رسالة نازحةٍ من قره باغ

على أمل العودة إليه، طلبت امرأة من قره باغ في رسالة تركتها في منزلها، من الأذريين، الذي سيحتلون منزلها، بأن يحافظوا على نظافته، وأن يسقوا الزهور، لإدراكها بأن المحتلين القادمين لا يعرفون معنى الإنسانية، وأنهم مجرمون.

في إطار سياسة التطهير العرقي، التي تمارسها دولة أذربيجان (حليفة دولة الاحتلال التركي) ضد الأرمن.

 في قره باغ، نزح غالبية الأرمن من هذا البلد متوجهين إلى أرمينيا، تاركين في منازلهم ذكريات عاشوها خلال الفترات الماضية، في مشهد يعيد إلى أذهاننا الإبادة الجماعية، التي قام بها العثمانيون بحق الأرمن عام 1915، وكذلك مشاهد الجرائم، التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها في شنكال، وعفرين، وسري كانيه.

وانتشرت على صفحات التواصل الافتراضي “فيسبوك” رسالة من امرأة من قره باغ، تركتها في دارها، التي ستغادرها مجبرة خوفا ًمن التطهير العرقي، الذي يمارسه حلفاء دولة الاحتلال التركي (أذربيجان).

وفي مقدمة الرسالة تشير المرأة الأرمينية إلى أنها، وهي تتجهز لمغادرة منزلها، التي عاشت فيه طوال عمرها، “فكرت أن تشعل النار في المنزل”، إلا أن الأمر لم يعجبها.

وأضافت في رسالتها بأنها، وبعد أن تراجعت عن قرار إحراق منزلها، قامت بغسل الأطباق، ووضعتها في أماكنها على الرفوف، وكأنها بانتظار ضيوف.

وأردفت الرسالة: “في هذا البيت عاشوا شرفاء، كانوا يعملون ويكدون”، وإدراكاً منها بأن المحتلين القادمين لا يعرفون معنى الإنسانية، وأنهم مجرمون، وأنها ستعود يوماً إلى منزلها، الذي غادرته، طلبت من هؤلاء المحتلين في الرسالة، بأن يحافظوا على نظافة منزلها، وأن يسقوا الزهور كي لا تموت.

وكالة أنباء هاوار