سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

رغم الصعاب… قوى الأمن الداخلي – المرأة الدرع الحصين للمجتمع

قامشلو / آرين زاغروس –

بعد مرور تسع سنوات على تأسيسها، أصبحت قوى الأمن الداخلي الخاص بالمرأة في شمال وشرق سوريا عين الأمان، التي تسهر إلى جانب القوات العسكرية في الإدارة الذاتية، من أجل حفظ السلام والاستقرار الداخلي لشعوب المنطقة، وهذا ما بينته الإدارية في قوة الأمن الداخلي- المرأة في شمال وشرق سوريا “مهدية هلال”.
في ظل الظروف الصعبة، التي مرت، ولا زالت تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا، كان لا بد أن تنظم المرأة نفسها على أسس الأمن الداخلي، وتقف ضد أنواع العنف الممارس بحق المرأة في المجتمع، وتوحد صفوفها من خلال ثورة ذهنية خاصة بالمرأة على أساس حياة حرة، فاتخذت العدالة الاجتماعية مبدأً لها.
ومن هذا المنطلق تم تأسيس قوة الأمن الداخلي ـ المرأة في شمال وشرق سوريا في 30 حزيران عام 2014، فقد بدأت بتنظيم صفوفها انطلاقاً من قامشلو إلى مناطق شمال وشرق سوريا وصولاً إلى المناطق المحررة في إقليم الجزيرة، وإقليم كوباني، وبالرغم من الكثير من الصعوبات، والإمكانات القليلة لنقص الخبرات من الناحية الأمنية، والعسكرية، والإدارية لأنها تعد أول قوة أمنية للمرأة، ومن خلال هذه القوة أثبتت المرأة دورها الفعال في المجال العسكري، واستطاعت تأمين المنطقة بسهرها على راحة المواطنين، وتطبيق القانون.
تسع سنوات من الإنجازات
وأكدت الإدارية في قوى الأمن الداخلي ـ المرأة في شمال وشرق سوريا “مهدية هلال” لصحيفتنا أن المرأة خلال توليها مهام الحماية على مدار تسع سنوات، أثبتت للعالم أنها قادرة على المشاركة والانخراط في المجال العسكري، وحماية أمن المدن.
حيث أطلعتنا أنه من خلال عمل المرأة ضمن قوة الأمن الداخلي بشكل عام، استطاعت كسر كثير من الحواجز في المجتمع، وساعدت المرأة بشكل خاص، لتستطيع اكتساب حقوقها المسلوبة، وبذلك أصبحت قوى الأمن الداخلي ـ المرأة تلعب الدور الريادي في حماية المنطقة داخلياً.
وبينت أن قوة الأمن الداخلي هي من المؤسسات الأساسية في الإدارة الذاتية، وعلى مدى سنوات، تقوم هذه المؤسسة بواجب أمني وأخلاقي، وإنساني تجاه الشعوب كافةً في شمال وشرق سوريا، انطلاقاً من كونها بنية الأساس للوطن، فالأمن والأمان يعدان الركنين الأساسيين لاستقرار أي مجتمع، فلا اقتصاد، ولا حياة ولا استقرار اجتماعي بلا أمن: “لقد اتخذت المرأة ضمن صفوف الأمن الداخلي على عاتقها تحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن، وقد أثبتت على مر السنوات، أنها قادرة على حمل المسؤولية الموكلة إليها على مختلف المستويات”.
وتابعت مهدية: “كان هناك الكثير من التحديات، والهجمات العدائية، والهمجية، التي استهدفت الأخلاق والمجتمع، فوقفت قوة الأمن الداخلي ـ المرأة في جميع مؤسساتها إلى جانب وحداة حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في مواجهة هذه التحديات والهجمات، والقضاء على فكر مرتزقة داعش، وتحرير المناطق، وإعادتها إلى أبنائها”. وعن الصعوبات التي واجهت المرأة بشكل خاص قالت مهدية: “منذ بداية تأسيسنا عانينا من الذهنية الذكورية، وعدم تقبل المجتمع لنا، فتقبل فكرة حمل السلاح، وانضمام المرأة إلى الصفوف العسكرية كان شبه مستحيل، إلا الانخراط الكبير للمرأة العربية والسريانية والكردية ضمن صفوفنا جعل من تنوعنا قوة واجهت هذه الذهنية مشكلة قوة عسكرية تثبت جدارتها يوما بعد يوم”.
نوهت مهدية إلى أن انخراط المرأة في صفوف القوات العسكرية لم يكن سهلاً، بل كان عليها بذل جهد مضاف، لإثبات نفسها وقدرتها، وتابعت: “لقد بدأنا بعضوتين، ولكننا اليوم في عام 2023 عددنا لا يقل عن ثلاثة آلاف عضوة، وهذا في حد ذاته إنجاز”.
 مكافحة الحرب الخاصة
وتأخذ المرأة العسكرية على كاهلها أداء مهامها على الحواجز الداخلة إلى المدينة والخارجة منها، للحفاظ على أمن المنطقة من أي تهديد قد يتعرض له، حيث أنها تقوم بالمهمات العسكرية كالحرس، وأمن الحواجز، ومساعدة شرطة المرور، والإشراف على أمان المخيمات، وتعمل في المكاتب لتنسيق آليات العمل، حيث أن مركز الأسايش يحوي مكاتب كثيرة، منها مكتب الجريمة المنظمة، مكافحة المخدرات، وقوات عمليات المرأة، ومكتب المراقبة، ومكتب التحقيق.
وعن الأمر قالت مهدية: “مهمتنا الأساسية حماية المجتمع من الهجمات الداخلية كهجمات الاحتلال، وقد شاركنا إلى جانب الرفيقات في جميع حملات التمشيط، فكنا الدرع الأول لحماية المرأة وقمنا بمساندة وحدات حماية المرأة في مكافحة خلايا مرتزقة داعش”.
على الرغم من الصعوبات، التي واجهت المرأة خلال عملها في المجال العسكري، أثبتت نفسها، وأصبحت مثلاً يحتذى به في أنحاء العالم، فقد استطاعت تحدي المعوقات والقيود، التي قيدت حريتها، ونظمت نفسها وفق أسس ومبادئ القائد عبد الله أوجلان: “نقف اليوم بزينا العسكري من مختلف شعوب شمال وشرق سوريا بين الصفوف العسكرية، لنكون العضوات الفعالات في حفظ الأمن والسلام للمنطقة”.
واختتمت الإدارية في قوى الأمن الداخلي ـ المرأة في شمال وشرق سوريا “مهدية هلال” حديثها: “ندعو المرأة والشعوب كافةً إلى الاصطفاف جانب قوات الأمن الداخلي، وأن يكونوا لها السند والعون في هذه المرحلة الصعبة التي نواجه فيها دولة الاحتلال التركي، في استهدافها للقياديين عبر المسيرات، والخلايا النائمة والمتطرفين ومحاولةً العبث في استقرار، وأمن المنطقة”.