البداية لإنشاء المخيم، ولكن مع الهجمة العدوانية لدولة الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرقي سوريا شهد مخيم المحمودلي موجة نزوح كبيرة، حيث هُجِّر إليه عدد كبير من العوائل من كري سبي/ تل أبيض، ورأس العين/ سري كانيه، والمناطق التي تتعرض للقصف العشوائي بالإضافة إلى معظم قاطني مخيم عين عيسى، حتى وصل قاطني المخيم بأقل من ثلاثة أيام إلى حوالي  600عائلة مُهجّرة قسراً من المناطق الشمالية المستهدفة من قبل العدوان التركي.
دعم الإدارة وحدها للمُهجّرين لا يكفي
وأردفت ليلى بأن الذي فاقم المعاناة على إدارة المخيم مع بدء العدوان على مناطق شمال وشرقي سوريا تعليق المنظمات الإنسانية عملها ودعمها للمخيمات وقاطنيه، حيث وضعت الإدارة المدنية الديمقراطية لمنطقة الطبقة ولجنة الشؤون الاجتماعية والعمل أمام تحديات كبيرة لمساعدة المهجّرين قسراً وبالتوازي مع توقف الدعم من المنظمات، عملت الإدارة المدنية على تقديم الخيم والغذاء والخبز والأمان للمهجّرين قسراً من مناطقهم.
وبينت بأنه لم تقتصر الجهود المُقدمة من قبل الإدارة على تقديم المساعدات المادية وبعض لوازم الحياة اليومية، بل أيضاً قامت بعملية توسيع للمخيم لاستيعاب العدد الكبير للعائلات الوافدة من مخيم عين عيسى، وتم استضافتهم في القسم الذي تم تجهيزه. وأشارت ليلى إلى أنه عادت بعض المنظمات الإنسانية للعمل في الفترة القليلة الماضية، ولكن إلى الآن الدعم متواضع وليس بالمستوى المطلوب.
وحول الوضع الصحي والتعليمي في المخيم ذكرت ليلى: “هناك جوانب عديدة في المخيم تعتبر ضعيفة وتعتبر مهمة للقاطنين وهي الناحية التعليمية والصحية، حيث يحتاج المخيم إلى أدوية نوعية وخاصة مع دخول فصل الشتاء والأمراض المزمنة والسكري”.
على المنظمات الإنسانية القيام بواجبها
وفي نهاية لقاءنا مع الرئيسة المشتركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل ليلى محمد؛ تأملت من المنظمات الإنسانية القيام بواجبها الإنساني تجاه النازحين بدعم قطاع الصحة والتعليم بشكل كبير، وبنفس الوقت دعم المُهجّرين بمتطلبات الحياة الضرورية سواءً تدفئة أو ملابس شتوية أو حصص غذائية.